ليه؟
لأنه وقف أمام الرصاصة التى أطلقها القاتل.
هل هذا معقول؟
طبعاً معقول جداً، فهذا ما حاول عضوا المجلس العسكرى اللواءان محمد العصار ومحمود حجازى أمس إقناعنا به، فى حوارهما مع الزميلين منى الشاذلى وإبراهيم عيسى، الذى أذيع على قناتى دريم والتحرير، بل وشعرت أحياناً أن الأمر فى جوهره ليس محاولة للإقناع، بل يمكنك استنتاج أن وراء ما قاله اللواءان مع كامل الاحترام لهما وللمجلس العسكرى منطق " هوه ده إللى عندنا".
أولاً، المجلس العسكرى ليس متهماً بالقتل، رغم شهود العيان ورغم الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت، ولكنه ضحية مثل الضحايا، فى حين أنه جيش ويملك جنودا وضباطا ومدرعات وسلاحا .. الخ، ولو افترضنا جدلاً أن هذا صحيح، فهذه مصيبة لعدم قدرته السريعة على ضبط أى انفلات أمنى، والمصيبة الأكبر هى أن المجلس العسكرى ومعه وزارة الداخلية عملهما الأساسى هو حماية المتظاهرين أثناء ممارسة حقهم البديهى والطبيعى فى التعبير عن رأيهم، من أى بلطجية ومن "الفئة المندسة"، والتى يتهمونها دائماً بكل المصائب التى نراها، ومن قبلهم كان يتهمها الرئيس السابق مبارك، والرئيس الأسبق السادات رحمه الله.
فأين البلطجية الذين اعتدوا على المتظاهرين أمام مسرح البالون وفى ميدان التحرير وفى العباسية .. الخ؟!
ثانياً، البلد حالته فى غاية السوء وخاصة من الناحية الاقتصادية، والسبب ليس الإدارة السياسية للمجلس العسكرى، وليس السبب رئيس الوزراء ووزراءه ، هكذا قال وأكد عضوا المجلس العسكرى أمس، ولكن السبب هو الشعب " إللى عمال يتظاهر ومش عايز يشتغل".
إذن فالقتيل " هوه إاللى غلطان" لأنه وقف أمام الرصاصة.
