قال الدكتور رشيد الحمد، سفير دولة الكويت بالقاهرة، إن الحاجة لإصدار الموسوعة الإسلامية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو" زادت بعد ثورات الربيع العربى، معربا خلال الاجتماع الذى عُقد أول أمس لمجلس أمناء الموسوعة، عن سعادته لإشراف مجموعة من العلماء المسلمين على هذا الحدث الأبرز فى الوقت الحالى لما تتميز به من عالمية وجدية.
من جانبه قال المفكر الدكتور محمد عمارة، أحد أعضاء مجلس الأمناء، إن هذه الموسوعة بمثابة مشروع طال انتظاره، متمنيا أن يتم إنجاز هذا العمل واستكماله، خاصة أن كثيرا من الموسوعات التى شرع البعض فى تنفيذها لم تكتمل، ودعا عمارة لضرورة وجود مؤسسات تتابع هذه الأعمال الكبرى لتوفر لها التمويل اللازم حتى يتم ضمان استمرارية هذا العمل.
وأضاف عمارة أن توافر خاصيتى الاستقلال الفكرى والموضوعية الفكرية بعيدا عن التوجهات الأيدلوجية لحكومة ما من أهم المعايير التى لابد أن تتواجد خلال عمليه الإعداد وتنفيذ هذا المشروع، وشدد عمارة على عدم الاهتمام بالبعد العلمى الإسلامى فقط وكأن الموسوعة خاصة بالثقافة الإسلامية، مطالبا بضرورة الاهتمام بتثقيف الإنسان المسلم.
وقال عمارة إن الموسوعة الإسلامية التركية بمثابة كنز يجب الاستفادة منه فى صياغة الموسوعة الإسلامية التى يجرى الإعداد لها الآن حتى يتم إنجاز هذا المشروع الطموح فى وقت قياسى، إضافة إلى ضرورة الاستفادة أيضا من موسعتى دائرة المعارف ووزارة الأوقاف مع الإشارة للمراجع التى تم الاستناد اليها، مضيفا أنه لابد أن يعكس هذا المشروع العالم الإسلامى كله ويعبر عنه وليس المحيط العربى فقط.
وأكد المستشار طارق البشرى، أن هذا العمل لابد أن يلتزم الوسطية والحيادية حتى لا يتم فرض وجهة نظر معينة على الإسلام، خاصة أن كل فكر بشرى يكون منسوبا لوقته والظروف المحيطة التى نشأ فيها، وشدد البشرى على ضرورة توافر شرط التنوع فى أعضاء مجلس الأمناء الذين تم اختيارهم للإشراف على هذا المشروع لضمان تنوع الموسوعة وشموليتها.
وقال البشرى إن الغرض من تلك الموسوعة ليس مخاطبة الغرب بقدر ما هى موجهة للعالم الإسلامى، لذلك لابد أن يتم ترجمتها للتركية والفارسية وليس أى لغة أوروبية أخرى.
وعرض المفكر الدكتور سليمان الدريع، فكرة الموسوعة على سفير الكويت بالقاهرة وبالفعل لاقى ترحيبا شديدا من جانبه، وتم الاتفاق مع منظمة الايسيسكو فى 6 يونيو الماضى، وأسند العمل إليه فى 13 أكتوبر الجارى.
وأكد الدريع أن الموسوعة الجديدة ستحاول تلافى الأخطاء التى شابت الموسوعات السابقة لتكون مرجعا أساسيا للمسلمين وغير المسلمين.
وقال الدكتور محمد عبد الكريم الحسينى، إن هذه الموسوعة ستشمل على ما يقرب من 15 ألف مدخلا، تتضمن أبرز الأحداث الإسلامية وأشهر المعالم والأعلام فى التاريخ الإسلامى، وأكد عبد الكريم أن الموسوعة سيشرف عليها فريق من العلماء يمثلون مجلس الأمناء، وسيكونون هم السقف الأعلى للمشروع يليهم الباحثون والذين يصل عددهم لـــــ50 باحثا، وتم حتى الآن إنجاز 200 مدخل منها فقط.
وقال الدكتور حسن الشافعى، إن هذا العمل هائل واستسهاله من أكبر الأخطاء التى يمكن أن يقع فيها القائمون عليه، وشدد الشافعى على ضرورة تطبيق الصرامة المطلقة فى التزام المقاييس العلمية وتنفيذها، واتفق معه الدكتور صلاح عبد المتعال قائلا، إنه لابد أن يكون للموسوعة وظيفة أساسية وهى تصحيح المغلوط من المفاهيم الشائعة عن الإسلام والرد على الادعاءات، مؤكدا أنه لابد أن يكون الخطاب المستخدم يتسم بالسهل الممتنع ويكون خطابا حضاريا للأمة واستحداثيا معاصرا، وشدد عبد المتعال على ضرورة تقسيم الموسوعة موضوعيا وليس أبجديا.