فى ظل تنافس الدول العربية على الخروج بمهرجاناتها السينمائية فى أفضل ثوب وإصرارهم على إقامة المهرجانات رغم كل ما تشهده الدول العربية من أحداث، فضل القائمون على مهرجان القاهرة السينمائى إلغاء دورته ونقل تبعيته من وزارة الثقافة إلى جمعية أهلية لا يعرف أحد حتى الآن ما هى رؤيتها المستقبلية لشكل المهرجان وكيفية إعادته لوضعه الطبيعى.
عن مستقبل المهرجان تباينت آراء النقاد الذين رأى بعضهم أن ريادة مصر ترجع لتاريخها الكبير ورصيدها المتراكم عبر زمن، فيما أكد آخرون أن المهرجانات العربية تتقدم بقوة، مثل دبى ومراكش والدوحة، وأصبحت أسماء كبرى وقبلة لفنانى العرب والعالم لما حملته فى السنوات القليلة السابقة من قيمة فنية عالية.
أكد المخرج السينمائى سعد هنداوى لليوم السابع، أن منافسة المهرجانات العربية لمهرجان القاهرة السينمائى هو أمر صحى ويفيد كل الأطراف بل أنها تدفع بالصناعة نفسها إلى الأفضل وحول انتقال إدارتها لجمعية أهلية قال هنداوى: من الطبيعى أن تكون إدارة المهرجان تابعة لجمعية أهلية فكل المهرجانات الكبرى والعالمية تتبع هذا النظام، فالدولة لا يجب أن تشرف على المهرجان لأنه أمر إبداعى ثقافى وأشار هندواى إلى أن الإشكالية الحقيقة ليست فى الإدارة ولكن فى طريقة الإدارة نفسها واعتبر هنداوى أن أفضل مهرجان فى المنطقة العربية الآن، هو مهرجان دبى لأنهم الأكثر احتراما ومهنية.
وأوضح الناقد عصام زكريا أن وزارة الثقافة لم تكن مسئولة عن المهرجان، لكنها كانت تمول جمعية النقاد والكتاب التى كانت تدير المهرجان، مشيرا إلى أنه من الأفضل أن تنتقل إدارة المهرجان لجمعية أهلية حتى تتفرغ له فلا يجب أن تتحكم الدولة فى الإبداع لأن ذلك يعنى الخضوع لكيان الدولة ويعود بالضرر على الثقافة.
وأشار إلى أن المنافسة مع الدول العربية محسومة من الأساس ومنذ فترة طويلة، موضحا أن المهرجان يجب أن يبدأ من الصفر، مضيفا أن مصر تملك من الكفاءات ما يمكنها من الارتقاء بالمهرجان، وأكد أنه مع إلغاء الدورة القادمة لأن النظام القديم مازال متحكم فى كل شىء فى مصر حتى المهرجانات.
فيما استنكرت الناقدة ماجدة خير الله إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى، لافتة إلى أن ذلك يؤثر بالسلب على إقامته فيما بعد، مشيرة إلى أن حجة عدم وجود موارد مالية، واهية، خاصة بعد استمرار مباريات كرة القدم، وإنتاج الأفلام الركيكة التى تم عرضها الفترة الماضية، والمسلسلات الرمضانية الركيكة.
وأضافت خير الله: "المهرجانات العربية وحتى المهرجانات العالمية تقوم على جودة الأفلام المصرية حتى إذا كانت تشارك خارج المسابقة الرسمية، لكنها تعطى قيمة للمهرجانات، والدليل على ذلك أن مهرجان أبو ظبى الذى أقيم مؤخرا عرض خلاله مجموعة من الأفلام المصرية .
وعن ترك وزارة الثقافة المهرجان لجمعية أهلية تدير المهرجان، قالت خير الله أن هذا سيعيق المهرجان من ناحية الدعم المادى الذى كان يحصل عليه من وزارة الثقافة، إضافة إلى التسهيلات التى كانت تقوم بها الوزارة فى الدعاية عن المهرجان، وكذلك تخصيص دار الأوبرا المصرية لإقامة حفل الافتتاح والختام وعرض بعض العروض، مشيرة إلى أن تخلى وزارة الثقافة عن المهرجان له إيجابية، وهى الحرية التى سيتمتع بها المهرجان، لافتة إلى أن الوزارة كانت تقحم نفسها فى شؤون لا دخل بها فى المهرجان مثل اختيار رئيس وفريق عمل المهرجان وهم الذين يختاروا الأفلام المشاركة فى المهرجان وبالتالى الوزارة لها يد فى اختيار الأفلام بشكل غير مباشر وهذا لا يصح.
وأكد السيناريست بشير الديك، أن مصر لها مكانتها ووضعها البارز والكبير ليس بين الدول العربية فقط ولكن فى العالم كله، مشيرا إلى أن مهرجان القاهرة السينمائى صرح كبير ويحمل أسماء كبير مثل سعد الدين وهبة وغيره وأضاف الديك: نظرتى للمهرجان مختلفة تماما عن معظم السينمائيين فأنا اشعر بتفاؤل كبير تجاه المهرجان أما عن الجمعية التى تتولى إدارة المهرجان فقال لا يهم من يدير المهرجان، لكن الأهم أن يخرج فى صورة جديدة عما كنا نراه سابقا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حسن
كي يستمر