استعرض الكاتب البريطانى بيتر أبورن مظاهر الأمان التى بدأت تعود شيئا فشيئا منذ بداية شبه السيطرة على مدينة سرت، معقل معمر القذافى، قائلا: "يمكننا أن نرى الأطفال يلعبون فى الشوارع، لأن الحراسة المشددة لوزير الخارجية البريطانى وليام هيج المكونة من ست سيارات قطعت طريق طرابلس المركزى لعقد اجتماع مع مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا".
ولفت الكاتب البريطانى إلى ما حدث فى العراق وأفغانستان، موضحا أن تغيير النظام كان الجزء الأيسر من العملية، ولكن ما يتبع ذلك هو الأكثر تعقيدا، مضيفا "لم يكن بإمكان المعارضة الليبية البدء بتشكيل حكومة انتقالية قبل سقوط سرت ومقتل معمر القذافى، أو اعتقاله، وقد تحقق ذلك الآن، فماذا بعد؟".
الكاتب أكد أن السيطرة على العاصمة طرابلس تتقاسمها مجموعات مختلفة من رجال الميليشيا، ليست مختلفة فقط فى منشأها ولكن بعضها تعتنق أيديولوجيات متناقضة، مشيرا إلى أن موقف هؤلاء المقاتلين من مصطفى عبدالجليل ليس موحدا، ولا يعتريه الإعجاب، بل قد يصل حدود الاحتقار، وتساءل: على ماذا سيتحدون؟. وتابع: إن هناك خطة ستقدم منح للميليشيات للعودة إلى الحياة المدنية، وبدء أعمال تجارية جديدة.
وتساءل بيتر أبورن: "من سيتحكم بالمليارات التى كان سيف الإسلام القذافى يتصرف بها كأنها حساب شخصى؟ من سيستمتع بالاستراحات المرفهة التى كانت تستخدمها عائلة القذافى؟ ومن سيدير احتكارات الدولة ويحصل على العمولات الضخمة؟ من ستكون النخبة السياسية فى البلاد؟".
وأوضح أبورن أنه لم تكن هناك حاجة للإجابة على هذه الأسئلة أثناء الحرب، إذ كان الثوار متحدين على قضية مركزية هى القضاء على نظام القذافى، أما الآن وقد تم ذلك فإن الخلافات ستظهر على السطح، على حد رأيه.
وختم بقوله "لم يكن هناك أى شك، منذ أن دخل حلف شمال الأطلسى (الناتو) الحرب الدائرة فى ليبيا، من أن القذافى سينهزم فى مرحلة ما".
القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة