فى المؤتمر الذى عقده مجموعة من الشباب تحت مسمى الجبهة الوطنية لدعم أيمن نور، جلست أتفحص الوجوه والحضور .. (والغياب أيضاً).
كنت أسمع كلمات بعض زملائى من قادة الأحزاب السياسية ومرشحى الانتخابات الرئاسية، وكأنى أسمع حياتى تتكلم بين روايات وذكريات مشتركة، جمعتنى بمعظم هؤلاء الكبار فى مواقفهم..
أسعدنى فى الأيام الأخيرة اتصالات كريمة من الدكتور البرادعى، وعمرو موسى، والصديق حمدين صباحى، والسفير عبدالله الأشعل، لكن كان لحضور الشيخ حازم أبو اسماعيل لهذا المؤتمر وكلماته مفعول السحر على نفسى..
تعاقبت الكلمات من صديق السجون المهندس على عبدالفتاح ممثلاً عن الإخوان. مروراً بصديق العمر الطويل رامى لكح عن حزب مصرنا، والدكتور الأخ الكبير عبدالجليل مصطفى، والصديق الرائع ناجى الشهابى ولممثل الكرامة وأمينها العام محمد بيومى، إلى الشاعر الرائع عبدالرحمن يوسف، إلى محمد غنيم صاحب مبادرة التحرك الإيجابى..
للحظة شعرت أن «الفعل» الذى اجتمعوا من أجل مواجهته، لم يهزنى بقدر رد الفعل الذى ترك أثراً هائلاً على نفسى ومشاعرى، هكذا الأشياء الضخمة، والنوازل الكبيرة لا تهزنى، بينما تفعلها أشياء أخرى.. تسعدنى وتشفينى، تضحكنى وتبكينى!!
وأحياناً أضع كفىّ على وجهى، مسكونة يداى بالمرارة، فأغلق عينىّ من الدهشة، فقد كان بودى أن أبكى!! لكنى ضحكت!!، كان بودى أن أصرخ.. لكنى صمت!!
ليس الضحك عندى موازياً للبكاء!! مثل خطوط السكك الحديدية، ضيقة المسافة بينهما، لكنهما لا يلتقيان، فى ذات اللحظة والمكان، لكن الضحك دائماً عندى يأتى ليسخر من البكاء، وليسخر من قرار وفرمان بالحزن، أهزمه بالضحك والاستخفاف من قرار صاحب السلطان!!
وأنا استمع لكلمات الضيوف، كادت عيناى أن تدمعان، وكدت أجهش بالبكاء بفعل كلمات صادقة، ومشاعر مخلصة، وصداقات دامت عمراً طويلاً.. رغم تعارض المصالح أحياناً، لكن المبادىء دائماً كانت أكبر.
فجأة هاجمتنى موجة من الضحك العميق، غلبت رغبتى فى البكاء.. كان الضحك بفعل مشهد سينمائى رائع، وموحى من فيلم «الحدود» للفنان دريد لحام، عندما كان موقوفاً على الحدود بين دولتين «خياليتين»، واحتشدت الوفود من هنا ومن هناك للتضامن مع عبدالودود، وهو على الحدود!
المضحك فى المشهد أن الوفود التى جاءت من الشرق والغرب، استقلت سياراتها وعادت لبلادها، وعندما حاول عبدالودود أن يفعل ما فعلوه، منعوه من هذا الجانب، فذهب للجانب الآخر فمنعوه أيضاً، وظل عبدالودود على الحدود.
لقد تغيبت 8 أعياد فى السجون، فى كل عيد كانت تأتينى الزيارات والهدايا والخطابات، وبعد قليل يموت العيد فى قلبى ومشاعرى بفعل الوحدة القاتلة التى تتضاعف فى أوقات العيد داخل السجون، فأتذكر فيلم الحدود، وأضحك على شخص عبدالودود..
كيف يمكن أن تشعر بالعيد وأنت داخل قفص فئران؟!
كيف تشعر بحريتك، وهناك من لايزال يتوحم على حقوقك الإنسانية، ويضن عليك أن تكون مثل كل البشر، بلا ذنب أو جريمة حقيقية ؟!
هل يمكن أن يكون الحلم بالتغيير، والسعى للتغيير، جريمة يطالها القانون كالبغاء، وقتل الإنسان لأخيه الإنسان؟!
أبوح لكم بأن كل ما فات من حياتى فى السجون والمعتقلات، لم يُبكنى بقدر ما أضحكنى، بينما كان البكاء يغلبنى، أن يحدث هذا بعد الثورة.. وكأن شيئاً لم يحدث؟!!
فى حنجرتى ملح، وبقلبى جرح، فغدر السجان، وطعنات صحابة السلطان، لم يحدث شرخاً فى نفسى، بقدر ما أحدث غدر ما بعد السجن والسجان؟!!
هل يمكن أن تنجو من سكين السجن؟!! ويشطرك غياب بعض الأحباء.. هل يمكن؟!!
شكراً للمنافسين والزملاء، والأصدقاء الذين حضروا بالأمس – وخاصة – ذلك القلب الطاهر حازم أبو اسماعيل، والصديق الذى رد لى ثقتى فى وفاء الصديق، رغم اختلاف الطريق رامى لكح!! وأسفاً على أحباب، أكدوا لى أن الوردة، ممكن أن تنبت لها أنياب؟!! وأن العين يمكن أن تحارب الأهداب!!
حقاً كان بودى أن أضحك أحياناً، لكنى بكيت فى كثير من الأحيان عندما تكون أنت الوجع والموجوع، قد يكون أقرب الناس لك.. هم العنوان والموضوع!!
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح الدين
الشيخ حازم ابو اسماعيل عايز الرئاسه قبل الدستور . ليه يا شقى ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مي وهبه
يا ليت
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
بجد كفاية بقى كلام عن نفسك زهقتنا .. انت لا تصلح لأن تكون أى شىء غير نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
طه موسى
خاص للأستاذ أيمن نور ـ المحترم ـ تحية وبعد:
عدد الردود 0
بواسطة:
طه موسى
والعفو يتوافق مع الدعوة إلى عدم التمييز.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الليثي
جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من عدوي
عدد الردود 0
بواسطة:
سوسن البياع
طلب العفو لابد أن يكون بشياكه و ليس بالابتزاز
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة
سؤال
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل الوكيل طالب بماجستير القانون الدولي جامعة ماك جيل
انا مش من مؤيديك يا دكتور ولكني متاكد انك برئ من موضوع التوكيلات
عدد الردود 0
بواسطة:
abdo
ايمن نور