محمد إبراهيم الدسوقى

فتاوى مرفوضة

الإثنين، 24 أكتوبر 2011 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السطور التالية نداء استغاثة عاجل إلى علمائنا ومشايخنا الأجلاء الأفاضل فى الأزهر الشريف وخارجه، لإنقاذنا من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، وأزيد بأنها تعرقل مسيرة تقدمنا السياسى وتعمق من الفجوات والشروخ بوقت حرج للغاية، فى حين يلزمنا تضييقها وتقريب وجهات النظر، لكى نجتمع على كلمة سواء فيها خير ونماء الوطن، فالشيخ عمر سطوحى رئيس لجنة الدعوة الإسلامية بالأزهر، باغتنا أمس الأول بفتواه القاضية بعدم جواز تزويج المصرى ابنته لاى من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، لأنهم غير أمناء ومضيعون للأمانة، وأفسدوا الحياة فى البلاد التى عاشوا على ترابها وشربوا من مائها.

وبكل تأكيد فإن الحزب الوطنى أفسد حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن غير الجائز تركه بدون عقاب رادع على آثامه وجرائمه البشعة فى حق المصريين جميعا، ويكفى من انتسب إليه خزيا وعارا نهب قادته لثرواتنا وأموالنا المودعة حاليا فى بنوك القارة الأوروبية والولايات المتحدة، وعن نفسى طالبت عقب فترة وجيزة من نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير بحل الحزب وحرمانه من ممارسة العمل السياسى حتى حين، لكن أن يبلغ الأمر مرتبة الإفتاء بحرمان عناصره من الزواج، فتلك مسألة يجب التوقف عندها، لأن تطبيقها سيعزلهم تماما- وللأبد- عن محيطهم، وسيحولهم لجراثيم يتجنب الكل الاقتراب منها، ولو بالسلام والتحية، وسيحرم الكثيرين منهم من عبور باب التوبة والتكفير عن ذنوبهم الماضية ضد الشعب المصرى، وسيخلق "طبقة منبوذين" ستكون سيفا مسلطا على رقابنا مستقبلا.
وبدون أن يغضب شيخنا الجليل، فإن فتواه فى غير محلها، وأجد فيها مبالغة ومغالاة فى غير محلهما، لكونه وضع الجميع فى سلة واحدة، فشخصيات مثل زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور وغيرهم من صناديد الحزب المنحل لا يمكن أن يكونوا على نفس الدرجة مع شخص انضم للحزب سعيا خلف مصلحة ذاتية كبرت أو صغرت.
كذلك فإنها تحمل فى طياتها تمييزا حرى بنا مقاومته، ويذكرنى ذلك بتصريح لقيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، حول أن الإخوانى يجب أن يتزوج إخوانية، وحينها انتقد بعنف، لأنه اعتبر جماعته بالغة النقاء من الناحية العرقية لحد لا يمكن معه السماح بتلويثها بدخول غرباء عليها.

وقبل أن نفيق من فتوى الشيخ عمر سطوحى، صدمنا شيخ الطريقة العزمية علاء الدين ماضى أبو العزائم، بقوله: إن العقيد الليبيى الراحل معمر القذافى، فى عداد الشهداء، لمحاربته قوات حلف شمال الأطلنطى "الناتو"، وأنه قدم خدمات جليلة للإسلام وللمسلمين.

وبوضوح شديد فإن هذا التقييم غريب ويجافى الحقائق المستقرة، فالقذافى أخضع شعبه لصنوف من الذل والتشريد والقتل إبان 41 عاما أمضاها فى حكم الجارة ليبيا، ولم يتورع عن نهب خيرات بلده الغنى بالنفط، واستخدم قوة البطش، لسحق الثورة الليبية المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة، وغاب عن الشيخ الصوفى أن عالم كبير بقامة القرضاوى أفتى فى بداية ثورة الليبيين بإهدار دم القذافى، الذى خرج على إجماع الأمة الإسلامية بدعوته لتغيير بعض آيات القرآن الكريم، ولا ننازع أبو العزائم وغيره فى حق الاعتقاد بما يحلو لهم، لكن بدون التسبب فى إثارة البلبلة بين جموع المسلمين، خاصة فى قضايا محسومة وواضحة وضوح الشمس. وحبذا لو أن المشايخ والعلماء وظفوا طاقاتهم والتقدير الشعبى لمكانتهم لحث الناس على الابتعاد عن الفرقة والتشتت، والالتفاف حول ما يسهم فى النهوض بالبلاد، والتقليل من مشاعر الكراهية والبغض المعوقة لبناء مستقبل أفضل، وتفتح الأبواب للدخلاء الساعين لنشر الفوضى والتشرذم، لندخر الفتاوى لما هو أهم وأقيم، ولنفتح منافذ الأمل والرجاء فى النفوس والعقول.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة