علمت من وسائل الإعلام خبر ترشيح حركة 6 أبريل لجائزة نوبل للسلام مناصفة مع الزميلة العزيزة إسراء عبدالفتاح التى كان لها دور رئيسى فى إنشاء جروب إضراب 6 أبريل 2008 وفى الدعوة للإضراب. وقد تلقى أعضاء الحركة الخبر بفرح شديد وزاد من فرحتنا وجود مرشح مصرى ثانٍ للجائزة وهو الزميل العزيز وائل غنيم، الذى كان له دور مهم فى الدعوة ليوم 25 يناير من خلال صفحة «كلنا خالد سعيد» مما يعطى لمصر فرصتين للفوز بالجائزة، حيث إن المرشحين الرئيسيين هم 5، من بينهم ترشيحان لمصر للفوز بالجائزة.
ولم تكن فرحتنا بالأساس بخصوص ترشيح الحركة للفوز بالجائزة بقدر ما هى فرحتنا لترشيح اسم مصر عموما، فالشعب المصرى العظيم يستحق أكثر من ذلك بكثير، والنضال الذى بذل فى السنوات السابقة منذ 2005 يستحق أكثر من جائزة نوبل. وقد قدمت الثورة المصرية مثالا كبيرا للعالم كله، كيف تكون الثورات وكيف تكون سلمية وكيف تكون متحضرة ومنظمة.
وبالطبع ليست حركة 6 أبريل وحدها هى التى شاركت فى الثورة أو دعت وحدها ليوم 25 يناير، فهناك العديد من الحركات والمدونين والنشطاء الذين دعوا ليوم 25 يناير وشارك فى الثورة واعتصام التحرير بمشاركة ملايين المصريين الشرفاء الذين لولاهم ما نجحت الثورة المصرية، وهناك مئات الشهداء وآلاف المصابين الذين سطرت دماؤهم الطاهرة أروع سطور النضال والتضحيات والإصرار الذى أدى إلى النجاح.
ربما كان بروز اسم حركة 6 أبريل بسبب المجهود الضخم الذى تم بذله منذ سنوات فى تحدى نظام مبارك وتحمل القمع والسجن والتعذيب للعديد من كوادر الحركة والإصرار على المواصلة والتحدى، رغم كل ما لاقاه أعضاء الحركة القدامى من إرهاب من أجهزة أمن الدولة وأذى كبير فى العمل والوظيفة وموارد دخلهم أو دراستهم الجامعية.
وربما كان بسبب بروز اسم الحركة فى الدعوة ليوم 25 يناير وتنظيم التظاهرات المفاجئة التى انطلقت من كل المناطق فى اللحظة نفسها وانضم لها الآلاف من المصريين الشرفاء.
وبالطبع هذه الجائزة من الأساس موجهة للشعب المصرى وتضحياته ولا يغير تمثيل حركة 6 أبريل أو وائل غنيم من الأمر شيئاً، فالتكريم هو بالأساس لمصر ومكانتها ولشعبها ولشهدائها ومصابيها وليس لحركة 6 أبريل على وجه الخصوص.
وإذا كانت الثورة الآن تمر ببعض التعثر والمصاعب بسبب تعنت المجلس العسكرى وإصراره على بعض الأمور غير المفهومة، فإننا متأكدون من النجاح واستكمال الثورة، فهناك جيل قرر ألا يعود إلى الوراء وقرر الصمود ونجاح الثورة مهما تطلب الأمر.
ولذلك فنحن نثق فى مساندة أهلنا من الشعب المصرى من أجل الحصول على تلك الجائزة لمصر وليست لحركة 6 أبريل. ونثق فى مساندة أهلنا من الشعب المصرى فى استكمال الإصرار على تحقيق مطالب الثورة وتغيير كل رموز الفساد وأركان النظام الفاسد وبناء نظام سياسى جديد يقوم على الحرية والعدالة والكرامة.