تركيا.. الدولة العثمانية التى كانت لها السيادة على الدولة العربية، بل كان ينظر إليها أنها جزء لا يتجزأ من العالم العربى والإسلامى، وليس أدل على ذلك بأن القرن الماضى الذى شهد عصر الثورات التحررية فى العالم العربى كانت ثورتها للتخلص من الاحتلال الغربى، وكان ينظر إلى تركيا (الدولة العثمانية) كمقر للخلافة الإسلامية، إلا أن تركيا شهدت فترة من الغياب عن العالم العربى، وذلك فى فترة تبنيها للفكر العلمانى على يد مصطفى كمال أتاتورك، والذى حولها من دولة تتخذ من الديانة الإسلامية منهجا إلى دولة تدعو إلى التحرر فى كل شىء، فاختلف طريقها ومنهجها وعاداتها وتقاليدها عنا، فحدث شرخ كبير بين الشعوب العربية وتركيا لم يتم مداواته إلا فى الفترة الأخيرة، وتحديدا منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية ذو الاتجاه العربى والإسلامى بقيادة عبدالله جول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان مقاليد الحكم، والذى بدا عليهم من الوهلة الأولى أنهم يريدون الرجوع إلى الحقبة العثمانية والعودة لأحضان الأمة العربية.
ولكن لا يمكننى التأكيد على أن التقارب التركى من العرب هو هدف أسمى لجول أو أردوغان، خاصة وأن تركيا منذ فترة طويلة تشهد محاولات مضنية من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، بل إنهم قدموا كل ما يمكنهم تقديمه بشأن الانضمام إليهم، ومازالت محاولاتهم مستميتة من أجل الانضمام لهذا التحالف الأوروبى، وإنى أخشى وأخاف كل الخوف أن يكون هذا التقارب ليس سوى محاولة من جانب تركيا للضغط على الأوروبيين من أجل الموافقة على انضمام تركيا لحلفهم.
كما لا يمكننى التشكيك بأن جول وأردوغان قدما الكثير من الأدلة التى تدل على نهجهما الإسلامى والعربى، بداية من عدم تمسكهما بالنهج العلمانى فى حكمهما، وكاد يتسبب ذلك فى انقلاب عسكرى عليهما من بعض قادة الجيش، كما أن لتركيا مواقف إيجابية تجاه بعض القضايا العربية، لعل آخرها طرد السفير الصهيونى ووقف كل اتفاقيتهم مع هذا الكيان الصهيونى، فضلا عن موقفها من قضية أسطول الحرية، والتى تمسكت بضرورة محاكمة من اعتدى عليه، وتقديم اعتذار رسمى، فضلا عن استمرارها فى إرسال المساعدات للفلسطينيين، ومحاولاتها فك الحصار عن غزة.
كذلك لا ننسى الموقف الرائع الذى اتخذه أردوغان تجاه الصهيونى شيمون بيريز فى مؤتمر دافوس عند تركه المنصة، وغادر المؤتمر احتجاجا على العدوان على غزة، كما أن لتركيا أيضا العديد من المواقف المهمة، لعل أهمها أنها أول من انتفض لإنقاذ الصومال من المجاعة التى قد تودى بحياتهم، وغيرها من المواقف الإيجابية لتركيا فى مختلف القضايا العربية، والتى تحسب لهم، لعلى أتمنى فى نفسى أن تكون ما بدأته تركيا هو بداية حقيقية لمزيد من التماسك والتقارب الإسلامى، وليس ضغطا من أجل الانضمام إلى التحالفات الأوروبية، وتكون عودة تركيا الدولة الإسلامية لأحضان الأمة العربية عودة حقيقية، لأن ذلك سيزيد من قوتنا تجاه الغرب، فتركيا دولة لها مكانتها وتاريخها العريق.
أيمن جمال مشيمش يكتب: تركيا بين العربية والأوروبية
السبت، 22 أكتوبر 2011 03:23 ص
رجب طيب أوردغان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
العرب كلهم واهمون للأسف !
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه حسن - المانيا
العثمانيــــــــون الجــــــــــــــدد ........
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
تركيا لالالالالالالالالالالالالا
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
تركيا ... وايران ... استراتيجيه واحده .
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن جمال مشيمش
يجب ان نعرف من نحن........
عدد الردود 0
بواسطة:
masry mohager
.........
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
تعليق 6 ولجميع القراء
عدد الردود 0
بواسطة:
masry mohager
.............
عدد الردود 0
بواسطة:
masry mohager
................
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
لا بأس من بعض اختلاف في وجهات النظر