معصوم مرزوق

«أنا آسف».. وأخواتها !!

السبت، 29 أكتوبر 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتذرت إسرائيل عن قيام جنودها بالاعتداء على الجنود المصريين فى سيناء، والاعتراف بالذنب فضيلة.. لا شك فى ذلك.. والاعتذار عن الخطأ شجاعة.. لا جدال فى ذلك.. وفى أحيان كثيرة يمسح الاعتذار آلام الضحية بل ورغبتها فى الانتقام، وذلك أمر جيد من أجل تحقيق سلام المجتمعات.. ومن المؤكد أنه لا يوجد شخص معصوم من الخطأ، وأن أفضل المخطئين هم أولئك التائبون عن خطئهم، ولكن يجب أن تكون التوبة نصوحاً حتى تكون مقبولة.

ومن المفترض ألا يضطر الإنسان الراقى المتحضر إلى الاعتذار، على أساس أنه يراعى دائماً فى أقواله وأفعاله أرقى معايير السلوك، وهو يحرص على ذلك ليس لمجرد تفادى الإساءة إلى الآخرين، وإنما – وهو الأهم – عدم الإساءة إلى نفسه، ولا يمكن أن نتصور إنساناً يتصف بالتحضر والرقى يضطر كل حين إلى الوقوف موقف المعتذر، لأن ذلك وحده ينفى عنه صفة التحضر والرقى، بل ويكشف أن هذه الصفة مجرد ستار تختفى خلفه حقيقته الوحشية، ولا يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أن احتمال الخطأ والسهو غير وارد، ولكن ذلك يجب أن يكون الاستثناء وليس القاعدة.

والدول – كالأفراد – تصيب وتخطئ، ويمكن أن تتوب وتعتذر، إلا أن خطأ الدول الكبرى يتماثل مع حجمها، فالخطأ نفسه حين ترتكبه دولة صغرى يكون أقل وقعاً وتأثيراً عما إذا ارتكبته دولة كبرى، ورغم أن القانون الدولى لا يفرق بين الدول بناء على حجمها أو قوتها بشكل نظرى، إلا أنه من المؤكد أن روح هذا القانون وبعض نصوصه تضع مسؤوليات أكبر على عاتق الدول الكبرى.

ولإعطاء أمثلة على ما تقدم، فإنه بالنظر مثلاً إلى الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التى تحظر استخدام القوة أو التهديد بها فى العلاقات الدولية، فمن الممكن القول بأن دولة صغيرة تقوم بانتهاك هذا الالتزام قد يقبل منها الاعتذار والتوبة مع بعض العقوبات الدولية المناسبة، ولكن لو اقترفت دولة كبيرة هذا الانتهاك فإن ذلك خطأ كبير لأنه يهدد النظام الدولى كله.

الاعتذار يعنى اعترافاً بخطأ، والخطأ يعنى وقوع ضرر، والضرر له شقان: شق معنوى وشق مادى، وقد يعالج الاعتذار جزءاً من الشق المعنوى، ولكن ماذا عن شقه المادى؟، إن الجنود الذين ارتكبوا هذه الحماقات يجب توقيع أقصى العقوبات عليهم، إلا أن ذلك وحده لا يعد فى التطبيق القانونى الصحيح تحقيقاً للعدالة، لأن هؤلاء الجنود مجرد تابعين لقادة ومسؤولية القادة أشد من مسؤولية الجنود.

إن ضحايا جرائم النازى – سواء بالحق أو بالابتزاز – لا يزالون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن يتسلمون تعويضات مالية ضخمة، ناهيك عن التعويضات السياسية الفادحة، حيث نجح يهود العالم أن يكرسوا عقدة الذنب ليس فقط لدى مرتكبى تلك الجرائم من الألمان، بل فى الضمير العالمى كله، ورغم مرور أكثر من نصف قرن على هذه الجرائم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

أنا آسف ...الصفقة تمت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

انتبهوا يا أهلنا فى مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

إلا ما عمري شفتك بتعتذر لحد

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

إلا ما شفتك اعتذرت مرة في حياتك

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

عمرك ما اعتذرت لحد

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

عمرك ما اعتذرت

عدد الردود 0

بواسطة:

غابت عننا

فكرة كويسة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة