بالفيديو.. نرصد عمالة الأطفال فى فرز القمامة بحى الزبالين فى المقطم

الأحد، 23 أكتوبر 2011 09:19 ص
بالفيديو.. نرصد عمالة الأطفال فى فرز القمامة بحى الزبالين فى المقطم صورة أرشيفية
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رصدت كاميرا اليوم السابع حياة أكثر من 250 طفلاً يعملون فى فرز القمامة وتصنيفها، فى حى الزبالين بمنطقة المقطم على بعد أمتار من قلعة صلاح الدين الإيوبى، وجوه شاحبة وملابس رثة عندما يقابلوك تعلو وجوههم ابتسامة طفولية لم تمحيها 12 ساعة من العمل بشكل متواصل بين قمامة المنازل وبقايا الأطعمة.

بابتسامة عريضة يقابلك أحمد 14 سنة فى مدخل مخزن كبير ملئ بأكياس القمامة السوداء، لا يظهر طوله من ارتفاعها، يطل رأسه عليك يخبرك بمراحل الفرز، قائلاً "إحنا بنجبها من تحت ونبتدى نفرزها كل نوع لوحدة، فمثلا علب الكانز فيها حديد وفيها ألمونيوم بنجمعها بالكيلو وتروح تتكبس وبعدين تتصدر على الصين".

ويقول أحمد إحنا أحياناً بنلاقى حاجات تضحك فى الزبالة، قائلاً "أنا فى مرة لقيت علبه فيها جوابات وصور وشكلها كانت بتاعة اتنين حبيبة سابوا بعض، وهيه زهقت فرمتها فى الزبالة، وقعدت يومين أقرى الجوابات وأضحك، وقلت أنا لو فى يوم حبيت واحدة مش هكتبلها ليكون مصيرها فى الزبالة زى دى".

فسألته يا أحمد هو أنت بتعرف تقرا؟ فرد بكل ثقة "طبعاً يا أبلة أنا فى 3 إعدادى وشاطر فى المدرسة كمان بس دى شغلة بعرف اطلع منها فلوس الدروس، وبتلاقى وقت يا أحمد للمذاكرة؟ آه طبعاً لما بروح بالليل باكل وأنام أروح المدرسة الساعة 7 واجى على الظهر وأكمل هنا لليل".

أحمد ليس الطفل الوحيد الذى يتعلم ويعمل فى وقت واحد، لكن هناك الكثيرون مثله ولكل واحد فيهم تخصصه فى الفرز، فشنودة 12 سنة متخصص فى فرز الورق والكارتون لكنه لا يكتفى بالـ50 جنيهاً اليومية، قائلاً "الكرتون والورق شغلة نظيف، بس متعب ويوميته يدوب بناكل بيها ونجيب السجاير واللى يتفضل دا لو اتفضل يعنى بديه لأمى، أصلنا مش عيال كل واحد فينا شغال فى حته بس كلنا فى المدرسة".

حين تجوب حى الزبالين ستستطيع بسهولة أن تميز أين يعمل هذا الطفل، وفى أى مرحلة للفرز، فمن تفوح منه رائحة القمامة يكون بيشتغل فى الفرز الأول يعنى من أكياس القمامة الخام، والغريب أنهم لا يلبسون أى شىء فى إيديهم، أو أقدامهم، سألت إحداهم وتسمى صابرين 15 سنة، وتعمل فى القمامة منذ 5 سنوات، الزبالة لما تيجى صابحة لازم نفرزها على طول عشان رحتها ماتتغيرش وتتعبلنا صدرنا، بس لو فيه زبالة جاية أصلا بايظة نفرزها بالأكياس النظيفة".

أما منى فهى طفلة لم يتجاوز عمرها 13 سنة، لكنها تعمل فى فرز القمامة مع أبوها وعمها منذ 5 سنوات، تجدها تجلس فى هدوء شديد ترمى ببصرها على قلعة صلاح الدين التى لم تزورها أبداً، قائلة "أنا بحب اشتغل هنا لأنى طول الوقت ببقى شايفة فيلم جهاد وسلامة وبتهيألى إنى ممكن أكون جهاد وتصمت ضاحكة أنا بهزر طبعاً، بس دايما بشوف القلعة وهيه بتفصلنا عن الناس، الحى هنا مليان ناس كتير بس كلنا شبه بعض".

لم تخلو مخازن أو بيوت فرز القمامة بحى الزبالين فى المقطم من الأطفال بكافة مراحل عمرهم، ويمكنك أن تشاهد طفلة لا تتجاوز 5 سنوات تحتضن بيدها نصف عروسة وجدتها داخل أحد أكياس القمامة، أو فستان مستعمل غسلته لها أمها وارتدته".

مروة ومنى وأحمد وعلاء ومينا وغباشة ومحمد وشنودة أطفال لا تتعدى أعمارهم الخمسة عشر عاما لهم دور مهم فى عمليات الفرز، ولهم أحلامهم وطموحاتهم التى تكسر حدود المقطم.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة