ماسبيرو
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أَنْتَ يا رَبُّ عَرَفْتَ.. اذْكُرْنى وَتَعَهَّدْنِى وَانْتَقِمْ لِى مِنْ مُضْطَهِدِىَّ. بِطُولِ أَنَاتِكَ لاَ تَأْخُذْنِي. اِعْرِفِ احْتِمَالِى الْعَارَ لأَجْلِكَ" هذا لسان حال كل من قتلوا فى أحداث ماسبيرو ظُلماً أو بصورة عشوائية .. طوبى لشهدائنا المسيحيين والمسلمين فى "موقعة ماسبيرو" وشهداء الثورة جميعا، لهم رحمة ومغفرة من الله، ونطلب منه سبحانه أن يسكب سلاماَ ومحبة على أرض مصر كلها.
بعد ما شاهدناه من أحداث فى قريتى الكُشح وعزبة النخل، وكنيسة القديسين وأخيرا أحداث ماسبيرو، لم يعد الألم أمراَ يتعلق بالجسد، بل أحزاناً تسببت فى شرخ بجدار الوطن، أخشى أن لا تُنسى وتظل محفورة داخل قلوبنا جميعاً.
لست بصدد اتهام أحد بعينه، فمازالت هناك تحقيقات آمل أن تتوصل إلى من كانوا وراء هذا الحدث المفجع والمؤلم لكل إنسان يعيش على أرض هذا الوطن. لكن الأمر ليس بعيدا عن ثالوث جد خطير، بدايته الاحتقان الطائفى بين المسلمين والمسيحيين، والصراع القائم على تولى السلطة بين الأحزاب والفلول، مروراً إشاعة الفوضى وغياب الأمن والأمان. هو ثالوث الخطر الذى أشعل نيران ماسبيرو وسيؤدى إلى هلاك مصر إن لم ننتبه.
أحزاب .. وفلول
عزيزى القارئ، أعلم أنك، مثلى، سئمت كلمة فلول، لكن هذا واقعنا الحالى! الصراع القائم على الرئاسة بين الأحزاب الحالية والحزب الوطنى المنحل، هو أحد الثالوث الذى يهوى بمصر إلى متهات لانهائية. هناك أحداث ملتوية تهدف لتفجير وتفكك النسيج الداخلى وإصابته بفيرس الفتنة الداخلية التى إن استمرت فلن يكون هناك فارق بين لغتنا ولغة الحيوانات. إن الأمر يتطلب سرعة عزل كل من تورط فى إفساد مصر سياسيا، من الحياة السياسية والضرب بيد من حديد والتصدى لكل من يريد بمصر السقوط فى الهاوية. إن ما يحدث الآن هو نصف عنف قد يكون مرحلة انتقالية فى تطوير مصر نأمل أن لا نصل إلى العنف الكامل، لأننا إذا وصلنا إليه لن ندرك سوء العاقبة. هؤلاء الفلول خطر يهدد مصر، والبناء من جديد يحتاج إلى هدم ثم تنظيف الواقع، دون الاعتقاد فى يوتوبيا سياسية فى الوقت الحالى.
فوضى
إن الفوضى تشكل أحد الإغراءات الكبيرة والباهرة للفكر البشرى.. لا يوجد اختلاف بين الفوضوى والمتعصب أو المتدين بدون فهم صحيح وتطبيق فعلى لواقع الدين، كلاهما يؤدى للعنف.. والعنف هى اللغة المشتركة التى تجعل كلا منهما يقول "إنى أثبت ذاتى ضد الجميع وضد كل شىء"، وكلاهما نسى أن إثبات الإنسان لذاته يكمن بقبول الواقع. من وقت أن بدأت الثورة ظهرت ظاهرة إشاعة الفوضى والغياب الأمنى المتعمد، وكأنها أمر أصدره رأس النظام المخلوع ولا رجوع فيه، حين قال "إما أنا أو الفوضى"، ولكن يبدو أن اختيارنا للفوضى يدفع ثمنه الكثير من أبناء الوطن الغالى، وهذه الفوضى ليست سوى فعل أناس يعبثون بالمقدسات ويريدونها فتنة ونار فى ظل غياب الأمن، هذا الضلع الثالث الذى يهدد ويعطل مسيرة الإصلاح. وعدم إدركنا لهذ الخطر سيؤدى إلى كثير من الأحداث الشبيهة بأحداث ماسبيرو، بل أشد عنفا وتفرقة وتقطيعا فى جسد الوطن، والخوف كل الخوف من ثورة "شعب ضد شعب" تحرق من غير حساب!
إن صياغة الواقع تكمن فى التفاعل بين جميع الأطراف فى المجتمع، مسلم، مسيحى، وحتى الفلول. التفاعل الذى من خلاله نُعمل العقل لنصل إلى الأحلام والأهداف.. فنحن نتشكل على مدار الوقت بما نصنع وهذا هو العنصر المبشر فى جنس البشرية. لذلك إن صياغة الواقع فى الأساس هى عملية لا يمكن فهمها دون تفاعل نسيج المجتمع بأكمله. وحدنا نستطيع أن ندع الخلافات تموت بدلا منا.. كما نستطيع أن نهدم أى محاولات وأى مخططات مندسة بالنقد البناء. ونبذ النقد العنيف الذى لا يزال يستخدم حتى الآن.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر
ميسبيرو
عدد الردود 0
بواسطة:
anwaar
معاك حق