فى إحدى بقاع العالم الكبير على كوكب الأرض وبالتحديد فى إحدى غابات قارة أفريقيا يوجد عالم كبير، ملىء بالأحداث والمتغيرات عالم لا يحكمه إلا قانون الغابة ولا يسمح بالبقاء فيه إلا للأقوى، وفى الغابة لا يوجد من هو أقوى من ذلك الأسد الذى نصبته قوته وشراسته وضعف من حوله ملكاً وسلمته مقاليد العرش والسلطة المطلقة ثم أخذ يتكبر ويزداد غروراً وطمعاً فى الانفراد بالحكم والسُلطة دون غيره، وليزداد قوة جمع حوله مجموعة من الذئاب التى تمكنه من السيطرة على المملكة والثعالب الماكرة التى تعاونه فى خداع وتضليل الحيوانات.
فانتشر الظلم والفساد والحقد والكراهية والتف حولهم مجموعة من الخنازير والثعابين فازدادوا فساداً وازدادت باقى الحيوانات ظلماً وقهراً ووقف النمر على الحياد، لأنه يعلم أن عليه حماية الغابة من الدخلاء والمخربين واستمر الوضع على هذا الحال لفترة طويلة من الزمان وأصبحت الحياة داخل الغابة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
ثم بدأ عدد من القردة التذمر وبدأت تعلن عن غضبها فى محاولة لإيصال صوتها إلى الأسد وتكررت هذه المحاولات مرات عديدة، ولكنه دائماً ما كان يرفض الاستماع والإنصات وكان دائماً ما يحاول من حوله بناء الحواجز والعقبات بين الأسد وباقى الحيوانات بعد أن استولى هؤلاء على خيرات الغابة من ماء ونبات وأشجار ومزروعات بينما لا تجد الحيوانات ما يكفيها من طعام وشراب إلا بصعوبة كبيرة وأخذت حالة الضيق والغضب تزداد بين الحيوانات.
وتبدأ القردة فى التذمر من جديد وتعلن عن غضبها داخل أرجاء الغابة وبدأ يشاركها عدد من القرود الأخرى وأخذوا يصرخون ويقفزون بين الأشجار فتخرج الذئاب لمطاردتهم ومهاجمتهم فتفتك بكل من يستطيعون الإمساك به، فتهرب القردة لتحافظ على حياتها.
وتكررت محاولات القردة مرة تلو الأخرى ويتكرر نفس رد فعل الأسد ومن حوله إلى أن تملك الغضب كل من هم داخل الغابة من الحيوانات وسيطر الحزن واليأس على عدد كبير منهم يقيناً منهم أنه إذا استمر هذا الحال، فإنهم هالكون لا محالة ولن يبقى أمامهم إلا أن يهاجموا بعضهم البعض ليستطيع الناجى منهم البقاء على قيد الحياة، ولكن إلى متى سيصمدون أمام هذا الوضع فاشتد الغضب وخرجت القردة وقطعان من الفيلة وعدد كبير من الحيوانات ليعلنوا رفضهم لهذا الوضع فخرجت الذئاب كعادتها لتمارس ما اعتادت على القيام به منذ زمن طويل ولكن جاءت المفاجأة التى لم يكن يتوقعها أحد..!
لم تستطيع تلك الذئاب الصمود أمام هذه الجموع من الحيوانات..!
هل من المعقول أن تستطيع هذه الحيوانات الأليفة المسالمة التى اعتادت الصمت والسكون والخضوع هزيمة تلك الذئاب ...؟!
وذهبت الفيلة إلى بيوت الذئاب والثعالب وقامت بهدمها واحداً تلو الآخر إلى أن قضت على آخر ما تبقى لهم وهنا شعر الأسد أن هناك خطرا يهدد مُلكه الذى استباحه واستولى عليه منذ زمن طويل فقام باستدعاء النمر ليسانده ولكن هل يستطيع النمر رغم قوته وسرعته أن يواجه حيوانات الغابة بأكملها هكذا فكر النمر وقرر أن يتريث قليلاً قبل أن يتخذ قراره وبعد تفكير طويل قرر أن يقف على الحياد إلى أن يرى من منهم سيغلب ومن سيصمد أمام الآخر فبدأت الثعالب الماكرة تفكر كيف نخرج من هذا المأزق فكرت فى أن تفتعل المشاكل بين الحيوانات وتشغلهم عما يقومون به، لكن لم تنجح مكائدهم وأفكارهم الخبيثة وحاولوا عدة مرات ردع الحيوانات وإخافتهم كالعادة، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل وظل النمر على حياده السلبى يتابع ويراقب من بعيد حتى أدرك أن لا مفر من اتخاذ قرار فى هذا الأمر وأن الحيوانات لن تعود عما تنوى القيام به، وهو التخلص من ذلك الأسد العنيد ومن حوله من ذئاب وثعالب فعرض على الأسد أن يرحل ويترك الغابة فى سلام وأمان وأخبره أن الحيوانات لن تقبل بقائه فى الغابة بعد الآن.
فوجد الأسد أن الوقت قد انتهى وقرر الرحيل عندها اكتشف الجميع أن ذلك الأسد الشرس الذى كانوا يخشونه هو فى الأصل أسداً عجوزاً ضعيفاً، وأن من حوله هم من كانوا يمجدونه إلى أن صدقوا هم هذا الوهم وحاول الذئاب والثعالب وأتباعهم من الخنازير مرات عديدة أن يسيطروا على الغابة وكل من فيها لكن فشلت كل محاولاتهم وقام الحيوانات بإجبار الثعالب والذئاب على الرحيل وما كان على النمر إلا أن يوافقهم الرأى، فهم الغالبون وعلى الرغم من ذلك نجحت الخنازير فى البقاء داخل الأماكن البعيدة فى الغابة لبعض الوقت وحاول باقى الحيوانات طردهم وطلبوا من النمر أن يطردهم خارج الغابة ولكن... !
جاء تصرف النمر غير مفهوماً على الإطلاق بل ومريباً بعض الشىء لماذا أيها النمر الشجاع تأبى أن تطرد تلك الخنازير رغم كل ما فعلته من تخريب وما تسببه لنا من أمراض وروائح كريهة، هكذا سأله أحد القرود فجاء رد النمر كما جاء سابقاً غير واضح وغير مفهوم ثم طلب منهم التروى والمكوث قليلاً ووعدهم بأنه سوف يقوم بطردهم فيما بعد فأجابوه وما الفرق بين أن تطردهم الآن أو تطردهم فيما بعد طالما أننا لا نرغب فى وجودهم معنا، وأنت لا ترغب فى بقائهم داخل الغابة كما تقول.
ولكن بسبب أن أغلب الحيوانات ظنوا أن بطرد الأسد العجوز قد تم حل كل مشكلاتهم فلم يعد للباقى منهم نفس الـتأثير، فقال لهم النمر أنا من أقوم بحماية هذه الغابة وأنتم بدونى لا تستطيعون حماية أنفسكم ويجب أن تعلموا أننى سوف أفعل ما أراه فى صالح الغابة وصالحكم وفى الوقت المناسب.
عندئذ غضب القرود والحيوانات الذين استمروا على موقفهم ولم يكتف أى منهم بطرد الأسد فأجابوه قائلين: لا أيها النمر أنت واهم ومنطقك غير صحيح فالأسد لم يعد كما كان ملك الغابة، لأنها أصبحت ملكاً لنا جميعاً وعليك أن تعلم ذلك جيداً.
وهنا أخذ الجميع يفكرون ويتساءلون ما هى مصلحة النمر فى أن يُبقى على هؤلاء الخنازير... ؟!
هذا هو السؤال الذى حير الجميع.
لكن السؤال الأهم هل يستطيع هؤلاء فرض إرادتهم ورأيهم على النمر وأن يكملوا ما بدأوه أم أن النمر سوف ينجح فيما لم ينجح فيه الأسد ومن معه .. ؟!
أم أن القدر له رأى أخر ويخفى لهؤلاء جميعاً أمر ما لا يعلمونه بعد ... ؟!
إبراهيم البحار يكتب: نهاية الاستبداد ..من تاريخ وحياة الغابات
الجمعة، 28 أكتوبر 2011 08:00 ص
الرئيس المخلوع حسنى مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رجب ابوعامر
النمر صديق مخلص للاسد فهو ولى تعمتة
عدد الردود 0
بواسطة:
Badr Afify, Montreal-Canada
خبث النمر
يريد تكرار دور الأسد و لكن بأسلوب الثعالب