د.إبراهيم عطا الله يكتب: أحنا أكيد فهمنا الثورة غلط

بادئ ذى بدء -هما بيقولوها كده-عاوز أسجل كلمة للتاريخ-وللأحياء كمان-إنه الثورة اللى قامت دى مش هيا أنثى الثور بالتأكيد.. ثورة 25 يناير ثورة شعب.. شعب للزحف المقدس قام وثار.. شعب زاحف خطوته تولع شرار.. شعب كافح وانكتبله الانتصار-مع الاعتذار للراحل حليم طبعا-تسمعوا الحكاية........... سامعكوا بتقولوا بس قولها م البداية! الله عليكو.

فاكرين لما الشعب اتغرب جوه ف بلده .طبعا فاكرين ده كانت مدة تزيد عن الأربعة عقود -تانى يوم وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الساعة أربعة العصر تقريبا-المهم انه فعلا سنين ورا سنين وأيام تلضم ف بعضها تعمل شهور وأسابيع تلملم أشلاءها-زى أشلاء ضحايا ماسبيرو بالظبط- والنتيجة النهائية هى تغريب المصرى ف الداخل والخارج وتغييب المواطن البسيط عن الكواليس والمطبخ زى ما بيقولوا والمحصلة الأخيرة أمام الكل ظهرت بوضوح الحكومة والسفاح البائد طلعت لسانها للناس طوال العقود دى كلها ومع زيادة الاحتقان ومع رفع الأسعار وزيادة الضرائب-ومحفظتك أولا-وفشل التعليم وانتكاسة الصحة وسقوط صخرة الدويقة وحريق القطارات-بواقع قطار كل شهرين- وتفشى القمع وقصف الأقلام الحرة النزيهة ومع اختفاء الكاتب الكبير رضا هلال فى ظروف غامضة كان لابد من الثورة.. الثورة التى تمناها الكل وقام بها البعض.. الثورة المجيدة التى خرجت من رحم العاصمة ومن أرحام محافظات مصر المختلفة لتضع مولودا جديدا أبيض اللون بهى الطلعة غير مشوه.. لكنه دائما وكالعادة المصرية الأزلية القديمة تسارع الجميع على اختطاف المولود البرىء وإرضاعه لبناً صناعيا منتهى الصلاحية وتناسى الكل أن الأم موجودة وبإمكانها إرضاع النونو لبنا طبيعيا يحوى كل الفوائد ويتوافر به جميع الأطياف المختلفة من فكر إخوان وليبرالى وعلمانى وشيوعى وأيضا ماسونى- عشان أحمد سبيدر مايزعلشي-.لكن التكالب الواضح والفاضح والصريح على ضم المولود الجديد لحضانة طائفة معينة أو إرضاعه بالعافية فكر واحد اوحد وتكفير كل مادونه.

نثور على العشوائيات المنتشرة .. نثور على التمييز الطبقى والدينى ف مصر.نثور على مجالس موافقة وأسياد قرارهم.. نثور على الجهل بمفهوم المدنية الحقيقية، نثور على أذناب الفكر الرأسمالى إللى بدأ يتساقط ف العالم كله زى ما الشيوعية سقطت من قبل. والأهم من كل ده نثور على الأهلى محتكر الدرع والزمالك يعمل السليمة معاه السنة دى-ماهى ثورة بقى.
الثورة الحقيقية لـ25 يناير هى الثورة على كل ماهو قبيح ف المجتمع المصرى من فساد ورشاوى وكبت حريات وتكفير لكل من يخالف الشيخ قائد معركة غزوة الصناديق الشهيرة وغيره من مشايخ الوهابية وارد المملكة.

بعد أن نثور على كل ده....آدى دقنى لو فلحنا
..أكيد بهزر لكن فعلا ثورتنا ستكتمل بعد أن نسقط كل الأقنعة ونغير كل الأوضاع المقلوبة بفعل فاعل-الفاعل اللى ف المستشفى دلوقتى- وساعتها بس نقدر إننا خلفنا وربينا وكبرنا ثورة جاءت من العدم.