
نيويورك تايمز
الولايات المتحدة تداهم معاقل متمردى جماعة حقانى فى أفغانستان
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه قبيل الفجر هبطت أول طائرة هيلكوبتر تحمل أكثر من عشرين من رجال الاستطلاع الأمريكى والجنود الأفغان، ثم أعقبتها ثلاث طائرات هيلكوبتر تابعة لفرقة الاستطلاع الأمريكية، تحمل أكثر من مائة جندى لشن غارات على معاقل حقانى التى أصبح القضاء عليها على رأس أولويات قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية بعد مقتل أسامة بن لادن.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما قامت به جماعة الحقانى، التى تتخذ من الحدود الشمالية الغربية الباكستانية معقلا لها، من هجمات إرهابية وحرب عصابات ضد الحكومة الأفغانية وبعض الأهداف الأمريكية فى أفغانستان.
وعزت الصحيفة سبب التصعيد فى الأزمة التى تشهدها العلاقات الأمريكية الباكستانية إلى رفض إسلام آباد شن هجوم على معاقل جماعة حقانى فى ميران شاه، البلدة الباكستانية التى تقع بالقرب من الحدود الأفغانية، مما يكشف العلاقة التى جمعت جهاز المخابرات الباكستانى بتلك الجماعة الإرهابية، الأمر الذى شجبته واشنطن بشدة مما زاد فى توتر العلاقات بين الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذى شنته القوات الأمريكية ضد وادى شارباران الأسبوع الماضى، قد أبرز الاستراتيجيات الخاطئة التى اتبعتها الولايات المتحدة، مما أظهر أحدث مجموعة من الأهداف العاجلة التى توجه التدخل الأمريكى العسكرى فى أفغانستان، الذى من المتوقع أن ينتهى بحلول عام 2014، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، غير أن مناقشات تدور فيما بين الضباط والمسئولين الأمريكيين حول ما إذا كان من الأفضل للمصالح الأمريكية فى المنطقة أن تنسحب نهائيا من أفغانستان وتساعد الشعب الأفغانى فى إقامة ديمقراطية حقيقية أو أن تعين حكومة قوية تقود واشنطن لمزيد من الطموحات العسكرية فى البلاد.
وأوضحت الصحيفة أنه بهذا السيناريو يتم توجيه مهام محددة للوحدات فى المنطقة الأمنية العازلة على طول الحدود بما يساعد القادة العسكريين الأمريكيين، من خلال احتفاظهم بتواجدهم فى البلاد حتى مع انسحاب القوات الأمريكية عام 2014، فى تصفية القوات المناهضة للحكومة الأفغانية ونشر الآلاف من الضباط والجنود الأفغان فى المناطق المتنازع عليها.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إنه بهذا تنجح الاستراتيجيات الأمريكية فى مساعدة القوات الأفغانية على كسب المهارات المطلوبة وعقد العزم على الوقوف فى وجه التمرد وقت انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، ومحاولة منع المزيد من الهجمات المخطط لها بعناية، التى هزت كابول مرات عديدة هذا العام، ضد مبان حكومية وأهداف أمريكية كالهجوم الذى تعرضت له السفارة الأمريكية فى كابول على يد جماعة الحقانى فى وقت سابق من هذا العام بما يؤكد ضعف الحكومة وقوة المتمردين.
شبح الحرب الأهلية يخيم على مدينة حمص السورية
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن شبح الحرب الأهلية يخيم على مدينة حمص ثالث أكبر المدن السورية، بعد أن أخذت المعارك باستخدام الأسلحة النارية تندلع بين حين وآخر، بالإضافة إلى قيام الثوار المسلحين وقوات الأمن السورى بحملة من الاغتيالات، وانتشار البنادق فى أرجاء المدينة.
وأضافت الصحيفة، فى سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الأحد، أن مدينة حمص كانت منذ بداية الاضطرابات فى سوريا محل صراع بين المعارضين السوريين وقوات الرئيس السورى بشار الأسد، وكان شباب المدينة هم الأفضل تنظيما والأكثر تماسكا فى البلاد، لكن مع تصاعد الأزمة السياسية فى سوريا شهدت المدينة تحولا كبيرا خلال الأسابيع الماضية وفق رواية سكانها، حيث فتحت المظاهرات السلمية الباب لصراعات طاحنة حولت المشهد السلمى فى المدينة إلى مشهد عنيف ومخيف.
وأوضحت الصحيفة أن محللين للمشهد السورى قد حذروا من أن يتحول الصراع الداخلى فى حمص إلى ورقة رابحة فى يد النظام السورى، بحيث يسمح له الموقف هناك بمداهمة المدينة عسكريا، وهو الأمر الذى يدفع المعارضين داخل المدينة إلى العمل على احتواء العنف داخلها.
