"تعيش حركة الإخوان المسلمين حالة تحول تعانى جرائها مخاض تغيرات كبرى وجوهرية تخرج بها من حالة السكون أو الجمود التى اعتادها منظار كثير من الباحثين والمراقبين مازالوا يعيدون إنتاج نفس الصورة التى كان عليها الإخوان قبل عقدين أو يزيد، كما أنها تخرج أيضا عند حالة الثبات التى تسيطر على الخيال الإخوانى فتحيله إلى صورة طوباوية عند الجماعة الصامدة، رغم تعاقب المحن عليها عبر ثلاثة أرباع القرن أو يزيد، إنها حالة تحول تجعلنا حين التدقيق بغزاء حركة إخوان أخرى غير التى كنا نعرفها قبل عقدين أو ثلاث حتى ولو تواطأ على الإبقاء على الصورة القديمة الأنصار والخصوم".
هكذا جاء رأى الكاتب والمحلل السياسى الراحل حسام تمام الذى توفى صباح أمس الأربعاء عن عمر يناهز 37 عاما بعد صراع مع المرض، فى كتابه الصادر عن دار مدبولى "تحولات الإخوان المسلمين.. تفكك الإيدلوجيا ونهاية التنظيم" حول حالة التحول التى تعيشها جماعة الإخوان، مؤكدا أن أهم ما يميز تلك التحولات سمتين رئيسيتين، أولاهما أنها فى مجملها تغيرات غير واعية أو مخطط لها مسبقا، بقدر ما هى أقرب إلى التغير الذاتى الذى يجرى وفق منطق الصيرورة الاجتماعية، وهو منطق تسبق فيه الحركة التنظير الذى يتأخر ليأتى مكملا لها مؤكدا عليها أو داعما مؤيدا لها بل وأحيانا لا يأتى لتظل الحركة أكثر تقدما من التنظير وفى كل الأحوال لم يكن التنظير وهذا حال التحولات دائما داخل الجماعة منشأ أو مؤسسا وإنما تاليا للحركة ومنفصلا عنها.
وأوضح تمام فى كتابه، أن تلك التحولات تجرى وفق منطق البرجماتية الذى طالما وسم المسلكية الإخوانية وأعطاها قدرة على الاستجابة للتغيرات والمستجدات وخاصة فيما يتصل بالعمل السياسى والعمل العام الذى كان الدخول الكثيف للجماعة فيه المحرك والمسئول الأول عن كل ما طالها من تغيير.
وعن الملمح الثانى لحالة التحولات التى تعيشها جماعة الإخوان يقول تمام: إنها وإن بدأت بالمجال السياسى وربما بسببه فإنها سرعان ما طالت مجمل الحركة الإسلامية الكبرى، وغطتها كاملة مشروعا وتنظيما وأفرادا بل وروحا من دون استثناء فرغم إنها جاءت وليدة الدخول الكثيف للجماعة فى الحقل السياسى والعمل العام فإنها لم تلبث أن تجاوزت المجال السياسى لتنتقل بتأثيراتها إلى شتى مجالات ومسارات الحركة لتدمغها بطابعها وليسيطر عليها منطقها منطق الصيرورة الاجتماعية.
ويعد هذا الكتاب مقاربة لما عاشه الإخوان المسلمون من تحولات فكرة ومشروعا وتنظيما وأفراد ويقع فى 167 صفحة، ويتناول حالة التطور والتحول التى شهدها المشهد الإخوانى، والتى جاءت نتيجة للمشاركة الكثيفة والموسعة فى العمل السياسى والعمل العام طوال الثلاثة عقود الأخيرة التى تلت التأسيس الثانى لجماعة الإخوان المسلمين.
الكتاب يحوى 25 فصلا من بينهم: "فى مشهد التحولات تفكك الأيدولوجيا ونهاية التنظيم، الإخوان المسلمون غواية التنظيم، التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، الإخوان الديمقراطيون، تزييف الإخوان، صعود وأفول التيار الإصلاحى، الرقص على إيقاعات العولمة، المدونون الإخوان حركة اجتماعية أم تيار للنقد الذاتى، النظام والإخوان.. سياسات المواجهة الشاملة، فى فهم ما جرى من ميليشيا طلاب الإخوان، ماذا جرى لعقل الإخوان الاستراتيجى، وهل تقبل أمريكا بالإسلاميين؟".
عدد الردود 0
بواسطة:
مستر فوكس
حرام عليكي يا هدي
عدد الردود 0
بواسطة:
khalil
شخصية عظيمة
عدد الردود 0
بواسطة:
عسل
عسل يا مستر فوكس
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
منذر المصري
وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا