قال الدكتور شبلى تلهامى؛ أستاذ دراسات السلام والتنمية بجامعة ميريلاند، إن نتائج استطلاعات الرأى فى الولايات المتحدة الأمريكية حول الرؤية للربيع العربى فجّرت عددا من المفاجآت؛ حيث أظهرت أن 55% من الأمريكيين يؤيدون الديمقراطية فى العالم العربي، وإن جاءت بحكومات غير صديقة لدولتهم، كما كشفت أن الربيع العربى فاجأ الأمريكيين؛ إذ خالف ما كان يروجه لهم الإعلام بأن العرب يكرهونهم لقيمهم وحريتهم، فهم شاهدوا المظاهرات السلمية المنادية بالحرية.
وقال شبلى – فى المحاضرة التى ألقاها بعنوان "ما تقوله استطلاعات الرأى فى العالم العربى والولايات المتحدة عن الربيع العربي"، وأدارها الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية- إن الربيع العربى أسهم فى زيادة رؤية الأمريكيين الإيجابية تجاه العرب عموما؛ حيث وصلت إلى 70% تجاه مصر، وهى النسبة الأعلى فى الدول العربية، إلا أنه ألمح إلى أن ثورات المنطقة لم تؤثر على رأى الأمريكيين بخصوص الصراع العربى الإسرائيلى؛ حيث إن مؤيدى إسرائيل مقابل فلسطين من الديمقراطيين والمستقلين نسبتهم 2 إلى 1، بينما كانت النسبة لدى الجمهوريين 50 إلى 1.
وأضاف شلبى فى المحاضرة- التى استضافها مركز دراسات السلام والديمقراطية بمكتبة الإسكندرية أمس الاثنين- أن مؤيدى إسرائيل أكثرهم من البيض والجمهوريين وكبار السن واليمين المسيحى، بينما مؤيدو فلسطين أكثرهم من الشباب والمرأة والأمريكيين من أصول أفريقية أو لاتينية (أمريكا الجنوبية).
وقال الدكتور تلهامى، إن الثورة المعلوماتية كان لها تأثير كبير فى الربيع العربى فاجأ الجميع؛ إذ إن استطلاعات الرأى كانت تشير إلى أن تلك الثورة المعلوماتية ستحدث، لكن لم يكن أحد يعرف كيف ستغير المنطقة، ونوّه فى هذا الإطار إلى أن ثلثى العالم العربى قالوا إنهم لا يستخدمون الإنترنت فى استطلاع 2006، بينما أصبحت النسبة فى 2009 الثلث فحسب.
ولفت إلى أن الإنترنت والإعلام الاجتماعى أسهما فى تمكين الأفراد، وبالتالى لا يمكن لأى حكومة قادمة تجاهل استطلاعات الرأي، مضيفا أن الثورات العربية حطمت النظريات السياسية المعروفة، والتى كانت تلمح إلى أن الثورات– على قلّتها فى التاريخ- تحتاج إلى مجموعات منظمة وشخصيات كاريزمية، فى حين أن هذه الشروط لم تتوافر فى مصر وتونس على سبيل المثال.
وأكد أن الربيع العربى كان ثورة كرامة ضمن عدد من القيم الأخرى، وأن شعارات مثل "ارفع رأسك فوق انت مصري" و"ارفع رأسك فوق انت ليبى حر" تدل على ذلك.
وكشف أن استطلاعات الرأى فى العقد الأخير أثبتت أن المصريين لم يعودوا فخورين بمصريتهم، لافتا إلى أن الثلث فقط أجاب بأنه مصرى أولا حين سئل عن هويته، بينما الثلثان حدد الهوية العربية أولا أو الإسلامية أو غيرها.
ونبّه إلى أن طول مدة تولى مبارك والقذافى للحكم أدت إلى خلط الرئيس أو الزعيم بالدولة، وبالتالى قد يكون ذلك سببا فى ضعف الهوية لديهم ولدى العرب عموما خلال العقد الأخير.
فى محاضرة بمكتبة الإسكندرية..
تلهامى: 55% من الأمريكيين يؤيدون الديمقراطية بالعالم العربى وإن جاءت بحكومات غير صديقة لدولتهم
الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011 09:25 م