على فرغلى يكتب: موقعة البدلة

ذهبت البارحة إلى عقد قران صديق لى مرتديا بدلة، لَفتُ الأنظار عندما قمت بإطلاق طلقات الزينة فى الجو، وافتَرشت السماء بألوان الطيف.. روّعت هذه الطلقات بعض الحضور، لكن ليست بنفس القدر التى اعتادت عليه ترويع انفجارات خطوط الغاز الممتدة إلى إسرائيل للمرة السادسة بالعريش.

يقال إذا كانت الرؤيا قبل الفجر فهى حقيقية، وما تراه خلال هذه الفترة صحيحًا إلى حد ما.. أعُد من محبى أعمال خالد يوسف وخاصةً فيلم "حين ميسرة"، الذى بشّر بتفجير الثورة.. صَور الفيلم فرحة البسطاء بعودة "رضا" وسط الحارة مرتديا بدلة "رضا جه يا أم رضا.." وكل من له نبى يصلى عليه، وكل من له رئيس يصوت ليه، وكل رئيس له بدلة يلبسها.

بعد الثورة كل الشعب بيفهم فى السياسة ووضع الدساتير، تسع شهور لم يزد فيها إلا الأحزاب، وحتى الآن لم تلد الثورة ابنًا باراً يخفف عنها آلام المخاض والفتن الداخلية والخارجية ولم تُسَلم السلطة للمدنيين، ولكن عاد المشير وسلم بيده على الجميع وسط كل هذة المعارك والحروب فى الشارع المصرى بين مؤيد ومعارض.

أُذيع فى الأخبار أن رئيس الزمالك يؤكد توقيع شحاتة، والمشير بالبدلة لم يؤكد نزوله للرئاسة.. وإذا كان المشى للجميع فمصر أيضاً للجميع.. وهذا لن يؤكد لنا أن المشير والتليفزيون التقيا صدفة عندما كانوا يتفقدون الرعية.. أما إذا كانت مصر بلد الأمن والأمان فلا بد من عدم وجود رجال حبيب العادلى وجمال.

وأثناء مشاهدة الفيديو افتكرت أغنية "أحبك آه.. رئيسا لا"،"طول عمر العسكر عسكر بس الناس كانت ناس". واختلفت الآراء عن موقعة البدلة كما اختلفت على الثورة.. وعلى طريقة الأمثال الشعبية تظلمنى فى شهادة.. وتصالحنى ببدلة.. وفى ظل التكفير وفرض الدين بالقوة وعدم وجود رؤية واضحة لمستقبل مصر لم أختر رئيسا حتى الآن.. وفى النهاية نريد توضيحا أو بيانا من المجلس العسكرى يوضح لنا ملامح الفترة القادمة بكل شفافية.