أكد صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة، أن الانتخابات القادمة ستشهد عددا من الظواهر الجديدة التى أفرزتها ثورة يناير من أهمها: إيقاف العمل بدستور 1971 وإجراء الانتخابات وفق إعلان دستورى يتضمن 13 مادة من أصل 63 مادة تتعلق بالانتخابات التشريعية وسلطات المجالس التشريعية، موضحا أن هذه المواد ساهمت بشكل كبير فى تقليص اختصاصات مجلس الشورى والعودة بها إلى حدود أقل مما كانت عليه، قبل التعديلات التى أدخلت عام 2007 على دستور 1971، مؤكدا أن الأمر المثير للدهشة هو أن الإعلان حرم مجلس الشورى من مجرد «إبداء الرأى» فى تعديل الدستور، أو فى القوانين المكملة له.
وأضاف عيسى، خلال كلمته فى افتتاح الدورة التدريبية الثانية لسيناريوهات التغطية الإعلامية للانتخابات القادمة بجامعة القاهرة، أن هذه الانتخابات ستشهد مناخا سياسيا مغايرا لما كان قبل الثورة، يتمثل فى خروج أقسام واسعة من الأغلبية الصامتة، التى كانت تعزف عن المشاركة فى الانتخابات العامة، عن صمتها لتشارك بشكل إيجابى وتهتم بالشأن العام، من بينها شرائح من الطبقة الوسطى الصغيرة، خاصة الشباب وشرائح من الطبقات الشعبية وهو ما تمثل فى مشاركة 18 مليون مواطن فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والذى أجرى فى 19 مارس 2011، وهو عدد يزيد على ضعف عدد الذين شاركوا فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى أجريت تحت إشراف قضائى عام 2005، بالإضافة إلى التزايد الملحوظ فى أعداد الأحزاب التى خرجت للنور والتى وصل عددها الى 70 حزبا بعد أن كانت قبل الثورة لا يتجاوز عددها 24 حزبا.
أكد الأستاذ الدكتور حسن عماد عميد كلية الإعلام فى كلمته، على الدور الذى تلعبه الكلية كبيت خبرة إقليمى فى مجال دراسات الإعلام وعلومه، موضحا أن العالم بأسره ينتظر ويراقب العملية الانتخابية التى ستجرى فى مصر خلال الأشهر القادمة، ويراقب الأداء الإعلامى، وهو ما يفرض علينا جميعا الالتزام بالاحترافية فى العمل، لأنها السبيل الوحيد لتحقيق المصداقية والمهنية خلال التغطية.
وفى نفس السياق طالب الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بضرورة السعى لأن تخرج الانتخابات القادمة بصورة إيجابية تعكس حالة الحراك التى شهدها المجتمع المصرى بعد الثورة، مؤكدا أن حكومات ما قبل الثورة تخلت عن دورها فى إدارة شئون البلاد وتفرغت فقط إلى إدارة أصول الدولة، مشيرا إلى أنه لولا ثورة 25 يناير لكانت وزارة الإعلام قد اتجهت الآن لخصخصة الإعلام و بيع أصوله من تليفزيون وصحافة قومية.
وأضاف علم الدين، أن الجلسة الختامية للدورة التدريبية ستشهد الإعلان عن "دليل العمل الإعلامى للتغطية الإعلامية لانتخابات المرحلة الانتقالية فى مصر"، مشيرا إلى أن إصدار الدليل فى هذا التوقيت يعد أمراً بالغ الأهمية كدليل استرشادى للإعلاميين، موضحاً أن ما اشتمل عليه الدليل جاء نتاجاً لمناقشات متعمقة ضمت مجموعة من رموز العمل الإعلامى والسياسى وناشطين سياسيين ورموز العمل العام من خلال حلقة نقاشية رفيعة المستوى إضافة إلى التوصيات التى خرج بها شباب الإعلاميين المتدربين بالدورة التدريبية الأولى.
الجدير بالذكر أن الدورة التدريبية، التى ينظمها المنتدى العربى الإعلامى للبيئة والتنمية بالتعاون مع مؤسسة المستقبل بالأردن وكلية الإعلام جامعة القاهرة خلال الفترة من اليوم الأحد 23 إلى 25 من أكتوبر الجارى، تهدف إلى تعزيز مهارات ما يزيد عن 50 من شباب الإعلاميين من صحافة وإذاعة وتليفزيون علاوة على الإعلام الإلكترونى وذلك من محافظات القاهرة الكبرى والشرقية والإسكندرية والسويس والمنيا وقنا بما يمكنهم من القيام بتغطية إعلامية حيادية ومتوازنة للانتخابات القادمة، حيث يحاضر فى هذه الدورة التدريبية عدد من رموز الصحافة والتليفزيون بالإضافة إلى أساتذة الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
"عيسى": الإعلان الدستورى حرم "الشورى" من الرأى بتعديل الدستور
الأحد، 23 أكتوبر 2011 07:16 م
صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة