منك لله يا أيها الشاعر الجميل أيمن بهجت قمر.. كلمات أغنيتك «مصر فيها حاجة حلوة» رائعة.. وألحان الموسيقار الكبير أيضًا رائعة، وغناء الفنانة الشابة ريهام عبدالحكيم أيضًا رائع.
أغنيتك تقلب المواجع.. لا أقول إنها تدخل للقلب فقط، ولكنها توجع الكبد.. ولست أدرى ماذا تقصد؟ هل أنت زعلان على حال البلد اليومين دول ولهذا كتبت الأغنية لتجعل الناس تحب بلدها.. أم أنها معاناة شاعر يحب بلده.
والآن عزيزى القارئ حضرتك شايف الدنيا فى مصر إيه؟ إيه لونها الغالب عليها؟ كحلى؟ أسود؟ أبيض؟ أم بنفسجى كالزهرة الحزينة؟ شايفها عندها دور برد وشوية أنفلونزا، أم بطنها واجعاها؟ عندها تلبك معوى مع شوية إسهال، أم لديها إمساك مزمن؟
حضرتك مصرى وحاسس بيها كويس، هل لديك كل ذلك، أم لديها ما هو أخطر؟ بعيد الشر حصوة فى الكلى، تليف فى الكبد، أم لا سمح الله لديها مرض مستعصٍ؟ هل تحتاج إلى علاج بالداخل أم إلى علاج بالخارج؟
البعض يراها هذه الأيام مريضة ولابد من دكتور شاطر وممرضة ممتازة.
وللأسف هناك من يرى علاجها بالخارج، من خلال أمريكا وقطر والاتحاد الأوروبى، ولهذا لعبوا مع هذه الدولة مع دولاراتها الخضراء وإسترلينيها الأحمر.
أنا شخصيّا لا أرى أن مصر مرضها عضوى، أراه مرضًا نفسيّا سيطر على كثيرين فيها وبدأوا يختلفون، ثم يقتتلون بعض الوقت مع أنفسهم وكثيرًا من الوقت مع الحكومة، أتفق مع من يرون المشهد الحالى على أنه خناقة وعركة، حضراتكم فاكرين خناقات الحارة التى كنا نراها فى الأفلام المصرية القديمة أيام فريد شوقى ومحمود المليجى وتوفيق الدقن، تقريبًا نفس المنظر ناس بتضرب فى ناس، ولا تعرف لماذا؟ مين على حق ومن ليس على حق.
والغريب أننا لم نسمع من علماء النفس توصيفًا للحالة النفسية للمواطن المصرى، ولم نسمع شيئًا من علماء النفس الاجتماعى الذين عملهم الأساسى هو متابعة وتحليل هذه الظواهر.
سمعت من يشخص حالة البلد على أن فيه انفصام شخصية، قبل يناير وضع، وأثناء الثورة وضع، والآن وضع آخر.. هل الثورة كانت زلزالاً كبيرًا انتهى بتوابع لهذا الزلزال، ممكن - أنا مرعوب عندما سمعت من يقول إن الدولة مرتبكة، وإنها فى سبيلها للتفكك - بل نحن فى الطريق إلى سقوط الدولة.
يا خبر أبيض، هل هذا معقول؟ هل نحن الذين نفعل ذلك فى أنفسنا وبأيدينا.
عزيزى أيمن بهجت قمر.. أشكرك، فعندما تسيطر علىّ هذه الآراء وهذه الأفكار أهرب إلى أغنيتك.. مصر فيها حاجة حلوة.. هوه صحيح مصر الآن فيها حاجة حلوة؟
هل سنرى الشباب فى مجلس الشعب؟
طيب إزاى لا نرى شباب الثورة فى مجلس الشعب، ولأن المصريين أصلاء فلابد أن نقف معهم.
شباب الثورة براند نيم «Brand Name» يعنى مش تايوانى أو تقليد، لكنهم صنع فى مصر.. يكفى أنهم لا يفكرون فى أنفسهم ولكن يفكرون فى مصر أولاً، ومصر ثانيًا وأخيرًا.
أحاول أن أمقق عينىّ فى كشوف المرشحين التى جاءت بالصحف.. لا وجود أو ربما وجود ولكن على استحياء.. بينما يملأ غيرهم الصفحات والفضائيات وخاصة هؤلاء الذين لا يمر يوم ولا نراهم فيه على الفضائيات.
طيب هل نختلف على أن الثورة قامت على أكتاف الشباب سواء شباب التحرير أو شباب محافظات مصر الذين تصل أعدادهم إلى الملايين، قارنهم بالذين عرفناهم من الفضائيات لتعرف نسبة هؤلاء إلى هؤلاء.
طيب بأمارة إيه ينعزل الفاعلون الأصليون، ولا نسمع لهم صوتًا، طيب لماذا اختفت طليعة الثورة مع الشباب، ملوك الكلام يسيطرون وملوك العمل منعزلون.
أطالع بانتظام الصحف المصرية والمقالات والأعمدة وأشاهد برامج التوك شو ولو أننى قللت من هذه المشاهدة الآن، لم أرَ أحدًا يقف مع هؤلاء الشباب، ولست أدرى لماذا؟ هل عدم قناعة بهم أم يرون أنه لسه بدرى عليهم؟ هل نحن مازلنا نعيش عالم كبار السن من المسؤولين، كل تشكيل وزارى أو أى تعيين للمحافظين يقولون لنا إن هناك نسبة كبيرة من الشباب. ثم نكتشف أن معظمهم إما خرج إلى المعاش أو على وشك الخروج، وأعطنى عقلك، فالذى يقترب من المعاش من الطبيعى أن يفكر فى أن يستريح ويجلس مع الأبناء والأحفاد، ولكن أن يبدأ الحياة من جديد مثلما بدأها فى العشرينيات فهذا هو الأمر غير الطبيعى وغير المعقول.
فهل كتب علينا أن نعيش مع مسؤولى الستين عاماً أو السبعين عامًا قبل الثورة وبعد الثورة.
طيب إذا كان ممكنًا ومعقولاً ألا يتحمس السياسيون وبعض المثقفين لهؤلاء الشباب فأين الشباب أنفسهم أصحاب القضية؟
فى مقال سابق طلبت منهم أن يقفوا بجانب زملائهم، فالمستقبل ملكهم، هم أصحابه، والتخلى عن زملائهم هو بمثابة التخلى عن حلم أن يصبحوا قادة مصر المستقبل، وألا تقوم لهم قائمة بعد ذلك، تلك هى الفرصة، أين تعليقاتهم التى لا تتوقف على الفيس بوك الذى أثروه، والتى نستمتع ونحن نقرأها؟ هل خافوا من الأسماك الكبيرة وتركوها تلتهم الأسماك الصغيرة؟
لو لم نر هؤلاء الشباب فى المجالس التشريعية والمناصب الحكومية فقل معى على مصر السلام.
سلبيات.. ولكن
نعم، الصورة الآن ليست حلوة، ومهما ضحكنا فلن تكون حلوة، كتابات المفكرين والسياسيين والمثقفين الآن غير متفائلة، المفكر د. كمال أبو المجد قال إن المشهد الآن فى مصر مثير للقلق. عمرو موسى يقول أخشى الفوضى. كأنه يكرر ما قاله الرئيس السابق أنا أو الفوضى. الكاتب الصحفى محمد أمين يقول: قلبى واجعنى، خايف. الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى يكتب عن الخيبة الثقيلة، د. عبدالعزيز حجازى يرى أن الوطن يمر بمرحلة فارقة فى تاريخ مصر.
العبارة تعنى أننا متفقون على أن مصر ليست بخير، وأن الجميع قلق عليها.
قد أتفق مع هذه الآراء باعتبارها سلبيات أثرت فى وجه الثورة الجميل فى الداخل وفى الخارج ولكن.. عندى رأى آخر، فأنا لم أقرأ أو أشاهد مقالاً أو برنامجًا عن أن هناك إيجابيات قد تمت منذ سقوط النظام السابق حتى الآن.
قد تقول لى: طيب نورنا.. هات ما عندك.
أنا أقولك:
أنا أرى أن انتخابات القيادات الجامعية، من أول العمداء حتى رئيس الجامعة، شىء رائع، فقد تمت دون سلطان أمن الدولة، ودون فرمان من وزير التعليم العالى الذى حضرت كيف كان يتدخل فى اختيار رؤساء الجامعات، كان الوزير يختار الأسهل مراسًا والأكثر استجابة والأكثر طاعة، شىء يفرح أن يختار أساتذة الجامعة زملاءهم من العمداء ورؤساء الجامعات.. وهنا نشيد بدور الطلبة فى الوصول إلى قرار الانتخابات.
وخذ عندك انتخابات الصحفيين، لأول مرة لا نرى اللعب ولا الدوران، لأول مرة يتحدون ضد تأجيل انتخاباتهم، لأول مرة لم نسمع مرشحى النقابة يستجدون الحكومة من أجل صرف الإعانات، لأول مرة نرى جميع مرشحى الرئاسة من الشباب، فلم يجرؤ أحد من كبار السن على التقدم للترشيح، ثم خذ عندك انتخابات المحامين التى ستجرى كذلك، وستتم دون أى تدخلات أو مؤثرات خارجية، وعلى الطريق انتخابات المهندسين التى لم تتم ربما منذ أكثر من عشرين عامًا.
وأذكرك بمعركة استقلال القضاء، والإصرار على أن تكون سلطة ثالثة لا تربكها السلطة التنفيذية، ثم قانون القضاء على الأبواب، صحيح هو على المحك فى خلافات بين طرفين من القضاء، وصحيح هناك خلاف مع المحامين، ولكن القانون فى الطريق.
استقلال القضاء هو أحد أهم بناءات الديمقراطية ثم إنه هو الصدر الحنون للشعب المصرى.
ولا تنس أن الانتخابات التشريعية على الأبواب التى أرجو أن تتم كما تمت إجراءات الاستفتاء السابق، وكما رأينا فى انتخابات تونس.
نعم الصورة حلوة وستظل حلوة، دون أن نضحك، ولكن فقط عندما نعمل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
fatma zeid
فيها حاجة حلوة فيها إنننننننننننه
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud daif
التكتيك والسيطره