حالة من الجدل دائرة الآن بين أئمة وزارة الأوقاف عن المشاركة فى لجان انتخابات مجلسى الشعب والشورى القادمة، حيث تم إرسال طلبات إلى مديريات الأوقاف بتوفير عدد من الأئمة والعاملين بالمديريات للمشاركة فى اللجان الانتخابية كمساعدين للقضاة، فعلى سبيل المثال تم إخطار مديرية أوقاف القاهرة بتوفير 282 إماما وعاملا بالمديرية، حيث أكد الأئمة فى تصريحاتهم "لليوم السابع" أنه كان يتم إرسال خطابات إلى إدارات الأوقاف بالمحافظات للاستعانة بالأئمة فى اللجان مثلهم مثل المدرسين من إدارات التعليم.
أئمة وزارة الأوقاف انقسموا ما بين مؤيد ومعارض ولكل له سببه فالمؤيد يرى أنها فرصة للحصول على مقابل مادى والمعارض وضع شروطا إذا تحققت وافق على الانضمام إلى لجان الانتخابات.
يقول الشيخ خلف السوهاجى، إمام وخطيب بالأوقاف، إننا لن نرضى بأن يكون الإمام مثله مثل الساعى، فإذا كانت المشاركة كرقابة القضاة فمرحبًا وإذا كانت كمشاركة السعاة فلا مرحبا وبأس القرار، موضحا أن المديريات أيام العهد البائد كانت ترسل إلى عدد محدد من الأئمة فى كل مديرية معلوم انتماؤهم إلى الحزب الوطنى وهؤلاء كانوا يأتون بهم فقط أما دون ذلك فلا، مؤكدا إذا كان الإمام مثله مثل القاضى فى المراقبة على اللجنة فلا بأس.
يقول الشيخ مسعود خطاب، إمام وخطيب بكفر الشيخ، أعتقد أن هذا الأمر راجع لرؤية كل إمام بأحوال الانتخابات فى بلدته أو دائرته وهو الذى يستطيع أن يحدد قيمة وجوده فى لجنة انتخابية، وما إذا كان سيستطيع أن يدفع ضرا أو يغير منكرًا أو يعمل على ضبط العملية الانتخابية وفق الشرع والقانون فهنا يتحتم عليه المشاركة، ولو من غير أجر، وليحتسب أجر هذا العمل عند الله، أما إذا كانت مشاركته على نحو تقبله للذلة والمهانة من أجل جنيهات قليلة أو حتى كثيرة فأنا أنأى بكل إمام يقف على منبر رسول الله لينمى فى الناس التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشارك فى مثل هذا الأمر على هذا النحو.
أما الشيخ محمود الشال، إمام وخطيب مسجد السكة الحديد، بنشرت قلين كفر الشيخ، هذه مهانة للإمام، ولكن للأسف رأيت بعض الأئمة يحبون هذه الذلة والمهانة، موجها كلامه للائمة أتطالبون بكادر خاص مثل القضاة وتقومون بعمل كساع للقاضى لو فعلتم إذا أنتم طلاب مال لا طلاب كرامة.
الشيخ أحمد عبد رب النبى، إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، طالب بأن يصدر وزير الأوقاف قرارا وزاريا بعدم مشاركة الأئمة فى هذه العملية الانتخابية لأن الإمام ليس فيها رئيس للجنة، وإنما مساعد للقاضى فقد رأينا فى الانتخابات الماضية أمورا كثيرة لسنا فى حاجة لذكرها اليوم، فنحن نريد كرامة للإمام لا نفرح بالمبلغ المالى الكبير الذى يتقاضاه من يشارك فى اللجان، ولكن الرزق بيد الله تعالى.
من جانبه قال الشيخ أشرف الشوادفى، إمام وخطيب بالأوقاف، لا مانع من مشاركة الإمام فى الإشراف على الانتخابات بل أراها خيرا للإمام ليثبت أنه من رعاة العدالة والنزاهة فى وطن إلى جانب القضاء ولكن شريطة أن يكون الإمام المكلف بهذا الإشراف على مستوى المسئولية فلا يقبل أى مساومة من أى مرشح مهما كان ولا يقبل بوجود تزوير فى لجنته مهما حدث ولا يتغاضى عن أى خطأ بل يكون رمزا للعدالة وتطبيق القانون وفى هذه الحالة يدرك المجتمع أن الدعاة لا يقلون منزلة عن القضاة فى النزاهة والعدالة والضمير فتتغير الفكرة التى أخذها بعض الناس عن بعض الأئمة من أنهم تابعون للحكومة وليس لهم استقلال أو موقف.
الشيخ جابر حسين إمام وخطيب مسجد الشهيد أبوالحجاج (آل بوصة) بالسمطا بمحافظة سوهاج إدارة البلينا، قال: نحن ليس بأقل من رجال القضاء أمانة فلماذا لا يطالب السيد الوزير الحكومة بأن يكون الدعاة مشرفين على العملية الانتخابية مثل رجال القضاء أم أننا غير أهل لذلك، ولماذا نكون هفية وشيالين صناديق كيف نرضى لأنفسنا هذه المهانة والمذلة مهما كان العائد المادى، فهذه هى نتيجة تهاوننا فى حقوقنا وخضوعنا ورضانا بالقليل من العيش فهذا ينافى الكرامة وينافى عيشة الزهد بل ويسمى الذل والعار لو حصل ورضينا بذلك يشرف عليك ويتحكم فيك قاض أو وكيل نيابة فى سن أولادنا ونكون مسخرة للقوم وهذا ما يريده لنا المتربصون بنا.
ويقول الشيخ أحمد البياضى، إمام وخطيب بالأوقاف، وما المانع إذا شاركنا فى مراقبة الانتخابات ما دام ذلك فى صالح الوطن بغض النظر عن المال فأنا مستعد لمراقبة الانتخابات حالياً بدون مقابل ما دمنا فى عصر ما بعد القضاء على الفلول وأعتقد أن الإمام عندما يجلس فى اللجنة مثل القاضى النزيه عندما يرى أن هناك تلاعبا فى الأصوات من حقه إبلاغ القاضى المسئول عن اللجنة، وبالتالى يتم إغلاق اللجنة وهذا أفضل من أن نترك المنتدبين من إدارات ومديريات التربية والتعليم فقليل منهم محترمون وأكثرهم للأسف تعود على هذه اللعبة داخل اللجان يأخذ الرشاوى ثم يسود بطاقات الانتخابات لصالح فلول الـ"لا وطنى" .
خلاف بين أئمة الأوقاف حول المشاركة فى لجان الانتخابات
الأحد، 23 أكتوبر 2011 08:35 ص