> قرأت بدهشة ما نشرته الزميلة «التحرير» عدد الأمس الأربعاء 19 أكتوبر 2011، فى صدر صفحتها الأولى، نقلا عن مصادر من المجلس العسكرى - لم تحدد اسمها - يقول المصدر:
إن المجلس يرفض التعجل فى إصدار قانون العزل السياسى، لما يمثله القانون من تداعيات قد تؤدى لحرمان فئة من المجتمع من حقوقها «السياسية».
>يضيف المصدر العسكرى، أنه يستلزم التأكد أولا من توافر كل الضمانات لعدم الافتئات على حقوق أصيلة من طرف منافسين، أو خصوم، لإقصاء خصومهم!!
> وأحسب أن هذا التصريح مقبول شكلا، لكنه موضوعا يحتاج لمناقشة تتصل بموقف المجلس مما وقع بحق فئة من المجتمع من جانب منافسين حاولوا إقصاء هذه الفئة!
> هل يضن المجلس بمثل هذا الحرص على الحقوق والحريات وحمايتها من شهوة الانتقام من المنافسين على أسماء مثل: خيرت الشاطر، ورفاقه، ومختار نوح، وأيمن نور، ومئات غيرهم، بينما يبدى كل هذا الحرص على رجال الوطنى تحسبا ألا يكون الإبلاغ عنهم بدافع الإقصاء أو المنافسة؟!
> هل كانت القضايا التى تلفق للخصوم طوال سنوات حكم مبارك، على سبيل الترفيه مثلا أم كانت انتقاما وثيق الصلة بشهوة الإبعاد والإقصاء وبدافع من منافسة وصراع سياسى ولا شىء غيره؟!
> لماذا لا يثبت المجلس الموقر أنه إصلاحى، فيبدأ بإصلاح ما أفسده مبارك ورجاله وعهده وظلمه قبل أن يفكر فى أن يحمى هؤلاء من شبهة الإقصاء - الذى مارسوه - على خلفية المنافسة؟
> هل يعرف المجلس العسكرى، أنى لم أقتل، ولم أسرق، ولم أظلم، ولم أتاجر فى قوت الشعب وديونه، ولم أخالف يوما ضميرى، فلم أصفق لما ينبغى أن أعارضه، ولم أعارض ما ينبغى أن أقبله، ولم أقدم يوما أى انتماء على انتمائى لهذا الوطن؟!
> هل يعرف المجلس العسكرى، الذى لم يؤرقه حرمانى من حقى فى العمل، وحقوقى السياسية، بقدر ما يؤرقه ألا يظلم من ظلمونى!! إنى لم أظلم بريئا، ولم أقس على ضعيفا، ولم أسع يوما لغير حقى الذى حرمت منه سنوات قبل الثورة!! وبعدها؟!
> أنا لم أسع للإفلات من عقوبة قضيت منها أربع سنوات ظلما فى سجنى بشجاعة وصبر، لكنى أرفض اغتيالى مدنيا وتجميد حقوقى، إمعانا فى ظلمى وإقصائى الذى كنت أفهم مبرره قبل الثورة!! وبات ملغزا ومحيرا بعدها..
> هل يعرف المجلس العسكرى أنه أهم من حماية رجال الوطنى من احتمالات التعرض لظلم هو رد مظالمهم التى أوقعوها بحق غيرهم وإصلاح ما أفسدوه فى سنوات حكمهم؟
> أليس اغتيالا - بلا دم - أن تقضى برحمان إنسان من حقه فى الحياة، فى العمل، فى الرأى، والتمثيل، والانتخاب، ثم تقول إنه يتنفس؟!
> هل من العقل أن يعاقب شخص بعد انتهاء مدة العقوبة على جريمة ملفقة، بينما يترك من ارتكب كل الجرائم حرا طليقا، بدعوى خشية إيقاع الظلم؟!
> إن العدالة وفقا لهذا الفهم هى الظلم ذاته!! بل هى أبشع أنواع الظلم!!
> عندما تقوم ثورة ولا ترد الحق لأصحابه.. فعلينا أن نسأل عن موعد قيام الثورة القادمة!
أيمن نور يكتب: هل يعرف المجلس العسكرى موعد الثورة؟!
الخميس، 20 أكتوبر 2011 08:06 ص