وصف السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها دورة " فلسطين"، لافتا إلى أن النشاط والتحرك الفلسطينى الفاعل هو الذى أبرز أهمية هذه الدورة وسيطر عليها، حيث سادت القضية الفلسطينية أعمال اجتماعات هذه الدورة .
وقال السفير بن حلى فى تصريح للصحفيين اليوم الاثنين، إن الجهود تتواصل الآن لدعم الطلب الفلسطينى من خلال اللجنة الفنية الخاصة التى تم تشكيلها من أعضاء مجلس الأمن للنظر فى الطلب الفلسطينى، ونأمل أن تثمر عن نتائج إيجابية خلال الأسبوعين القادمين.
وحول السيناريوهات المقبلة خاصة مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام " الفيتو "، قال السفير بن حلى : إن موقف الولايات المتحدة واضح، وأعلنته بأنها ستستخدم الفيتو إذا توجهنا إلى مجلس الأمن واتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية إذا تم التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومن ثم فإن الجانب العرب سيتوجه
إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حال استخدام الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن .
ولفت إلى أنه رغم أن الجمعية العامة لا تمنح العضوية الكاملة لكن يمكن أن تنقل فلسطين من عضو مراقب (باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية حركة تحرير ) حاليا إلى صفة " دولة فلسطين المراقبة" وهذا فرق كبير بين الحركة والدولة، لأن الدولة بمعناها يترتب عليها التزامات من ضمنها أنها يمكن أن تكون عضوا فى كافة المنظمات التابعة للأمم المتحدة والوكالات وغيرها، بالإضافة إلى ذلك تصبح حجة إسرائيل بأن هذه "الاراضى متنازع عليها " حجة واهية حيث ستصبح" أراض محتلة " وفق اتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقيات الدولية الأخرى ذات الصلة.
وأشار السفير بن حلى الى الجهد العربى السياسى الذى سبق هذه الدورة الجديدة منذ 6 أشهر ممثلا فى تحركات الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، وكذلك تحركات لجنة مبادرة السلام العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى، بالإضافة إلى التحركات التى قام بها وزراء الخارجية العرب حيث توافر زخم دبلوماسى كبير فى الأمم المتحدة نتيجة لهذا التحرك ، كما أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس حضر جلسة تاريخية القى فيها خطابا أعاد إلى الأذهان الجلسة التى حدثت عام 1974 بحضور الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ، ليتم التأكيد بكل قوة أن فلسطين حاضرة فى اهتمامات وضمير العالم كله .
واستعرض السفير بن حلى نشاط المجموعة العربية فى نيويورك بدءا من انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والذى كرس لمناقشة بند موضوع واحد هو ما يتعلق بفلسطين ، كما عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعات مع نظرائهم من دول أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية الماراثونية مع كافة دول العالم .
وأشار السفير بن حلى إلى أن هذه الأمور تعتبر مكسبا سياسيا عربيا وفلسطينيا ، موضحا أن الزخم الذى شهدته هذه الدورة الجديدة للأمم المتحدة سيعطى دفعة كبيرة للقضية الفلسطينية ، حيث أصبحت إسرائيل تشعر بأنها معزولة لأنها بالفعل دولة خارج القانون والمنظومة الدولية ولهذا لابد ان تعيد ترتيب أوراقها وتعود الى جادة الصواب.
وعلى صعيد الأوضاع فى سوريا والجهود العربية بشأن اللجنة التى قرر الوزارى العربى الأخير تشكيلها لزيارة سوريا لتقصى الحقائق ، قال السفير أحمد بن حلى : إن الوزارى العربى اشترط وقف كل أعمال العنف قبل أن تتوجه هذه اللجنة لسوريا ولم يذهب الوفد لسوريا بسبب استمرار هذه الأعمال .
وفى رده على سؤال حول وجود اتصالات بين الجامعة العربية والقيادة السورية فى الوقت الراهن قال نائب الأمين العام للجامعة العربية إن الاتصالات مع سوريا متواصلة باعتبار سوريا عضو اساسى فى الجامعة العربية كما أن الاتصالات مستمرة ايضا مع المندوب السورى الدائم بالجامعة العربية السفير يوسف أحمد .
وفيما يتعلق بالوضع فى اليمن.. أشار السفير بن حلى إلى أنه خصص لقاء مطول بين الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربى ووزير خارجية اليمن د. ابو بكر القربى بشأن اليمن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، واطلع د. القربى الأمين العام على عدد من الوثائق من بينها مبادرة دول مجلس التعاون الخليجى بشأن اليمن، وعلى آلية تنفيذ هذه المبادرة وتم التأكيد بشكل صريح على ضرورة الاسراع فى تنفيذ المبادرة الخليجية وفق الآلية المحددة لها .وعبر الأمين العام عن قلق الجامعة العربية لما يجرى فى اليمن وتزايد اعداد الضحايا داعيا الى التعامل مع هذه المبادرة بكل جدية وتفعيلها ، وتم الاتفاق على استمرار الاتصالات بين الدكتور العربى والأشقاء فى اليمن ونأمل أن تبين المؤشرات الأخيرة بأن هناك رغبة بشكل نهائى على المبادرة والآلية المتعلقة بها لتتجسد على أرض الواقع بما يجنب هذا البلد الشقيق المزيد من القتلى والمزيد من الآلام والمعاناة.
بن حلى: التحركات العربية أعطت القضية الفلسطينية زخماً كبيراً
الإثنين، 03 أكتوبر 2011 04:58 م