بمجرد انتهاء الثورة أى بعد يوم التنحى تطوع الإعلام المصرى المرئى والمسموع والمقروء فى إعطاء وتقديم خدمات عالية جدا للبلطجية والعصابات بإلقاء الضوء لهم على الحوادث المختلفة.
ففى أول يوم بعد التنحى أصبحنا نسمع فى هذه الوسائل الإعلامية المختلفة هجمت مجموعة من البلطجية على عمارة سكنية وتمكنوا من الاستيلاء على ما يملكونه من دهب ومبالغ مالية، مصاحبين معهم سيارات نقل ومجموعة من الأسلحة البيضاء والنارية فيرضخ الأهالى لتهديداتهم.
ومن هنا يلتقط الخيط أحد العاطلين أثناء تناوله دخان الشيشة داخل حجرته فتلمع الأفكار الشريرة السوداء فى رأسه فيستدعى اثنين أو ثلاثة من أشباهه من العاطلين، ويتجهون إلى أقرب منطقة راقية وأول برج سكنى ويطبقون تماما ما سمعوه، وهكذا استمرت تلك العمليات الحقيرة على أوسع وعلى أضيق حسب إمكانية من اتجهوا لمهنة البلطجة الجديدة، وذلك بفضل الإعلام المرتعد الذى يريد أن يرعبنا معه.
ونسمع عن مجموعة من البلطجية استوقفوا مأمور أحد الأقسام وانهالوا عليه بالضرب هو ومن معه، سطو مجموعة مسلحة على مليون جنيه من خزانة إحدى الشركات وهكذا يوميا وسائلنا الإعلامية تسهل الأمور وتفرش الطرق للبلطجية بالورود، وكأنها تشجعهم وتغريهم وتعطيهم الضوء الأخضر، للقيام بجرائمهم، وتبين لهم أن هذا البلد صار خرابة لأصاحب لها افعل ما شئت اسرق ما شئت استبيح دم من شئت فلا أمن ولا أمان وكأن شوارع مصر أصبحت مرتعا لفلول وقوافل البلطجية.
وأنا وكثيرون من الناس شأنى شأن معظم المصريين كنا ومازلنا نعشق السير فى شوارع مدينتنا فى أى وقت وفى أى مكان ولم نقابل بلطجية، كما يصور لنا الإعلام أن الشوارع تكتظ بالبلطجية أو باللصوص أو قطاع الطرق أم أننا فى مؤامرة على تريد أن تجعلنا منعزلين وتنفر السياح والسياحة، وتجعلهم يخشون أن ينزلوا إلى مصر لأن مصر خربت بالوهم الإعلامى الذى يحاولون زرعه فينا.
إن الإعلام المصرى أصبح بوقا يردد ويعدد على الجرائم بطريقة بشعة، لابد من إعادة النظر فيها وبث الرعب فى قلوب من يفكر فى ارتكاب أى جريمة بأن ننشر فقط الجرائم التى تمكنت قوات الأمن من القبض على من فعلها ولا نبالغ فى نشر جرائم بداعى وبلا داعى، وكأننا نعيش فى بحور من الدماء، اتقوا الله فى الرعب الذى تبثوه فى قلب الشعب من نساء وأولاد وأطفال واحظروا نشر كورسات البلطجة للبلطجية وأعوانهم.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حميد
الي الاخوة والاخوات القراء
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
رائع هذا الموضوع
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان ابوليله
مقال جميل جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
شكرا للاخت الغالية مصرية
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
تحياتى لولاءالمصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
د هاني أبوالفتوح
إعتذار واجب واستئذان في الغياب