ليبيا تنتقل من الجهاد "الأصغر" إلى "الأكبر" بعد تحريرها بالكامل.. الديمقراطية.. والصراع القبلى.. وسيطرة الغرب.. ثلاثة سيناريوهات مختلفة لمستقبل الثورة.. والشعب الليبى صاحب القرار فى الاختيار بينهم

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011 05:15 م
ليبيا تنتقل من الجهاد "الأصغر" إلى "الأكبر" بعد تحريرها بالكامل.. الديمقراطية.. والصراع القبلى.. وسيطرة الغرب.. ثلاثة سيناريوهات مختلفة لمستقبل الثورة.. والشعب الليبى صاحب القرار فى الاختيار بينهم الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى
كتب سماح عبد الحميد وبلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مقتل القذافى وإعلان تحرير وتطهير الأرض الليبية بالكامل من نظام دام لمدة 42 عاما تنتقل الثورة الليبية من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر لتواجه تحديات كثيرة لإتمام نجاح هذه الثورة وبناء ليبيا الحرة.

سيناريوهات مختلفة متوقع أن يسلكها مستقبل الثورة الليبية بدأ يتضح خيوطها ومعالمها من خلال الأحداث على الأرض وربما يأتى السيناريو الأول متمثل فى التحذيرات من التحول إلى الصراع القبلى حتى تتجه كل قبيلة، وربما بدت الخلافات الليبية القبيلية واضحة فى مشكلة تشكيل الحكومة ما بين الانحياز لقبيلة دون أخرى، وهو ما أدى إلى تأجيل تشكيل الحكومة إلى ما بعد التحرير الكامل.

فى سياق متصل جاءت تحذيرات سابقة لمحمود جبريل المسئول الثانى فى المجلس الانتقالى الليبى التى قال فيها إنه من الممكن أن تحدث فوضى فى ليبيا "فوضى" قد تنتج عن "معركة سياسية" شرسة تشهدها البلاد خلال الفترة المقبلة.

وأضاف، أننا "انتقلنا من معركة وطنية إلى معركة سياسية كان ينبغى ألا تحصل قبل التأسيس للدولة"، منبهاً إلى أن "أحد السيناريوهات المرعبة هو أن ننتقل من حرب وطنية إلى الفوضى".

تصريحات جبريل اعترض عليها الكثير من الليبين، مؤكدين أن السيناريو الذى ينتظر ليبيا هو الديمقراطية، والخلافات الحالية يمكن أن يتم تخطيها وأنها طبيعة خاصة وأن الشعب يبنى دولته الجديدة.

سيطرة الغرب أيضا أحد السيناريوهات التى يتخوف منها البعض ودائما ما تدور الأحاديث حول سيطرة حلف الناتو والدول الأوروبية على الدولة الليبيية كثمن لمساعدتهم لهم أثناء الحرب، فما أن تم تحرير ليبيا حتى بدأ الحديث عن نصيب هذه الدول فى النفط.

وبالرغم من أن المجلس أكد أنه لن يوقع أى اتفاقيات مع هذه الدول لأنه ليس بسلطة منتخبة إلا أنه بمرور الوقت بدأ أعضاء المجلس فى اللعب بالألفاظ فبعد النفى القاطع لإجراء أى اتفاقيات فوجئنا بالسيد على الترهونى، عضو المجلس والمسئول عن حقيبة المالية والنفط، يقول إنه لن يوقع إلا الاتفاقيات الضرورية للشعب الليبى ليفتح الباب مرة أخرى حول التكهنات بسيطرة الغرب على الكعكة الليبية.

وكل هذه السيناريوهات سيحددها الشعب الليبيى نفسه، فإما أن يتمكن من خوض تجربة ديمقراطية حقيقية أو أن يدخل فى دوامة الخلافات السياسية والسيطرة الغربية.

وتعليقا على ذلك قال أحمد العبود، المحلل السياسى الليبى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازى، إن الشعب الليبى عانى لعقود خلال حكم القذافى وانتفاضته جاءت لإقامة هذه الدولة الديمقراطية وهذا الخيار لن يتنازل عنه الشعب الليبى.

لكنه أشار فى الوقت نفسه إلى أن بناء هذه الدلوة الديمقراطية سيواجهه بعض المشكلات تتمثل أهمها فى قضية السلاح المنتشر حاليا والذى يحاول المجلس الانتقالى أن يجمعه الآن.

وثانى قضية مهمة تشكل عائقا أمام قيام دولة ديمقراطية هى المصالحة الوطنية، لافتا إلى أن الشعب يرفض تماما التعامل مع كل رموز نظام القذافى.

فى السياق نفسه أوضح أن هذه القضية يمكن أن يتولاها رجال الدين فى ليبيا لتحقيق المصالحة بين مختلف القبائل. واستبعد قضية الصراع القبلى، لافتا إلى أن الحكومة ستشكل من كل القبائل الليبية، وبالتالى لن يكون هناك صراع قبلى.

من جانبه أكد الكاتب الليبى فوزى الحداد أن الشعب الليبى يطمح فى أن يصل إلى الدولة المستقرة بعد رحيل الطاغية معمر القذافى، معترفا أن هناك تخوفا من أن الليبيين لم يمارسوا العمل السياسى بشكله الحقيقى طوال عقود ولا شك سوف تواجههم مشاكل، ولكنه قال إنه وكثيرون متفائلون بمستقبل أفضل لـ"ليبيا" ولن تكون أسوأ مما كانت عليه أيام الطاغية.

وأشار الحداد، أستاذ بكلية التربية جامعة عمر المختار فى طبرق، إلى أن هناك مدنا ترى أنها تعرضت أكثر من غيرها لإرهاب كتائب القذافى ولهذا تطالب بحصة أكبر فى الحكومة، ولذا فأنا أدعو كل الليبيين الآن إلى التفكير فى مستقبل الوطن فقد حانت لحظة البناء ولا مجال لأى خلافات قد تعيق مستقبل البلد، فالمرحلة المقبلة حرجة أيضًا ففى غضون شهر يجب أن تعلن حكومة جديدة ويجب أن يتم الاتفاق عليها دون مهاترات أو خلافات ليست فى صالح البلد.

وأكد عضو رابطة الكتاب الليبيين على أن حلف الناتو لن يكون له مستقبل فى ليبيا وستنتهى عملياته الجوية قريبًا جدًا بمجرد إعلان تحرير ليبيا رسميًا وأنه لا يوجد قلق إلا من بعض التوجهات الجهوية المتعلقة بالصراع السياسى القادم.

ودعا "الحداد" المجلس الوطنى الانتقالى إلى توخى الحكمة فى اختيار رئيس الحكومة الذى سيقوم باختيار أعضائها بحيث يكون شخصًا يرضى عنه الجميع ولا يختلفون عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة