أكد الرئيس الفلسطينى، محمود عباس "أبو مازن"، أنه اجتمع مع المشير محمد حسين طنطاوى، لبحث كافة المستجدات التى حدثت منذ الزيارة الأخيرة كطلب عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة، والصفقة الأخيرة لتبادل الأسرى مع إسرائيل وغيرها من الأحداث العربية المتفرقة التى تتطلب المناقشة، مشيرا إلى وجود اجتماع آخر مع اللجنة العربية فى الدوحة للاتفاق حول قضايا معينة لتوحيد المواقف، بالإضافة للقاء اللجنة الرباعية يوم 26 من الشهر الجارى للحديث عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وأضاف "أبو مازن" خلال حوار خاص أجرته الإعلامية منى الشاذلى فى حلقة اليوم من "العاشرة مساءً" على قناة "دريم 2"، أن فلسطين ليس أمامها إلا المفاوضات، قائلا: "نحن نتحدث عن إسرائيل ومعها الرأى العام العالمى، وعندما تأتى اللجنة الرباعية بقرارها ولا ينفذه الجانب الإسرائيلى فهذا فى مصلحتنا أمام العالم، وليس لدينا خيارات أخرى إلا الذهاب للمفاوضات"، مضيفا أنه قدم شكوى أمام العالم فى الأمم المتحدة تمثل صرخة ضد الاستيطان الإسرائيلى لفلسطين على مدار 43 عاما.
وقال "أبو مازن": "لن أبدأ المفاوضات إلا بعد وقف الاستيطان، وإذا لم يحدث لن نتفاوض ورغبة إسرائيل فى السلام ستظهر أمام العالم بتوقفها عن الاستيطان، وأوباما سألنى هل ستذهب للمفاوضات قبل وقف الاستيطان قلت له قطعا لا"، مضيفا أنه ذهب للأمم المتحدة ومعه صياغة طلب العضوية الكاملة والتى تم دراستها أكثر من 40 مرة مع مجموعة الأمين العام القانونية، وأنه قدم الطلب قبل خطابه بنصف ساعة إلى بان كى مون دون وجود نية للتراجع نافيا أن يكون الأمر مفاجأة لأى طرف حيث تحدث كثيرا عن هذه الزيارة منذ أشهر لكل جهة فى العالم سواء عربية أو أمريكية بالتحديد.
وأضاف "أبو مازن" أنه التقى مع المجموعة العربية ليلة خطابه فى الأمم المتحدة وقدم لهم الأوراق المتفق عليها قائلا "ربما هناك رغبات وأهواء حتى لا يتم طلب العضوية وهناك ضغوط أمريكية فى هذا الاتجاه حيث قابلت أوباما وقال لى: أنت عارف نتيجة طلبك فلماذا تتقدم به، قلت له سأحاول ولن أخجل"، مشيرا إلى جودة العلاقات بينه وأوباما وتوفر الود والصراحة رغم اختلافهما حول بعض المواقف، مضيفا أن أمريكا تقدم معونات ومساعدات لفلسطين إلا أن ذلك لا يعنى تنفيذه لأوامرها.
وأشار أبو مازن إلى أن أمريكا تدعم فلسطين ب700 مليون دولار سنويا، وأن طلب عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة ربما يدفع الكونجرس لقطع المعونة، كما أن أوباما ليلة الفيتو اتصل بى حتى أتراجع عن طلب العضوية قائلا "طلبك لا يجوز وسيعرض بعض مواطنينا للخطر وأسحب طلبك وإلا سأستعمل حق الفيتو فرفضت".
ونفى "أبو مازن" عدم علم حماس بطلبه للعضوية مسبقا، مؤكدا أنه تحدث معهم منذ 6 أشهر بشكل مباشر، ولكنهم لم يعلقوا بالرفض أو الموافقة وعندما وجدوا أن الأمر جدى وتم تنفيذه ظهروا ليعلنوا "محدش قال لنا" ثم خرج مشعل ليصف طلب العضوية بكلام جيد، مشيرا إلى أن خطابه فى الأمم المتحدة تم صياغته مرارا من كافة القيادات الفلسطينية وتعديله فى اللحظات الأخيرة لإضافة جملة يخاطب فيها العالم تقول "لا يوجد شخص لديه ذرة ضمير أو وجدان لا يرفض الاستيطان".
وقال "أبو مازن": "ليس صحيحا أننى تغيرت مثلما قالوا بعد سماع خطابى الذى لا يوجد فيه فقرة أو مضمون إلا وقلته 100 مرة من قبل وليس أسلوبى استغلال المناسبات لتعزيز صورتى ولست بحاجة لطلب مزيدا من الشعبية وإذا الناس مش راضية عنى يقلعونى أو سأنسحب بنفسى".
ونفى "أبو مازن" تصريحه بالاستقالة، مشيرا إلى أنه لن يرشح نفسه فى الانتخابات القادمة التشريعية أو الرئاسية القادمة التى تقرر عقدها فى مايو 2012 قائلا "سأجلس فى بيتى ولن أترشح ولن استشير أحدا لأن مدتى انتهت وزيادة، حيث بقيت فى السلطة 4 سنوات ودعيت كثيرا للانتخابات وكان الرفض مطلقا".
وأكد "أبو مازن" أنه تحدث مع مشعل وهنية بعد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينين واتفقوا على اللقاء قريبا قائلا: "وجودى فى القاهرة بعد مغادرة مشعل بساعات مصادفة وعيب أعمل كده عن قصد إنه يطلع من هنا وأدخل من هنا فنحن لسنا أعداء لأننى عندما خيرت بين حماس وإسرائيل اخترت الاثنين لأن الأولى إخواننا والثانية شركائنا فى السلام، ولسنا أعداء رغم وجود اختلافات كثيرة بيننا وقتال إلا أننا لا ننقلب ويمكن أن نصير خصوما فقط".
ونفى "أبو مازن" إصابته بالإحباط من نجاح حماس وتمكنها من إبرام صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، مشيرا إلى أن تحرير أى فلسطينى مكسب للشعب ومصدر سعادة بغض النظر عن الجهة التى نجحت فى استعادتهم.
وأشار "أبو مازن" إلى أنه عقد اتفاقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أولمرت على منحه ما يعادل صفقة شاليط كما ونوعا قائلا: أولمرت اشترط عدم الحديث عن الصفقة إلا بعد الانتهاء من استرداد شاليط وهذا ما حدث بالفعل لاهتمامى الشديد بإتمامها والآن أطالب نتنياهو بالوفاء بهذا العهد".
وقال "أبو مازن": "لن أقبل الاعتراف بالدولة اليهودية ولكنى أعترف فقط بإسرائيل وعندما ذهبنا إلى مدريد كنت أعرف أنه لا أمل فى مفاوضات السلام ولكنى لا يجوز أن أقول هذا، ثم صارت قصة أوسلو وجاء رابين وتم توقيع اتفاق فاجأ العالم حتى أمريكا نفسها، ونحن نستغل كل فرصة لتحقيق السلام"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطينى قضى (90 عاما) من الاحتلال منذ وعد بلفور وقام بثورات عديدة ضد قضية لم تحدث من قبل وهى أن يحل شعب مكان الأخر.
وأشار "أبو مازن" إلى أنه يدعم المقاومة السلمية، ويرفض العسكرية والمسلحة، لأنها تأتى دائما بنتائج عكسية، قائلا: "الربيع العربى يتبع سياستنا.. سلمية سلمية، ونحن لا نقدر على المقاومة العسكرية وحماس عندما تحصلت على جندى إسرائيلى وتمكنت من الحفاظ عليه 5 سنوات هذا شئ جيد لا ننكره، ولكن هذه لا تسمى مقاومة لأننا دفعنا ثمنها غاليا 1500 شهيد، ولا نحن أو حماس نريد المقاومة العسكرية ونطالب معا بالمفاوضات وحدود 67".
ونفى "أبو مازن" ما أشيع حول إصابته بالصدمة عند سماعه خبر تنحى الرئيس المصرى السابق مبارك، مشيرا إلى أن هذه رغبة الشعب فى إسقاطه، وفلسطين تحترمها، إلا أنها لا تنكر مساعدته لها على مدار 30 عاما مضت، قائلا: "ياريت الشعب يطالب بإسقاطى وأنا لن أنتظره ولو خرج فلسطينيان وطالبا بذلك سأكون ثالثهم ولن أنتظر شعبى يقولى اطلع بره ومية بالمية هامشى دون كلمة، ولن أبقى ثانية ولكنى لن أصل لهذه المرحلة ووعدت الشعب بالاستقلال وفشلت والذى يفشل يجب أن ينسحب".
واستنكر "أبو مازن" توقف تمويلات بعض الدول العربية لفلسطين، مشيرا إلى أنهم لديهم من الشفافية والدقة المحاسبية القدر الكافى وليس موجودا لدى الآخرين بشهادة دول النفط، بالإضافة لوجود قضاء نظيف ولجنة مكافحة للفساد سمعتها عطرة، قائلا: "بعد كل هذا لماذا تتوقف هذه الدول عن تمويلنا؟!".
وأكد "أبو مازن" أنه ألقى خطابا فى 16 مارس السابق يشير فيه إلى استعداده الذهاب إلى غزة وتكوين حكومة تكنو قراط ثم انتظر ولم يصله رد من حماس وعندما وقع معهم المصالحة أصبح هناك رؤية حول تشكيل الحكومة، وهذا ما سيستدعى اللقاء معهم فى المستقبل عدة مرات معلنا رغبته فى زيارة غزة رغم التحذيرات الكثيرة بسبب وجود خطر على حياته منها، قائلا: "وجهة نظرى فى الحكومة التى نريد تشكيلها هى: أن تكون حكومتى وتنفذ سياساتى وأنا مسئول عن عمل كل وزير فيها مادمنا فى مرحلة انتقالية حتى الانتخابات وحماس لو رشحت وزيرا معينا يجب أن يتميز بالاستقلالية وبالتكنو قراط وأن يكون مقبولا عالميا حتى لا يحاصر فى فلسطين".
وقال "أبو مازن" فى نهاية حديثه "أعترف بإسرائيل وملزم بالتعامل معها بشكل يومى وقضيتنا هى الأعقد فى العالم ولو انتظرنا محدش هيسأل فينا ولابد أن نعمل فى سبيل قضيتنا وإذا انتصرت حماس فى الانتخابات سأسلمها البلد".
أبو مازن للعاشرة مساءً: ليس أمامنا إلا المفاوضات وبدايتها مرهونة بوقف الاستيطان.. وفشلت فى تحقيق الاستقلال لشعبى ولن أرشح نفسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. ونجاح حماس فى أسر شاليط لا يسمى مقاومة
الإثنين، 24 أكتوبر 2011 10:34 ص