المجلس وحماية فلول مبارك

أعلن المجلس العسكرى من فترة وقف المحاكمات العسكرية فى خطوة استقبلها البعض بترحيب واستقبلها البعض بتشكك، اعتمادًا على وعود كثيرة للمجلس لم يتم تنفيذها من قبل. والتشكك من النشطاء والغضب المتزايد فى صفوف الحركات الشبابية لم يأت من فراغ، فقد وعد المجلس بعد رحيل مبارك مباشرة بألا تستمر الفترة الانتقالية سوى 6 أشهر ثم يتم تسليم السلطة لحكومة منتخبة، وهو ما لم يحدث، وحدث الموقف نفسه فى قانون الطوارئ وكذك قانون العزل السياسى.
ومنذ أيام بدأت عدة حملات شبابية هدفها الرئيسى هو المطاردة الشعبية لفلول نظام مبارك والمنع لكل أعضاء الحزب الوطنى السابقين من الترشح مرة أخرى للانتخابات البرلمانية وذلك بعد التأخير المتعمد من المجلس العسكرى فى تطبيق قانون العزل السياسى. وهناك العديد من الحركات والمجموعات التى تحاول العمل على الفكرة نفسها مثل حملة «امسك فلول»، وحملة «الدوائر البيضاء والسوداء» التى تقوم بها حركة 6 أبريل لتوعية المواطنين فى الشارع بأهمية مجلس الشعب والدور الحقيقى لمجلس الشعب، وتوضيح المواصفات التى يجب أن تتوافر فى النواب الذين سيتم انتخابهم، وكذلك مواصفات من يجب ألاّ يتم انتخابه، كنائب الخدمات ونائب الرشاوى ونواب استغلال السلطة، وما إلى ذلك.
وبالطبع يجب أن تكون تلك الحملة فى الشارع وفى المحافظات والقرى والنجوع، وفى إحدى المناطق فى مدينة نصر كانت هناك إحدى مجموعات 6 أبريل تقوم برسم جرافيتى على عدد من الحوائط للحديث عن عدم انتخاب أعضاء الحزب الوطنى فى الانتخابات القادمة، فقام رجال الشرطة العسكرية بالقبض على الزميل على الحلبى، وتم تحويله فورًا للنيابة العسكرية، وتم حبسه فورًا بعد ذلك بتهمة الرسم على أحد الحوائط العسكرية، رغم عدم وجود أى لافتة توضح أنها منطقة عسكرية، وبالرغم من وجودها داخل المحيط السكنى ومجاورتها للمبانى والأسواق. وهل يستدعى رسم جرافيتى على أحد الحوائط العسكرية أن يتم حبس هذا الشاب فى السجن بهذه الطريقة وأن يوضع فى زنزانة مع بلطجية وأرباب سوابق وهو طالب جامعى من أسرة محترمة؟ وهل يتم اعتبار هذا ضمن مسلسل التصعيد من المجلس العسكرى ضد حركة 6 أبريل الذى بدأ بالبيان الكاذب رقم 69 ضد الحركة، ثم استمرار ادعاءات اللواء الروينى ضد أبريل.