م.عبد الله الدمياطى يكتب: إذا كانت الأنظمة فاسدة فماذا تنتظر منها غير الجوع والفقر؟

الخميس، 27 أكتوبر 2011 08:31 ص
م.عبد الله الدمياطى يكتب: إذا كانت الأنظمة فاسدة فماذا تنتظر منها غير الجوع والفقر؟ صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن حقًا فى مشكلة ولذلك نحن نريد أن نعرف ما هو الحل لمشاكلنا، ولكن ينبغى لنا إن نعرف أولا ماهى المشاكل التى لدينا وعلينا أيضا أن نعرف ما مصدرها ثم علينا إصلاح هذا المصدر أولا.. نحن جميعا نعلم جيدا أن لدينا العديد من المشاكل، لدينا مشكلة المجاعة داخل مجتمعنا، ومشكلة البطالة، ومشكلة الأمية، والكثير من المشاكل، والناس تختلف آراؤهم حول أولوية حل هذه المشاكل على سبيل المثال يعتقد بعض الناس أن مشكلتنا الأكثر أهمية هو عدم وجود تربية إسلامية فى مجتمعاتنا، ولقد تحدثت إلى الناس الذين يعتقدون أن مشكلتنا الأكثر أهمية هو إننا متفرقون ولسنا متحدين، ولقد تحدثت إلى الناس الذين يعتقدون أن مشكلتنا الأكثر أهمية هو الفقر، شخصيا لا أعتقد أن أياً من هذه صحيح لكننى لا أجادل فى هذا لأنه لا يهم على الإطلاق، فكما قلت فى البداية لدينا الكثير من المشاكل وحلها سيكون بتحديد مصدر هذه المشاكل.. تخيل معى أن لديك نباتاً سيئا تريد التخلص منه فتقوم أنت بقطع الفروع أو حتى بقطع النبات نفسه من على سطح التربة، نعم قد يختفى هذا النبات ويبقى بعيد عن الأنظار لفترة من الوقت، ولكن فى الواقع سوف يعود طالما أن جذوره لا تزال موجودة على حالها، وسوف تنمو مرة أخرى.. سأكون أكثر واقعية بعض الناس تقوم بإنشاء مدارس ومستشفيات وجمعيات خيرية لمساعدة الناس هذه طبعا أمور جيدة، ولكن الحقيقة أن هذا لا يحل، المشكلة أنك إذا أطعمت رجلاً اليوم فسوف يجوع غدا.. هنالك سؤال ينبغى علينا أن نسأله لأنفسنا لماذا؟ لماذا المسلمون فى الصومال يتضورون جوعا؟ لماذا لا تنتج الدول الإسلامية حتى الطعام؟ لماذا مصر والتى تسمى سلة غذاء أفريقيا لا تنتج ما يكفيها هى من الطعام؟ لماذا أطفالنا يحتاجون دائما لمنظمات خيرية ودولية لتعليمهم؟ دعونا نلقى نظرة على سيناريو آخر تخيل مدير مصنع هذا المدير كسول وعديم الفائدة تماما، وهو أيضا عبئا على المصنع لأنه يسرق أرباحه وليس فقط السرقة هو أيضا يبيع أرض المصنع وماكيناته جزءا بعد جزء، تخيل معى كيف سيكون حال العمال والموظفين؟ نعم الأنظمة الحاكمة هى الجهة التى لديها القدرة لحكم الشعب وتسيطر على السياسة العامة والخارجية للدولة.. وإذا كانت هذه الأنظمة فاسدة فماذا تنتظر منها غير الجوع والفقر والمرض، إذا كان الناس يتضورون جوعا فى بلد ملىء بالموارد، إذا المشكلة هى توزيع هذه الموارد أو استخدامها وكل هذا فى يد الأنظمة الحاكمة كل هذا يؤدى بنا إلى إجابة واحدة ومصدرها واحد الأنظمة الحاكمة لننظر فى الأمر بطريقة أخرى هو أن تسأل نفسك ماذا لو كانت الحكومات والأنظمة الحاكمة فى العالم الإسلامى التزمت بالشريعة الإسلامية وحكموا كما يريد الله؟ أكان يمكن أن نعيش فى هذه المشاكل التى نواجهها اليوم.. أنا لا أقول إن الإسلام يأتى بالمعجزات أو أن مشكلة أو قضية ستحل بلية وضحاها كل شىء يتطلب العمل والصبر والإسلام ليس استثناء أن الله لا يعالج مشاكلنا حين ننام ولن يعمل لجانب واحد من الإسلام كالعبادات هذا مطلوب طبعا ولكن لا يحل الله مشاكلنا ونحن لا نفعل شيئاً تجاه الفاسدين.. من واجب الأنظمة والحكومات التى تحكم الناس أن تقم برعاية الناس وتثقيف الناس وأن تعدل بينهم وأن تمنحهم الحرية وإذا لم يكن ذلك فقد فشلت وفى مثل هذه الحالة فإن الخيار الوحيد المتبقى هو مقاومة هذه الأنظمة وتوظيف آخر يمكن أن يحقق شيئا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة