ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الأحزاب فى مصر تتجه إلى استخدام أسلوب جديد، حيث يسعى العلمانيون إلى حشد الصوفيين لمواجهة نفوذ الإسلاميين قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
وقالت الصحيفة، إنه مع اقتراب موعد الانتخابات، وجد العلمانيون أن الإسلاميين الذين ظلت آلتهم السياسية على أهبة الاستعداد على مدار أجيال، قد تفوقوا عليهم.
وتأمل الأحزاب ذات التوجه العلمانى، حسبما يشير تقرير الصحيفة الأمريكية، أن تستمد القوة من الصوفيين الذين وصفتهم، بأنهم أصحاب هوية دينية معتدلة ويرفضون الأصولية، ويتطلعون إلى وجود دولة ليبرالية.
وقد نما شعور لدى العلمانيين بالضرورة الملحة لتجنيد هذا النموذج من القوى التصويتية، التى أصبحت أكثر قوة هذا الأسبوع مع نجاح الإسلاميين فى الانتخابات التونيسية التى أجريت قبل أيام، وكذلك أيضا بعد هيمنة المرشحين الإسلاميين، والذى تجلى خلال أيام تسجيل الترشح للانتخابات البرلمانية.
وقدرت الصحيفة، نقلا عن زعماء صوفيين وخبراء مصريين فى شئون الدين، أن عدد معتنقى الصوفية فى مصر بحوالى 15 مليون شخص، وهو عدد أكثر من عدد السلفيين وأتباع الإخوان المسلمين.
وإذا كان عدد الصوفيين كذلك، فإنهم يمثلون الأغلبية السياسية الصامتة فى مصر أكثر من أى جماعة دينية أخرى، ويحددون الهوية الدينية السائدة فى مصر، التى تتسم بأنها معتدلة، وشاملة وشخصية أكثر من كونها سياسية.
ونقلت الصحيفة عن أشرف فتح الباب، السكرتير العام لحزب الشعب الديقراطى، وهو أحد حزبين معتدلين ينتمى إليهما عشرات الآلاف من الأعضاء الصوفيين، قوله: "يمكننا أن نقول للناس أن يكونوا معتدلين غير متطرفين ونرفع علم العلوم والفكر لبناء مصر جديدة وحديثة".
ووصفت الصحيفة هذه الدعوة بأنها مغرية للمسيحيين فى مصر، الذين تمثل حوادث الاعتداء على كنائسهم فى الآونة الأخيرة إلى جانب ما حدث فى ماسبيرو فى التاسع من أكتوبر الجارى تحذيرا لأكبر طائفة مسيحية فى الشرق الأوسط، بأن مستقبلهم السياسى ربما لن يكون شاملا بقدر ما كان ماضيهم.
كما نقلت عن إبراهيم زهران الذى أسس حزب التحرير فى فبراير الماضى مع الشيخ علاء أبو العزايم زعيم أكبر الطرق الصوفية فى مصر، قوله إن الحزب سيطرح ثمانية مرشحين مسيحيين فى الانتخابات، انضم جميعهم تقريبا إلى الحزب بعد أحداث ماسبيرو، ويسعى هذا الحزب اليسارى العلمانى إلى مواجهة الإسلاميين.
غير أن الصحيفة تستدرك قائلة، إنه إذا كان العلمانيون من أمثال فتح الباب وزهران يأملون فى إيقاظ العملاق السياسى النائم فى مصر، فإن هناك تحديا كبيرا يواجههم، وهو أن الصوفيين قد دخلوا المعترك السياسى مؤخرا، وبرغم معارضتهم للإسلام السياسى المتشدد، إلا أنهم يفتقرون إلى الأيدولوجية السياسية، وقد تجلى هذا بشكل واضح فى أغسطس الماضى، عندما نظم قادة الصوفيين مسيرة فى ميدان التحرير رداً على مظاهرات للإسلاميين قبلها بأسبوعين، حيث لم تستقطب المسيرة سوى عدد قليل جداً، وبدا أن القليل من الصوفيين هم المهتمون بالتعبير السياسى.
ويرى د. حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه لا يوجد رجل واحد أو جماعة واحدة يمكن أن تمثل كل الصوفيين، وهذا ما يجعلنا لا نعرف مدى القوة التى يمثلها الصوفيون فى السياسة المصرية.
ويمضى نافعة فى القول، بأن الطبيعة السياسية للصوفيين جعلتهم عرضة للاستغلال من قبل نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وكان أحد مشايخ الصوفيين، وهو الشيخ الشهاوى قد أيد مبارك إبان الثورة.
وتعتقد وول ستريت، أن صعود السلفيين السياسى المفاجئ بعد الثورة منح الصوفيين أسبابا جديدة لتشجيع أتباعهم على دخول المعترك السياسى.
وول ستريت جورنال: العلمانيون يسعون لحشد الصوفيين لمواجهة الإسلاميين
الخميس، 27 أكتوبر 2011 01:18 م