لدينا ما شاء الله عدد كبير من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وهو لقب اصطلاحى أصبح متعارفا عليه فى حياتنا السياسية بما يتيح لهم الظهور اليومى فى وسائل الإعلام وإطلاق التصريحات وأكل الفطير بالعسل أمام عدسات المصورين وحضور الأفراح البلدى والجنازات بدعوات أو بدون، ناهيك عن إطلاق المشروعات الإصلاحية الغرائبية على غرار ما كان يفعل أحمد عيد فى فيلم رامى الاعتصامى عندما قرر تغيير النشيد الوطنى، لأنه لا يستطيع عزفه على الجيتار، فهناك من المرشحين المحتملين وغير المحتملين من يخرج علينا بتصورات عن شكل الدولة المصرية فى عهده إذا لا قدر الله وقذفته صناديق الانتخابات على رءوسنا، وكأنه جالس فى صحراء جرداء يريد اختراع العجلة من جديد، ولدينا من يزايد بادعائه القدرة على إعادة النظر وإلغاء الاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر، وعندنا من يظن نفسه سوبر مان يستطيع بالأفلام والأقوال أن يضمن لنفسه مكانة لدى المصريين.
كل ما سبق فى جانب والاجتماع السرى الذى اعتاد أن ينظمه عدد من المرشحين المحتملين فى جانب آخر، فقد اختار عدد منهم أن يلتقوا وليس فى ذلك عيب، فمن حق جميع المواطنين أن يلتقوا ويتواصلوا ويسهروا أحيانا مادام حظر التجول مرفوعا، أما أن يلتقى "المحتملون" فى اجتماعات سرية، يعلنون عنها وعن كونها سرية، ثم ينفضون ليعلنوا من جديد عن حلقة جديدة من الاجتماعات السرية، فذلك لا يشبه إلا مياه الخزانات المصروفة للعطشانين الساكنين فى الأدوار العليا فى عز الصيف وقد انقطعت الكهرباء.
يقولون يا سيدى إن "المرشحين المحتملين" يجتمعون لبحث آخر التطورات على الساحة السياسية، وكلما حصل تطور فى حياتنا السياسية اجتمعوا وتدارسوه سرا ثم خرجوا علينا ببيان مقتضب يبشروننا فيه بأنهم تدارسوا ماحدث وأنهم بصدد تدارس التطور المقبل والتطور بعد المقبل، وكيف لا وحياتنا السياسية مليئة بالتغيرات السريعة والتقلبات غير المفهومة، كأن يجتمع المجلس العسكرى مع 13 حزبا وكتلة ويصدرون وثيقة تضمن تأمين هذه الأحزاب للشوارع والميادين والمصالح الحكومية فى الاعتصامات والمظاهرات، كما تضمن إثارة الانشقاقات فى الأحزاب والائتلافات الكرتونية والبلاستيكية والحديدية، بحيث ندخل فى دوامة جديدة من الحراك الزائف الذى تعيد إنتاجه برامج التوك شو لتزداد حيرة المشاهد المسكين المتسمر أمام الشاشة، يتابع الأسئلة والتحليلات العبقرية عن تصريحات المرشحين المحتملين ومغزى اختيار هذه الأحزاب الثلاثة عشرة لحضور الاجتماع، وموقف غير المختارين أو الرافضين، وتهديدات هذا القيادى فى الحزب الفلانى بسحب توقيعه من وثيقة الاجتماع أو ربط ذاك الناشط استمرار توقيعه بقائمة من المطالب العنترية.
الخلاصة أن السادة المرشحين المحتملين للرئاسة قد زادونا تشوشا على ما نعانيه من تشوش، وانقساما فى وقت نحن أحوج فيه للوحدة والتفاهم والتنسيق المشترك، حتى سئمنا منهم جميعا ومن اجتماعاتهم السرية والعلنية، ولا نجد إلا أن ندعو العزيز القهار ليسرع بنا إلى يوم الانتخابات الرئاسية حتى ننتهى من هذا الكابوس أو نعرف الفائز فى المسابقة!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nabil zyaan
كلمة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين خميس
الاخ نبيل زيان ابشر رئيس مصر القادم ليس منهم وليس غريبا عنا