تسعة عشر عاماَ بين شوق وحنين وألم وعذاب عاشها الأسير المحرر محمد السكران ابن مخيم البريج، خلف القضبان من أجل فلسطين، تاركاً خلفه زوجته سناء التى فارقها بعد يوم واحد من زواجها، حيث اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونى وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، رغم ذلك لم تفكر سناء بالانفصال عنه وأصرت على البقاء فى بيت زوجها تنتظر حتى عاد إليها بقلب يحمل لها الوفاء والإخلاص على صبرها وصمودها الذى طال فى الحب والأسر.
مطاردة واعتقال:
قال محمد السكران الأسير المحرر "كان عمرى يوم اعتقالى عشرين سنة، وكنت قد تزوجت قبل اعتقالى بستة أشهر كلها قضيتها مطارداً وبعيداً عن زوجتى التى لم أقض معها سوى يوماً واحداً، وكانت الانتفاضة الأولى فى أوجها، أصررت أن أقوم بعملية عسكرية ضد الاحتلال، قرب الشريط الحدودى، نصبت وأخوة لى عبوة ناسفة، ونجحنا بالانسحاب من المكان بعد أن تأكدنا من وقوع إصابات فى صفوف جنود الاحتلال، بعدها طوردت فى قطاع غزة، حتى تمكن الجيش الإسرائيلى من اعتقالى بعملية معقدة، وتم التحقيق معى وخضعت لكل صنوف التعذيب والقسوة، ولم يعفنى محققو الاحتلال من الشبح الطويل والجوع والعطش، والعزل وحرمانى من الدواء بعد شدة الإعياء، مرت أشهر التحقيق كأنها دهور وأزمنة قضتها أجيال وأجيال، وبفضل الله تحملت وصبرت، ولم أعترف على أى من أبناء مجموعتى، وعندما عرضت على المحكمة العسكرية الصهيونية، كنت متأكدا أن الحكم سيكون قاسياً، كانت تهديدات ضباط التحقيق واضحة، وقد أوفوا بتهديدهم وحكم على مدى الحياة!.
تسعة عشر سنة حرمانا وألما:
وأضاف الأسير قضيت تسعة عشر سنةً بطولها فى سجن النفحة، أيام مليئة بالعذاب والفراق للأحبة، وبرغم ذلك لم يكسرنى شعور اليأس والإحباط، ولم نستسلم للسجّان الذى عايرنا بقياداتنا التى كما يعتقدون أننا ليس بحسبانهم فلم يدخل اليأس فى قلوبنا، وتمسكنا بالصبر على الهوان، وعشنا اليوم سنين طوال.
استقبال الأسرى الفلسطينيين لخبر أسر شاليط:
أكد الأسير المحرر محمد أن نبأ أسر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، من قبل رجال المقاومة فى قطاع غزة، جعلهم يشعرون بأن روح التحدى عادت مرة أخرى وعلت أصواتهم بالتكبير، مما بعث الأمل فيهم بأن هذه العملية ستفرج عن أحد من الأسرى لأننا نعلم بأن قيادتنا يفكرون فينا.
ويضيف: "شعرت يومها أن الفرج قد اقترب، وكل ما كان يقلقنا أن ينجح الاحتلال باسترجاع شاليط أو قتله فى غزة، فتفشل عملية التبادل، وهذا فضل الله علينا أن مكن رجال المقاومة من المحافظة على روح الأسير الإسرائيلى، وإنجاح الصفقة!.
أمل جديد معطر بالزغاريد والسرور:
يقول الأسير المحرر محمد السكران: تحول السجن عندما سمعنا خبر اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل على إتمام صفقة التبادل، إلى ساحة أهازيج وصراخ مسرور وزغاريد، ولكن سلطة السجن سرعان ما حرمتنا من متابعة أخبار الصفقة، ومرت أيام طويلة حتى جاءنا الخبر اليقين، بأن الصفقة قد تم الموافقة عليها، وأن اسمى من بين الأسماء التى ستفرج عنها، لم تسعنى الفرحة، كأننى ولدت من جديد، فبدأت أجهز كباقى إخوانى للخروج من السجن ولم أنم فرحاً، حتى يوم خروجى كان يوما عظيماً، كأننى فى حلم سابق عشته، ولكن فرج الله كان أكيد يوم أن وصلت معبر رفح وأيقنت أننى أعيش لحظة عمرى الجديد فى غزة.
أعظم بشرى فى حياتى:
قال والد الأسير "الحمد الله والشكر لأنه أمد فى عمرى لكى أستقبل ولدى بعد 19عاماَ من الفراق فإن بشرى الإفراج عنه أعظم بشرى فى حياتى وقال "أنا فخور جداً بمحمد، كما أننى فخور جداً بزوجته التى صبرت على غياب زوجها تسعة عشر عاماً كاملة.
عادل شقيق الأسير يصف أحوال زوجة أخيه الأسير فيقول "زوجة محمد كانت أكثرنا بهجة وفرحة بسماع الخبر، وكأنها فى موسم حان حصاده بالفرح، فسناء زوجة غير عادية، تحملت فى غياب أخى الكثير وصبرت، ورغم العروض الكثيرة التى حاصرتها والضغوط عليها بأن تطلق من محمد وتتزوج خاصة فى أول سنين أسره وبعد سماع حكم المؤبد، إلا أنها رفضت تماماً وأصرت على أن تبقى على ذمته حتى ولو قضت نحبها أو قضى نحبه خلف أسوار السجن، وفرحة الأهل لا توصف حقيقة، وأما عن يقيننا بالإفراج عن محمد ضمن صفقة التبادل، فقد وصلتنا تطمينات سابقة ومؤكدة أن محمد من بين الأسرى المطروحة أسماؤهم للإفراج عنهم، والذين يدافع عنهم من قبل المفاوض الفلسطينى، والحمد لله صدق وعد الإخوة، ونتمنى أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى المتبقين خلف القضبان.
سناء السكران.. تمثال للصبر والصمود:
زوجة الأسير المحرر سناء "تقول شعورى لا يوصف بخبر الإفراج عن محمد، فمن يوم ما سمعت الخبر، لم أتناول طعاماً ولم أذق نوماً من شدة الفرح، أسبوعا كاملاً وأنا فى حالة انتظار جميلة ومبهجة، ويوم أن رأيته وتلك اللحظة التى أيقنت أنه أمامى لا استطيع وصفها "فرحتى لا توصف، وسرورى كبير، ورغم المؤبدان وسنوات سجنه الطويلة، صبرت ولم يدخلنا اليأس يوماً، بل كان أملنا بالله كبيراً ولم يخذلنا، يا الله لك الحمد على ما قدرت وفرجت كربتنا".
وتقول قضيت سنوات الانتظار وغياب محمد، بكثير من الصبر، ولكى أطرد وحدتى ويكون محمد دائماً فى مخيلتى وذاكرتى، طلبت من شقيقه أن يعطينى ابنته التى لم تبلغ أكثر من عشرين يوماً فقط، لكى تتربى فى حجرى وتعيش معى، فكانت أنيس وحدتى وسلوى قلبى، وابنتى التى لم أنجبها، وكنت أحدثها عن محمد الذى لم يقض غير يوم واحد معى، كبرنا معنا أنا وهى وكانت من المتفوقات فى المدرسة، وكنت أرى فيها الغد المشرق الذى سيوصلنى إلى محمد، أيام بما احتوته، أيام صمود وتحدٍ من نوع لا يمكن وصفه.
العائلة قررت الاحتفال بزواج الأسير مرة ثانية:
عيسى ابن عم الأسير قال: "قررت العائلة الاحتفال بزواج ابننا من ابنة عمه من جديد حتى تكون الفرحة فرحتين فرحة بالإفراج عنه من سجون الاحتلال وفرحة بتجديد زواجه مرة أخرى وبالفعل احتفلنا من جديد بالزواج.
مخيم البريج يشارك الأسير بتجديد حفل زفافه:
اجتمعت جماهير من شباب مخيم البريج ليشاركوا الأسير حفل زفافه على ابنة عمه التى انتظرته ما يقارب عشرين عاما، فاجتمع الأحبة والأصدقاء والمهنئون بالزفة والأغانى الشعبية الفلسطينية ورفع خلالها العلم الفلسطينى.
وشارك النساء زوجة الأسير سناء فرحتها فى الصالة التى تم اختيارها
فعمت الفرحة والسعادة فى قلوب أحبة الأسير.
أسير فلسطينى محرر يحتفل بزفافه بعد 19 عاما من فرحه
الإثنين، 24 أكتوبر 2011 06:33 م
الاسير مع عروسه اثناء الاحتفال
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو عبدالرازق عوض
!!!!!!!!!!!
هيه فين العروسة اصلاٌ
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس محمد
خلاص بقى عينيا دمعت
عدد الردود 0
بواسطة:
nona
ما فيش كلام ممكن يتقال
عدد الردود 0
بواسطة:
ya_mogrem
ربنا يسعدكم
ويعوضكم عن سنين القهر والمر
عدد الردود 0
بواسطة:
المجرى... المصرى
انت مين يا لى ان مش عارفك......... اول مرة اشوفك........
عدد الردود 0
بواسطة:
magdyl
النصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ابطال فلسطين
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلمه منتقبه
والحمد لله على سلامتك و ا لف مبروووووووووك
عدد الردود 0
بواسطة:
poul
هـــى فيــــن العــــروسه
هو متصور لوحده ليه ؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
امجد عطا
الف مبروك..
الف مبروك....