من الصعب أن تجد أى شخص يصمد بجوارك حين يهب الإعصار ودون أن يطلق لقدميه العنان لكن هناك دائما "فص من الماس" وسط الزجاج والصفيح على استعداد أن يمد يده لمساعدتك خلال الأزمة، بل لن تتعرف عليه إلا فى الأزمة، وقد لا تجده فى أيام السعادة وراحة البال، لأنه مدعو فى الهموم فقط، والزميل يحيى قلاش من هذه النوعية، فشدائد الصحافة لا تعد ولا تحصى، ولا تقف فى الإشارات، والحاجة ماسة لأمثاله دون غيره.
ولا أنسى النائب المناضل الأعزل فكرى الجزار ووقفته الشهيرة ضد قانون تكميم الصحافة 93 لسنة 1995، مما دعا الحكومة والحزب الوطنى لإعلان الحرب عليه فى انتخابات مجلس الشعب فى داشرة طنطا، وتصميم جبهة النضال الصحفى ضد القانون المشبوه، لمساندة شيخ مشايخ نواب مجلس الشعب فكرى الجزار فى دائرته طنطا، وكان من أعضاء هذه الجبهة القادة يحيى قلاش كما لو كانوا يهمسون فى أذن النائب المناضل: "لن ننساك".
ولأن يحيى قلاش ذهب عيار 24 فهو زبون دائم على سجن طرة – ولا يهم إن كان عضو نقابة أم لا – لزيارة زملاء فى القائمة السوداء لعهد مبارك ومنهم أسماء رنانة مثل مجدى أحمد حسين وصلاح بديوى وعصام حنفى ومصطفى ومحمود بكرى وأيمن نور.
وحين وصف حبيب العادلى عقد مؤتمر صحفى بنقابة الصحفيين لمرشد الإخوان السابق مهدى عاكف عام 2004 بسقطة نقابة الصحفيين كتب يحيى قلاش فى جريدة العربى الناصرى ردا بعنوان: سقطة النقابة.. أم سقطة الوزير، وأشار فى مقاله إلى أن النقابة لا تقبل دروسا أو وصاية من أحد.
ولقد اعتدنا على الآثار الجانبية للشهامة والمروءة، وفى أثناء زيارة جلال عارف ويحيى قلاش، ومحمد عبد القدوس الصحفيين ثم الاعتداء عليهم لإرهابهم لوقف زيارات التضامن مع زملائهم، ويشكل هذا العدوان العين الحمراء للنظام فى ذلك الوقت لتفكيك أى تكتل.
ويعد يحيى قلاش المرشح لمنصب نقيب الصحفيين أحد النقابيين القلائل الذين يجمعون بين صفات المروءة ودماثة الخلق والاحتراف فى الإدارة، فهو يهتم بالتفاصيل، ويرفض مبدأ الخطوط العريضة، والنقاط والفواصل، فنحن نحسده على العقلية المنظمة، وهو يحسدنا على راحة البال.
نتمنى أن نرى يحيى قلاش المعدن النفيس فى مكانه الطبيعى نقيبًا للصحفيين، فهو تحويشة العمر التى ندخرها لأيام أزماتنا، وبعد أن نعبرها يكفيه أن نذكره بالخير، وهذا هو حال عباد الله الذين شاء قدرهم أن يظهروا فى الشدائد فقط لنعذبه بهمومنا وننساه فى أفراحنا.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن صالح
أعتقد أنه بعد 16 سنة في مجلس النقابة ومنها 8 سنوات في منصب السكرتير العام بدون أي إنجازات،
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة
ذهب قشرة