قالوا فى الأمثال العامية إن العدد فى الليمون، وهذا المثل ينطبق على أحوال الأحزاب السياسية قبل وبعد الثورة، فهى لا تزال كيانات ورقية هشة، ليس لها أرضية واقعية وأنشطة اتصالية بالجماهير، إلا أقل من ربعها الحالى! وكانت جميعها تحصل على تمويل سنوى من الدولة، وتصدر بعضها صحيفة شهرية أو أسبوعية أوشهرية أو سنوية، وكانت معظم هذه الأحزاب عائلية فى الأساس وليس لها تأثير على الحياة السياسية، علاوة على سيطرة الحزب الوطنى الحاكم المنحل على وسائل الإعلام الحكومية المختلفة ومقدرات الأمور داخل مصر، حتى صارت تجربة الأحزاب السياسية المصرية فاشلة تماما بسبب سيطرة الحزب الحاكم، المنحل، سابقا على المجالس النيابية والمحلية لمدة ثلاثين عاما، وبعد قيام الثورة المجيدة فى 25 يناير الماضى، بشهر تم حل الحزب الوطنى بحكم قضائى تاريخى شهير، وأصبحت عملية تكوين الأحزاب السياسية بعد الثورة هوية كل الأفراد الذين يطلقون على أنفسهم قوى سياسية، فأصبح هناك أحزاب متعددة ذات مرجعية دينية مخالفة للقانون والدستور.. بل أصبح هناك أحزاب شيوعية وأحزاب علمانية.. وأحزاب فنية مثل حزب تيسير فهمى.. وغيرها من الأحزاب التى وصل عددها إلى أكثر من سبعين حزبا حتى الآن! تماما مثل العدد فى الليمون.. بينما فى الولايات المتحدة الأمريكية يوجد حزبان فقط، وهما الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى، وفى بريطانيا يوجد حزب العمال وحزب المحافظين!!
الأدهى من ذلك هو ظهور 7 أحزاب سياسية جديدة منبثقة من الحزب الوطنى المنحل، أقامها قيادات من الحزب الوطنى سابقا.. والسؤال الذى يتبادر فى الأذهان بعد "هوجة" إنشاء الأحزاب السياسية بعد الثورة هو هل ستكون هذه الأحزاب، التى على كل لون يا باطستا، فاعلة فى الحياة السياسية وستعمل حقا على تحريك المياه الراكدة فى الحياة السياسية المتوقفة منذ 30 عاما بسبب احتكار الحزب الوطنى، المنحل، دائما للحياة السياسية عبر الإعلام الحكومى الفاشل!! وذلك من أجل ترسيخ دعائم الممارسة الديمقراطية للدولة المدنية المصرية بعد الثورة المجيدة فى 25 يناير، أم أنها ستفشل مثل أقرانها السابقة وتكون مجرد ديكور لتجميل مفاسد النظام الجديد وتأكيد شرعية ما يقوم به من ممارسات!! وتعمل من أجل السبوبة والمصالح الشخصية وتلقى تمويلا خارجيا وداخليا من هنا وهناك لتنفيذ أجندات معينة لجهات معينة أم أن الأمر سيظل محلك سر بسبب عدم تغيير الدستور بالشكل الذى يوافق عليه أطياف الشعب ويرضى طموحات الأفراد فى المستقبل القريب أم أن الأحزاب الـ70 ستصبح فى العدد كالليمون؟؟ تعمل على تهدئة الأعصاب فقط !!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد خالد
بجاحة...
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
و الشعب جاهز بالغربال (المنخل)