"لا أحد يصلح من المرشحين المحتملين لحكم مصر"، "ما ينفعش أبدًا يكون رئيس"، "مصر كبيرة عليك"، "الرئيس القادم لم يظهر بعد"، هذه هى العبارات الزائفة والمضللة، التى يتم تداولها بشأن المرشحين المحتملين للرئاسة، ليس فقط بين المواطنين العاديين، ولكن أيضًا بين العديد من الإعلاميين والممارسين للعمل السياسى.
هل حقا ليس بين هذا الشعب العظيم من يصلح لحكم مصر؟ أم أننا نريد حاكمًا سوبرمان؟ هل الانتقادات الموجهة للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية مرجعها أننا اعتدنا على تأليه الحكام؟ أم أننا اعتدنا ألا نختار من يحكمنا وحين أُتيحت لنا الفرصة للاختيار قررنا الهروب من اتخاذ القرار بالزعم أن كل المرشحين ليسوا مؤهلين لحكم البلاد؟ .
رؤساء الدول فى العالم المتقدم بشر، لهم آذان وعيون، لهم مميزات وعيوب، لم يأتوا من كوكب آخر، ولم يتم استيرادهم عبر الحدود، بشر لهم سلبياتهم وإيجابياتهم، أخفقوا ونجحوا، أما نحن فنبحث عن رئيس ليس لديه عيوب، وليس فى تاريخه سلبيات، ولم يمر بإخفاقات.
لم يهاجم الأمريكيون باراك أوباما لأنه من أصل إفريقى بل جعلوه أول رئيس ببشرة سوداء فى البيت الأبيض، ولم يشكك الفرنسيون فى وطنية رئيسهم "نيكولا ساركوزى"، لأنه ولد لأب أرستقراطى مجرى وأم ذات أصول فرنسية كاثوليكية ويهودية يونانية.
لم يرفض البريطانيون انتخاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، والبالغ من العمر 45 عامًا فقط، لأنه أخفق فى أول انتخابات برلمانية يخوضها عام 1997، ولم يقل له أحد ما علاقة عملك لسبع سنوات فى شركة للاتصالات برئاسة وزراء بريطانيا، أما رئيس الوزراء اليابانى يوشيهيكو نودا، فلم يقلل منه أحد لأنه عمل كمراقب لعدادات الغاز المنزلية أثناء دراسته فى المعهد.
أما فى بلادنا، وبدلاً من أن يغمرنا التفاؤل بمستقبل الوطن بعد الثورة، تسود موجات من الانتقادات لكل المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، رغم أننا لدينا من بين المرشحين المحتملين، نماذج مختلفة ومتنوعة، فهناك دبلوماسيون وسفراء، مثل د. محمد البرادعى وعمرو موسى والدكتور عبدالله الأشعل، وهناك قادة عسكريين، أمثال الفريق مجدى حتاتة واللواء أركان حرب محمد على بلال، وقد يترشح أيضًا اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق.
ولدينا رموز مهمة وأصحاب رؤى مميزة وبرامج إصلاحية ذات مرجعية إسلامية، مثل د. محمد سليم العوا، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ولدينا أيضًا مرشحين محتملين من السياسيين والبرلمانيين البارزين، مثل حمدين صباحى والدكتور أيمن نور، فضلا عن شخصيات قضائية، مثل المستشار هشام البسطويسي، وشخصيات إعلامية، مثل بثينة كامل.
هل كل هذا الزخم من المرشحين من دبلوماسيين وسياسيين وبرلمانيين وعسكريين ورجال قانون وإعلاميين، لا يستحقون أن نختار من بينهم رئيسًا للبلاد؟! هل كل هؤلاء لن نجد من بينهم من نقتنع بأفكاره وبرنامجه ونؤمن بمعتقداته ومبادئه؟
قد يرفض البعض (وكاتب السطور منهم) التصويت لأى مرشح من المحسوبين على النظام السابق أيا كان، وهناك من سيخالفنى الرأى ويقف على النقيض تماما، ويتمنى عدم وصول كل من ساهم وناضل من أجل التغيير ومن أجل إسقاط النظام السابق!!، لكن كلا الفريقين سيجد مجموعة كاملة يمكنه الاختيار من بينهم.
نتفق على مرشح معين أو نختلف لكن يجب أن نكون منصفين، لأن هناك بالفعل تنوعًا كبيرًا فى تخصصات وخلفيات وأفكار وبرامج المرشحين المحتملين، ومن يريد أن ينتخب سيجد من يختاره!
ينبغى أن ندرك أن من سيترشحون لرئاسة الجمهورية ستكون عليهم مثالب، ولديهم نقاط ضعف، وهذا لا يعيبهم، مثلهم فى ذلك مثل كل قادة العالم، فى الماضى والحاضر وفى المستقبل، وينبغى أن نوقن أننا لن نأتى بملائكة من السماء ليحكمونا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح
القيادة السليمة تتمتع برؤية مستقبلية
عدد الردود 0
بواسطة:
صااابرين
ولا واحد ينفع
عدد الردود 0
بواسطة:
رشا الشيح
فيه مرشحين يستحقوا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد المطلب
يا عم الحاج سنهم كبير
عدد الردود 0
بواسطة:
منى المصري
الى التعليق رقم 2 القانون كان موجود في عهد مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الهدف
عدد الردود 0
بواسطة:
اللهو المختفي
الدستور هو المهم
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت الثورة
الدستور طبعا مهم لكن الرئيس أيضا محور الدولة
عدد الردود 0
بواسطة:
هيثم طنطاوي
صعب أوى؟
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
الحصاد