وقالت الصحيفة "لكن فى ظل مشاهد القتل وتأجج المشاعر الطائفية تقدم المدينة رؤية أكثر كآبة للمتكهنين بمستقبل الثورة السورية، حيث ينهى المعارضون مرحلة التظاهر ويبدأون مرحلة القتال، وحيث يقف النظام والمعارضة وجها لوجه مستعدين لخوض معركة إنهاء أربعة عقود من الحكم الديكتاتورى".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقريرها أن الاحتجاجات وأعمال القمع التى تشهدها مدينة حمص السورية منذ ستة أشهر قد مزقت العلاقات والروابط بين مختلف الطوائف التى تقطنها مما يمهد الطريق أمام حرب أهلية فى المدن السورية.
وقالت الصحيفة "إن حمص تمثل نسخة مصغرة من المجتمع السورى ككل، فأغلب سكانها من المسلمين السنة وبها أقليات مسيحية وعلوية مسلمة، والفئة الأخيرة ينتمى إليها الرئيس السورى ويرسم من خلالها ملامح قيادته للبلاد". واعتبرت الصحيفة أن المشهد الأكثر دراماتيكية فى الصراع داخل حمص تمثل فى سلسلة الاغتيالات التى شهدتها المدينة خلال الأسبوع الماضى، والتى خلفت نحو 12 شخصا منهم أستاذة جامعيون وأطباء وهو المشهد الذى يعيد إلى الأذهان الصراعات الطائفية فى العراق، وعلى خلاف الوضع فى الأيام الأولى من الثورة السورية التى كان المعارضون فيها للنظام السورى يخشون بطشه بهم، تحول الخوف للاتجاه المعاكس، بحيث أصبح الآن النظام السورى نفسه يخشى من بطش المعارضين برجاله بعد أن سقط مؤيدوه قتلى على يد المعارضين فى حمص، على حد قول الصحيفة.
الروس المحبطون يهجرون بلادهم ويتركونها لبوتين وميدفيديف
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء فى تقرير لها اليوم على حالة الضغط والضيق النفسى الشديد الذى يعيشه هذه الأيام العديد من المواطنين الروس بسبب خطط رئيس الوزراء فلاديمير بوتين للعودة لمنصب الرئيس وإحكام قبضته على السلطة من جديد ربما لولايتين أخريين تستمران 12 عاما.
وقالت الصحيفة "إن المواطنين الروس المحبطين باتوا يحلمون بالهجرة وأن الموقع الإلكترونى "حان وقت الرحيل" تحول إلى قبلة ووجهة لهؤلاء الذى ضاقوا ذرعا بالحياة فى روسيا ناسبة إلى يفجينيا لوباشيفا وهى محررة فى مجلة الكترونية روسية قولها "قبل عام.. أبلغت كل أصدقائى.
الذين يرحلون أنا لن أفعل هذا أبدا.. لا مجال للحديث عن ذلك.. لكن عندى حياة واحدة.. بعد 12 عاما أخرى سيكون عمرى 43 عاما".
ورأت الصحيفة أن بوتين ظل فى السلطة 12 عاما بالفعل، ثمانية كرئيس، وأربعة كرئيس للوزراء له سلطة مطلقة بطبيعة الأمر الواقع، وقالت الصحيفة "إن منظور ما يطلق عليه العديد من الروس "فترة ركود" قد ولدت موجة جديدة من إعلانات عدم الولاء لدولة يقلص فيها الفساد والنظام الشمولى غير المرن فرص التغيير وتقدم الأفراد". يقول ستيبان شيجوف، 29 عاما، الذى يقوم بتسويق بعض الألعاب ويستعد للرحيل إلى كندا مع زوجته الصيف المقبل "أريد أن أعيش فى دولة لا أضطر فيها إلى انتهاك القانون، وأريد أن أشعر بالراحة"، مضيفا "لا أريد أن أكون مضطرا إلى مواجهة النظام.. أريد نظاما مريحا لى.. أريد أن أعيش بسهولة، وليس هناك أى احتمال لهذا فى روسيا".
ويقول ليف جودكوف مدير وكالة ليفادا سنتر لاستطلاعات الرأى إن نحو 50 ألف روسى يغادرون روسيا سنويا، وإن هذا العدد قد يزداد فى المستقبل بمقدار 10 آلاف أو 15 ألفا آخرين.
وقال "سيكون هناك حالة إحباط وسوداوية شديدة فى المجتمع.. الوضع مبهم يكتنفه الغموض وهناك تزايد للضيق النفسى وشعور بالركود والتفسخ". وقالت الصحيفة إن بعض المحللين يرون أن هذه هى الموجة السادسة من الهجرة الروسية التى بدأت موجتها الأولى عام 1917 بعد الثورة البلشيفية، وأن هذه الموجة هى الموجة الأولى بعد موجة الرحيل والهجرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى أوائل التسعينيات.
وأضافت الصحيفة أنه بعد عشرين عاما من انهيار الاتحاد السوفيتى يشعر العديد من أفراد الطبقة المتوسطة المثقفة فى روسيا، الذين رغبوا فى أن يكونوا جزءا من مجتمع حديث وناضج، بأنهم دفع بهم إلى الوراء.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء قولهم إن موجات الرحيل والهجرة من روسيا مدمرة، حيث إنها تصفى هذه الدولة من أكثر مواطنيها المؤهلين.