خلال فعاليات مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائى، وضمن برنامج "حوارات الدوحة"، أقيمت حلقة نقاشية شملت قائمة من أبرز الأسماء النسائية فى عالم السينما، مثل نادين لبكى (وهلأ لوين؟ سكر بنات)، وياسمين سامديرلى (ألمانيا)، والمنتجة نانسون شى.
أدار الحلقة النقاشية نيشان، المذيع التلفزيونى فى قناة "إم بى سى"، حيث تحدثت نادين لبكى عن قرارها العمل كصانعة أفلام، ووضحت أن معايشتها الحرب الأهلية فى لبنان كانت السبب وراء مشاهدتها العديد من البرامج التلفزيونية، مما خلق لديها الرغبة فى صناعة عوالم لا ترتبط بتاتاً بحياتها الواقعية.
واستمراراً لحديثها عن الدوافع وراء عملها كصانعة أفلام، شرحت لبكى أن الأفلام تمثل وسيلة للتعامل مع الإحباطات الذى تواجهها فى حياتها، "فى معظم الأحيان، تدور صناعة الأفلام بالنسبة لى حول التعبير عن نفسى".
وفى آخر أفلامها "وهلأ لوين"، قالت لبكى إلى أنها، وبشكل مغاير لفيلم "سكر بنات"، والذى تحدث عن النساء ومشاكلهن، شعرت بالحاجة إلى إبراز صورة الحرب والصراع فى لبنان "بعد أن انتهيت من العمل على فيلم سكر بنات، اشتعلت الحرب مرة أخرى، وشعرت إلى حد ما بالسطحية عند الحديث عن النساء، ونحن فى خضم الحرب، وفى مايو 2008 وبعد عامين، أصبحنا فى حرب مجدداً وصار الناس يقتلون بعضهم البعض، وأمست بيروت منطقة حرب فى غضون ساعات، وتحول الأشخاص الذين تعايشوا بسلام إلى أعداء".
وأضافت بقولها: "أفضل أن أكون ساذجة، وأحاول أن أغير شيئاً ما على طريقتى، أردت أن ألفت نظر الجميع إلى سخافة هذه الصراعات، والتى لا تقتصر على لبنان وحده، بات الخوف سيد الموقف والجميع يتوجس من الآخر، وأردت أن أسأل عن السبب فى ذلك، رغبت بالحلم بعالم أفضل واستكشاف أسلوب مختلف فى التفكير".
أما نانسون شى المنتجة القادمة من هونغ كونغ (انفرنال أفيرز، أول ذا رونغ سبايز)، فقد ناقشت ظروف صناعة الأفلام فى الصين والتطور الذى تشهده الصناعة والعائد إلى النمو الاقتصادى فى الصين، يشهد شباك التذاكر فى الصين ازدهاراً ونمواً إلى حد بلغ الضعف، ومن عام 2009، وحتى 2010، وصلت الزيادة إلى 62 بالمائة، وهو الرقم الذى لم يتحقق فى أى مكان فى العالم".
ولكن هذا السيناريو يشكل سلاحاً ذا حدين ضمن هذه الظروف، وذلك أن الحكومة ما تزال تعتمد الأنظمة القديمة وتتطور بشكل بطىء للغاية، وبالتالى لا توجد مساحة لتقديم أفلام حساسة، فإذا قبلت بالحصول على امتياز صناعة فيلم فى الصين، فعليك القبول أيضاً بالرقابة المفروضة، وعليك أن تكون مبدعاً فى اختيار نوعية الأفلام التى تصنعها، على اعتبار أن الكثير من الأمور تعتبر من المحظورات، ومنها الدين والسياسة والقضايا العرقية، ولذلك فنحن نحظى بالامتيازات من جهة، وأيدينا مقيدة من جهة أخرى".
كما طرح على المشاركات فى الحلقة النقاشية سؤال عما إذا كن قد عوملن بأسلوب مختلف عن الرجال فى عالم السينما، وعن وجود التمييز فى هذه الصناعة.
وقد أجابت نانسون على هذا التساؤل بقولها: "لم يسبق لى أن شعرت أننى فى مرتبة أدنى، والأمر لا يتعلق بالدونية والفوقية، ولكن الأمر الهام هو إلى أى مدى ستحسن العمل الذى به، وإنتاج الأفلام هو عمل جماعى، وكل شخص يتمتع بنفس الأهمية مثل أى شخص آخر، ولذلك فإننا نعامل بعضنا البعض بسواسية".
كما ناقشت المشاركات أيضاً مسألة المعاملة الدينية فى الأفلام التى قدمنها، حيث أدلت جاسميلا زبانيك، عضو لجنة التحكيم لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائى بمداخلة حول فيلمها "أو ذا باث"، والذى يتطرق إلى مسألة الدين، ويحكى قصة عن الحب والأمل والهروب، حيث يقوم عمار أحد الشخصيات الرئيسة بتغيير معتقداته الدينية جذرياً بعد مقتل والديه خلال الحرب فى البوسنة، "حيث لا يملك المجتمع البوسنى أساليباً متنوعة فى التعامل مع الصدمات يدخل عمار، الذى خرج لتوه من الحرب، إلى حظيرة الإيمان، حيث رأى أن الدين هو الأسلوب العلاجى الأنجع فى سعيه وراء السلام".
كما ناقشت الحلقة أيضاً مسألة الإلهام فى صناعة الأفلام، وقد ذكرت النسوة الأربعة المشاركات، أعمال عدد من المخرجين مثل ديفيد لين، وكلير دينيس، وجين كامبيون، وغيرهم، ووجهن المديح إلى الأعمال التى قدمها هؤلاء المخرجين، قائلات أن هذه الأعمال قدمت الإلهام لهن، وذلك لكون هؤلاء المخرجين قاموا بصناعة أفلام غالباً ما تلامس جزءاً من روحهن، وفى هذا السياق علقت المخرجة الألمانية من أصول تركية ياسمين سامديرلى صاحبة فيلم "ألمانيا" بقولها: "أنا فى الواقع أفضل أعمال تشارلى شابلن، أعشق الأسلوب الذى يتبعه فى المزج ما بين الكوميديا والتراجيديا، وإذا ألقيت نظرة على فيلم غولد رش، فسترى أنه يقدم قصة حول الجوع، ومع ذلك فإنه يجعلك تضحك وتبكى فى نفس الوقت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة