أيمن خليل يكتب: رسالات التحذير

أفرزت الثروات العربية ثلاث نماذج لسقوط أنظمة حكمت بلادها عقوداً طويلة
اختلفت الانظمة فى أسلوب حكمها.. ولكنها اتفقت على قهر الشعوب وظلمها
كما اتفقت على فكرة التوريث الذى يضمن بقائهم فى الحكم على مدى عصور
متعددة.. وكأن الدول أصبحت املاكاً خاصة لهم ولابنائهم.. أسقطت الثورات ثلاث حكام بثلاث نهايات مختلفة.. بدأت بزين العابدين بن على الذى فر هارباً خارج
دولة تونس بعد أن باءت محاولاته بالفشل فى الحفاظ على كرسى الحكم..ثم حسنى مبارك الذى تنحى عن الحكم تنفيذاً لارادة الشعب مرغما و متمسكاً ببقائه فى مصر وتتم الآن محاكمته على جرائمه التى ارتكبها فى حق الشعب المصرى.

ثم معمر القذافى الذى تمسك وتشبث بكرسى الحكم حتى دخل فى معارك مع شعبه.
واستأجر مرتزقة افارقة لسحق الشعب وقتل ثواره المطالبين بالحرية حتى انتهى الأمر بقتل القذافى على يد الثوار.. ثلاث نهايات لم يتوقعها هؤلاء الحكام الطغاة.

ولم تخطر ببالهم يوماً.. هروب.. سجن.. قتل.. ثلاث رسالات أرسلها ثوار الربيع العربى للحكام العرب الحاليين والقادمين.. إنذار شديد اللهجة لمن تسول له نفسه يوماً أن يستحل لنفسه ثروات شعبه، وأن يستبيح لنفسه ولأسرته خيرات ومقدرات
وطنه.. هذه النهايات أصبحت نقاط مضيئة وعلامات فارقة على طريق الحكم فى البلاد العربية.. على الحكام أن يعوا أن الشعوب العربية استيقظت من نومها
الذى دام قرونا.. استيقظت ولن تغفل مرة ثانية عن حقوقها التى منحها الله إياها.