العنوان ليس من بنات أفكارى لكنه جاء فى معرض شهادة الشيخ حافظ سلامة، أحد أبطال المقاومة الشعبية فى محافظة السويس عام 1973، تعليقا على ما حدث فى ذلك اليوم.
والبداية كما نعرف جميعا بدأت يوم 6 أكتوبر 1973 عندما اقتحم الجيش المصرى البطل قناة السويس، وحرر الضفة الشرقية للقناة ثم اضطر لتطوير هجومه جهة الشرق فى ظروف غير ملائمة، تخفيفا للضغط على الجيش السورى الذى ساء موقفه فى الجولان بعد بدايات رائعة.
استغل الإسرائيليون عدم وجود احتياطات كافية غرب القناة، نتيجة سحب معظم احتياطياتنا المدرعة للمشاركة فى تطوير الهجوم واستغلوا وجود فاصل بين الجيشين الثانى والثالث وبضربة حظ مذهلة تمكنوا من المرور والعبور المضاد إلى الضفة الغربية، فيما عُرف بالثغرة.
وتكبد الإسرائيليون فى الحقيقة خسائر فادحة وهم يتقدمون على الضفة الغربية من القناة حتى كاد قائدهم الشهير شارون ذاته أن يقتل، لكنهم تمكنوا من تدمير كثير من قواعد الدفاع الجوى غرب القناة، مما أعطى طيرانهم المتفوق عدديا وتكنولوجيا السيطرة الجوية على منطقة واسعة بين جنوب الإسماعيلية والسويس.
كان الهدف الرئيسى احتلال مدينة السويس التى لها اسم عالمى ويعنى احتلالها تفريغ النصر المصرى المدوى من مضمونه وتكريس نظرية الجندى الإسرائيلى الذى لا يقهر.
حاصر العدو المدينة من جميع الجهات بمئات الدبابات والآليات المدرعة، وظل يدكها بالطيران والمدفعية أياماً كاملة.
كان بالمدينة بضعة آلاف من المواطنين الذين آثروا عدم الهجرة إلى باقى ربوع مصر، بالإضافة إلى بعض موظفى شركات البترول وغيرها، وكذلك بعض جنود مؤخرات الجيش الثالث الذين كانوا يقاتلون العدو أثناء تقدمه جنوبا قادما من اتجاه الإسماعيلية.
كما قام الجيش الثالث المتمركز أمام السويس على الجانب الآخر من القناة بدفع بعض أفراد قنص الدبابات إلى داخل المدينة.
الموقف فى السويس كان سيئا للغاية من حيث الإمدادات والذخيرة والأسلحة الخفيفة مقابل جيش جرار بكامل معداته وطيرانه المسيطر على المعركة، كل الشواهد والدواعى كانت تؤشر لسهولة احتلال المدينة خلال ساعات لكن كان لشعب السويس رأى آخر..
قام الشيخ حافظ بالآذان داخل المسجد.. حى على الجهاد.. حى على الجهاد.. اندفع أبناء هذا الشعب البطل إلى كافة أرجاء طرق اقتراب العدو يعدون الكمائن غير مبالين بشىء غير الدفاع عن كرامة وشرف هذه الأمة.. لا يطلبون غير النصر أو الشهادة.. لا يريدون ثمناً ولا فخرا ..لا يبغون إلا وجه الله.
دخل العدو بدباباته حتى بلغ وسط المدينة فى سكون تام وهدوء دفع قادة الدبابات للخروج من أعلى دباباتهم وهم واثقون من كونها مجرد نزهة بعد معارك حامية الوطيس خاضوها للوصول إلى هدفهم المنشود.. ثم انفتحت أبواب الجحيم.. المدينة كلها تطلق نار غضبها على ذاك المحتل الغاصب.. قذائف مضادة للدبابات وبنادق صغيرة متخلفة وقنابل صغيرة وحجارة وحصى وكل ما تيسر.
لحظات وطارت أبراج الدبابات واحترقت السيارات المدرعة وتخبطت الدبابات محاولة التقهقر الذى أصبح أملا بعيد المنال فلقد صمم شعب السويس الأبى على تلقين العدو درسا لم ينسه حتى الآن، حتى تحول فيما بعد إلى عقيدة قتالية لدى هذا الجيش الغاصب مفادها تجنب حرب المدن.
لم أكتب هذا المقال لأغرق فى التفاصيل فلا يتسع المجال هنا لذكرها.. فبطولات شعب السويس كثيرة وخصوصا شهداء هذا اليوم الفذ من أيام الجهاد.
وللأسف لا يتسع المجال لذكر أسماء شهداء ذلك اليوم وبطولاتهم الخارقة، لكنها تحية لشعب السويس البطل الذى دافع عنا جميعاً وأدى واجبة خير نداء عندما استغاث به شرف الأمة.
لم يجرؤ العدو على دخول المدينة مرة أخرى بعدما خسر عشرات القتلى وأصبحت دباباته المحترقة التى تُركت فترة طويلة فى أماكنها على الهويس وفى بورتوفيق والأربعين وأمام شارع شميس وأمام السينما وقسم الأربعين شاهدة على عظمة هذا الشعب.
ظلت هذه المدينة محاصرة مائة يوم فى ظل نقص المياه والأدوية والطعام، لكنها لم تتوقف يوما عن مقاومة العدو وقتل وأسر جنوده الذين يحاصرونها فأصبحوا كأنهم المحاصَرين.
تحية للسويس وشهدائها وشعبها فى يوم 24 أكتوبر.
خالد عبيد حسين يكتب: يوم 24 أكتوبر السويس ركبت دماغها!
السبت، 22 أكتوبر 2011 09:44 م
صورة من معارك المقاومة الشعبية فى السويس عام 1973
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود احمد
يا ريت
عدد الردود 0
بواسطة:
م. محمد إبراهيم
تحيه عطره لشعب السويس البطل
عدد الردود 0
بواسطة:
م. محمد إبراهيم
تحيه عطره لشعب السويس البطل
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
الف سلام وتحية لاهل السويس الشجعان
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فاضل
بطولات نتمنى ان تدووووم
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس الاستشاري/ فتحى جبر
الى اهلي ويا احبتي يا أهل السويس الغالية
عدد الردود 0
بواسطة:
حميدو
خلص الكلام ...
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى المصرى
من طنطا للسويس
تحية لأهالينا فى السويس وكم نفخر بهم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أحمد عطيفى
85 ش بدر القاهرة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو محمود
شعب باسل
نحن شعب صغير و لكنه باسل............