محمد جرامون يكتب: مصر ما فيهاش غير خربوش

يوما بعد يوم يُثبت الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أنه ابن نجيب للنظام السابق، نفس طريقة التفكير والتعامل مع القضايا التى تواجه المجتمع وعدم وجود رؤية واضحة لاختيار القيادات التى تؤمن بالثورة وتستطيع أن تحقق مطالبها، وفى واحدة من الدلائل التى تنبئ عن الطريقة التى يفكر بها شرف فى إختيار القيادات التى تتولى أمور البلاد والتى لا تختلف عن طريقه الرئيس المخلوع ورجاله ألا وهى عودة الدكتور صفى الدين خربوش لرئاسة المجلس القومى للشباب بعد أن تم إصدار قرار بتغييره، وقام رئيس الوزراء بإجراء عدة مقابلات مع شخصيات يمكن أن يُسند إليها رئاسة المجلس القومى للشباب وبعد كل هذه المقابلات فوجئ الجميع بقرار من الدكتور شرف بعودة صفى الدين خربوش مرة أخرى لرئاسة المجلس الذى يحمل اسم الشباب، ولكنه لا يعبر نهائيا عن همومهم ومشاكلهم أو أحلامهم وطموحاتهم، فالدكتور خربوش، عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، كان يمارس سياسة الإقصاء ضد الغالبية من شباب مصر وحول المجلس القومى للشباب إلى مجلس لشباب الحزب الوطنى فقط، فهم من يشاركون فى المعسكرات والرحلات ويُختارون فى السفريات ويشاركون فى المهرجانات والندوات والمؤتمرات دون غيرهم من شباب مصر.. فهل يُعقل أن يظل شخص بهذه العقلية بعد الثورة ليرأس المجلس الذى يختص بأمور الشباب.. المشكلة هنا ليست فى عودة خربوش أحد رجال جمال مبارك فقط، ولكنها تكمن فى طريقة تفكير رئيس الوزراء وأسلوب اختياره للقيادات، وكأنه يريد أن يقول لنا جميعاً مصر ما فيهاش غير خربوش.