بدأت الثورة يوم 25 من يناير بإصرار على ألا تنتهى إلا بالحرية الأبدية للشعب المصرى والتحرر بشهادة ميلاد جديدة من كل أنواع القهر والفساد وشاهد العيان ميدان التحرير، بدأت الثورة بمجموعة من الشباب ولذلك سميت بثورة الشباب ثم تحولت بعد ذلك لثورة شعبية بعد انضمام الغالبية العظمى من الشعب لها.
ولكل ثورة خسائرها وكان من أبرز خسائر هذه الثورة هم الشهداء التى زهقت أروحهم فداء الوطن من أجل تحقيق مطالب الشعب من حرية ديمقراطية عدالة اجتماعية وضمان معيشة كريمة على الأرض التى اغتصبت منهم من قبل مجموعة فاسدة تخيلت أن أملاك الشعب حقاً لهم وأن الكرسى والمنصب ما هو إلا مصدر رزق يجب أن ينتهزه المسئولون بكل السبل لتضخيم ثرواتهم.
وبما أن الشهيد لن يموت كانت هناك رسائل من الشهداء قرأتها فى عيون المتظاهرين بشكل خاص وفى عيون الشعب بشكل عام.
الرسالة الأولى كانت للشعب، يا شعب لا تجعل الثورة مجرد شعار بلا نتائج، لا تجعل دماءنا بلا ثمن، لا تجعل أرواحنا رخيصة، لا تجعل للثورة شعارا غير كلمة سلمية فجرنا الثورة من أجل مصر ومن ثم لابد من الحفاظ على كل شبر فى أرض مصر لا للتخريب، لا تعطى فرصة لأحد مهما كان أن يتهم هذه الثورة النبيلة بأنها تملية من الخارج فنحن لم نمت من أجل حزب أو تنظيم داخلى أو خارجى ولن نموت إلا من أجل مصر وشعب مصر أو قضاء وقدر، يا شعب لا تعطى الفرصة لأحد بأن يلوث أسماء الشهداء فنحن شهداء لسنا خونة ولسنا عملاء.
الرسالة الثانية لأمهات الشهداء لا تبكين يا أمهاتنا فنحن أصبحنا شهداء من أجلكن ونحن لن نموت سوف نظل أسماء مشرفة مضيئة على صفحات التاريخ فنحن فجرنا أكبر وأهم ثورة فى تاريخ مصر، نحن لن نموت رغم أن الجميع سوف يموتون بما أن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة، ولكننا أحياء عند الله وأحياء على صفحات التاريخ فلا داعى للحزن يا أمهاتنا ولا داعى للدموع ولا داعى لأى شىء غير الفرحة والفخر والإصرار على نجاح الثورة التى متنا من أجلها.
الرسالة الرابعة للرئيس المخلوع، يا سيادة الرئيس عشنا فى عصرك كله ولم نستفد منك بشىء ولكن لك كل الشكر والتقدير لأنك كنت سبباً رئيساً فى الثورة، ومن ثم كنت صاحب فضل عظيم علينا نحن الشهداء بالأخص فأنت كنت سبباً فى موتنا فى تلك الظروف التى جعلتنا شهداء، وجعلت الشعب بأكمله مثقفا سياسياً وأيضاً فى لحظة التنحى جعلتنا نشعر أننا متنا شهداء ودماؤنا ليست مجرد دماء على أسفلت مصر وجعلت أهلينا على يقين أننا حققنا شىء كان حلما منذ ثلاثين عاما.
الرسالة الأخيرة للقوات المسلحة يا قوتنا الباسلة لا تتركوا الشعب وحيداً فريسة لبعض فلول الحزب الوطنى ورجال المصالح الخاصة من باقى الأحزاب وبعض رجال الشرطة الذين لا يعلمون عن الشرطة غير تنفيذ الأوامر حتى ولو كانت هذه الأوامر لا تمت للقانون بصلة فأنتم أصحاب تاريخ مجيد فلا تجعلوا الثورة تغير شيئا من تاريخكم المشرف دائماً، ولابد أن الثورة تضيف لكم المزيد من الفخر والشرف.
نعم منذ توليكم شئون البلاد فرحت أمهات الشهداء وفرحوا كل الشهداء فى القبور انتصرت ثورة الشباب وثورة الشعب سلمية حضارية فرحت مصر وفرح العالم بأكمله.
والآن الفرحة من حق الجميع بعد هذه اللحظة الفارقة فى التاريخ المصرى الذى دونها الشعب العريق، هذه اللحظة التى كانت فيها الزغروتة هى العامل المشترك فى بيوت المصريين، ولكى تكمل هذه الفرحة لابد على الجميع بعد الانتهاء من الفرحة أن يعودوا لبناء الشارع المصرى وتعمير كل ما تم إتلافه وطى كل الصفحات القديمة على هذه الأرض الطاهرة ونبدأ جميعاً يدا واحدة بفتح صفحة جديدة بمستقبل أفضل، ولابد كلنا فى الداخل والخارج نفخر بمصريتنا وبشهدائنا ونفخر ببعضنا البعض على تلبية رسائل الشهداء.. وأخيراً مرحباً بعصر جديد وفجر جديد والفاتحة على الظلم والقهر والفساد وعلى أرواح الشهداء.
شهداء الثورة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
رسالة سهير البابلى من القدس العربى