بعد نجاح ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير ظهرت كيانات سياسية لكونها شاركت فى الثورة بطريقة أو بأخرى وجعلت شعارها الثورة أولاً، ولكن هناك كيان هلامى نشأ فى ظروف وتحت شعار الكعكة الساخنة أولاً، ألا وهو كيان المرشحين المحتملين للرئاسة، ونعتقد أنه اختراع مصرى محض ولا نظير له لا فى الشرق ولا فى الغرب، ومن المعروف ومن المألوف أنه فى البلاد العريقة فى الديمقراطية يكون رئيس الحزب الذى فاز بأكثرية المقاعد البرلمانية ومن يليه هما مرشحا الرئاسة فى هذا البلد، ولكن أن يظهر نفر ويعلنون عن أنفسهم بأنهم المرشحون المحتملون للرئاسة حتى قبل تحديد موعد الانتخابات الرئاسية، فذلك هو العجب العجاب، وبكل الأسف والأسى لو استطلعت رأى الناس البسطاء ـ وهذا قد حدث فعلاً ـ لسمعت الأعجب والأغرب أن رد غالبية المستطلعين (بفتح اللام)، أنهم لا يرون أحد يصلح للرئاسة من بين هؤلاء، وكثير من الناس لهم رأى أشد غرابة وعجباً وهو أنهم لا يريدون رئيساً للبلاد البتة ويكفى رئيساً للوزراء وكفى، لما سببه الرئيس السابق من خراب ودمار ونهب وبيع لمقدرات البلاد له ولنجليه ورجاله، كما أن هذا المنصب مكلف وعبء كبير على ميزانية الدولة وهو يكلف البلاد مليارات الجنيهات سنوياً دون جدوى، والبعض يفضل رئيساً غير معلوم الاسم وبلا صلاحيات كالهند وإسرائيل، والمرشحون المحتملون للرئاسة فى مصر يعتقدون أنهم سينعمون بالشنة والرنة، والسلطان والهيلمان، وقد يجدون شيئاً باقياً يلهفونه ويهربونه فى بنوك العالم، وهذا عشم إبليس فى الجنة، وقد يحدث هذا ولكن عندما يشيب الغراب وكما يقول الظرفاء فى المشمش، ومن المضحك أيضاً أنهم يعقدون مؤتمرات ويصيحون ويجهدون أحبالهم الصوتية ويطالبون الوزارة والمجلس العسكرى بطلبات وينتقدون الوزارة والمجلس العسكرى فى مقولات ثبت كذبها والرد عليها، ومما أضحك كثير من الناس أن أحدهم صرح بأنه منذ بداية الثورة وكان يقف فى هذا المكان من ميدان التحرير وسمعه كثير من الصحفيين والإعلاميين قال بعد سماعه لبيان المجلس العسكرى الأول الذى أكد مشروعية الطلبات وأنه يتفهمها ويتبناها وأنه سيحمى المتظاهرين أن ما سمعه سيادته هو انقلاب عسكرى، رغم أن هذا البيان من البيانات التاريخية التى ساعدت على نجاح الثورة وعلى تنحى الرئيس، ولم يقل بمقولته الخائبة هذه سواه من الخمسة وثمانين مليوناً من المصريين والثمانية مليارات انسى من سكان الكرة الأرضية، ولو كان بيان الجيش الأول قال بحمايته للشرعية الدستورية وللرئيس المنتخب وأنه سيحمى رئيسه لسبحت مصر فى حمامات دم وحتى يومنا هذا وقد لا يظهر من هذا المرشح المحتمل للرئاسة سوى أذنيه الجميلتين، والذى أعرفه ويعرفه جميع الذين يخططون لأى انتخابات محلية أو برلمانية أن الخطوة الأولى هو كسب رضا عمدة الناحية، وعمدة الناحية الآن هو المجلس العسكرى وكان من الفطنة أن يكون المرشح للرئاسة فى حالة تصالح مع المجلس العسكرى وخاصة أن هذا المجلس يحظى بحب واحترام ورضا تام وكامل وتأييد مطلق من جموع الشعب المصرى، ولكن أن يبنى المرشح دعايته الانتخابية من الآن بالهجوم على المجلس العسكرى بحق وبدون وجه حق وبطريقة كما يقول البسطاء ( التخبيط فى الحلل )، لينالوا رضا الثوار والنشطاء السياسيين والمفكرين والمحللين، فهذا نوع من الغباء السياسى، وهذا ما أطاح بالبرادعى والبسطاويسى وحازم صلاح أبو إسماعيل وأيمن نور وبثينة كامل، وبدون أن يدروا أنهم خرجوا من الدورى بدرى بدرى، ولا يوجد عاقل فى مصر يعطى صوته لمرشح رئاسة لمصر وهو ليس على وفاق مع جيش مصر، الحامى للبلاد وسيفها ودرعها، ومن يهاجم جيش مصر ويتمنى زواله وتفكيكه بعد دورة العظيم فى ثورة 25 يناير فهو ناكر للجميل وجاحد ومن ليس له خير فى جيشه فليس له خير فى أبناء وطنه ولا يستحق الرئاسة، فجيش مصر صخرة صماء قديمة من أيام تحتمس وسيظل فى رباط إلى أبد الآبدين ومن خير أجناد الأرض أما الرئيس فإن مدته أربع سنوات فقط ويرحل وينتخب غيره وبعد أربع سنوات أخرى يرحل وينتخب غيره ولن ينتخب الرئيس لفترتين أبداً حتى تضيع مرارة ما فعله الرئيس السابق وغصت به حلوق المصريين، ولو ظل مرشحو الرئاسة على حالهم وأعدادهم وعلى ما هم عليه، فإن النتيجة المتوقعة والتى سيعلنها السيد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز إبراهيم هى أنه لم ينجح أحد ويفتح باب الترشيح مدة أخرى لمرشحين آخرين وقد تخرج عشروميات أى مليونيات لتطالب باحترام رأى الشعب فى عدم رغبته فى رئيس للبلاد .
إسماعيل كاشف يكتب: حزب "المرشحون المحتملون للرئاسة"
الخميس، 20 أكتوبر 2011 05:57 م
اجتماع لمرشحى الرئاسة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود المصرى
من لة الحق فى الكلام باسم المصرين
عدد الردود 0
بواسطة:
mando
لم تنصف
عدد الردود 0
بواسطة:
hamada
عواجيز الفرح