وزير الخارجية لوزيرة ألمانية: مصر عازمة على مواصلة المسيرة الديمقراطية

أكد وزير الخارجية محمد عمرو خلال استقباله كورنيليا بيبر وزيرة الدولة للشئون الخارجية الألمانية اليوم الأحد، على أن مصر حريصة على إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى أجواء تتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم بحرية كاملة، واعتزامها مواصلة المسيرة الديمقراطية من خلال الحوار والتوافق مع كافة قوى الشعب المصرى.

وصرح المستشار عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية استعرض مع المسئولة الألمانية عملية التحول الديمقراطى فى مصر، حيث شرح خريطة الطريق التى تسير عليها الحكومة المصرية لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ووضع الدستور الجديد للبلاد.

من جانبها، أكدت كورنيلا بييبر، وزيرة الدولة للشئون الخارجية الألمانية، عقب لقائها وزير الخارجية محمد عمرو ظهر اليوم الأحد، أن ألمانيا لديها أمل كبير فى أن مصر ستجد الطريق نحو الديمقراطية والحرية ونأمل أن تكون هناك انتخابات ديمقراطية وحرة فى مصر.

وقالت المسئولة الألمانية التى تقوم حاليا بزيارة لمصر لبحث آفاق التعاون المشترك فى مختلف المجالات، إنها بحثت مع وزير الخارجية محمد عمرو مستقبل مصر، موضحة أن زيارتها لمصر تأتى خلال احتفالات ألمانيا باليوم الوطنى لإعادة توحيد ألمانيا. وقالت إن إعادة توحيد ألمانيا تذكرنا بالربيع العربى وأضافت أنها تحدثت فى هذا الموضوع مع وزير الخارجية محمد عمرو، بالإضافة إلى التنسيق بين الجانبين.

وأشارت إلى أن استثمار ألمانيا للكثير من الأموال فى مجال التعليم والمدارس والجامعة الألمانية بالقاهرة، موضحة أن بلادها تتطلع لأن يكون لدى الشباب المصرى آفاق كبيرة فى بلدهم.. وهذا أمر هام للغاية للأجيال الشابة هنا فى مصر على حد قولها.. وقالت إن هناك أساسا جيدا للتنسيق للقيام بذلك فى مجالات التعليم والثقافة والعلوم.

وفيما يتعلق بإعادة السياحة الألمانية إلى مصر قالت كورنييلا بييبر إن السياحة الألمانية الوافدة لمصر هى من بين أهم الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، ومصر يزورها سنويا أعداد ضخمة من السياح الألمان. وقالت إنها قامت شخصيا بزيارة لمصر للسياحة قبل عشرين عاما. وقالت إن لديكم فى مصر بلدا رائعا يحبه الألمان ولديكم ثقافة عميقة وتاريخ عظيم يجعل الألمان يحبون القدوم لمصر وينهلون من ثقافتها العميقة وتاريخها العظيم. وأضافت أنه إذا ما تطورت مصر فى المستقبل فى اتجاه الديمقراطية والحرية سيكون لديكم أعداد أضخم من السياح من ألمانيا ومختلف دول العالم.

وأوضحت أن ألمانيا ستنفق 240 مليون يورو، موضحة أنه من المهم للغاية أن نستثمر أكثر من مائة مليون يورو فى عملية الشراكة من أجل التحول، وهذا يعنى أننا سننظم مشروعات فى مجالات التعليم والعلوم والثقافة.. وهناك استثمارات ألمانية بالفعل فى السابق، وقد بدأنا فى ذلك عقب الربيع العربى، كما أننا استثمرنا أموالا كبيرة قبل أن يكون لديكم الربيع العربى والمثال على ذلك الجامعة الألمانية بالقاهرة. ونريد القيام بالمزيد وهذا أمر إيجابى طيب لمستقبل بلدكم، مؤكدة أن مصر دولة فى شمال إفريقيا وفى إفريقيا كلها يمكن أن توضح للعالم أن الدول الإفريقية تتطور باتجاه الحرية والديمقراطية ولديكم القوة لذلك ويجب أن تظهروها للشعوب والدول الأخرى.

وشددت الوزيرة الألمانية على دعم بلادها الكامل لعملية التحول الديمقراطى فى مصر، مشيرة إلى أن بلادها كانت فى مقدمة دول الاتحاد الأوروبى التى دعمت الربيع العربى، موضحة أن ألمانيا قررت تخصيص 100 مليون يورو لدعم التحول الديمقراطى فى كل من مصر وتونس، بما فى ذلك من خلال تأهيل الشباب من خلال التعليم لتمكينهم من المشاركة فى بناء مستقبل بلادهم، كما أشارت إلى اعتزام بلادها زيادة المنح الدراسية المقدمة لطلاب الجامعة الألمانية بالقاهرة.

ومنذ بدء الثورة، تتخذ ألمانيا توجها داعما للاستقرار فى مصر، وذلك من خلال حرصها على تكثيف التعاون التنموى بين البلدين، كما أيدت قرار وزراء التنمية فى الاتحاد الأوروبى فى 22 فبراير الماضى بإنشاء صندوق لدعم عمليات التحول الديمقراطى فى شمال أفريقيا.

وشهد التبادل التجارى بين البلدين تطورات كبيرة، حيث بلغ العام الماضى نحو 4 مليارات دولار، بصادرات مصرية لألمانيا بقيمة مليار دولار، بزيادة قدرها نحو 15% عن عام 2009، ورغم الظروف السياسية والاقتصادية التى مرت بها مصر عام 2011 فقد سجل التبادل التجارى بين البلدين خلال الربع الأول من العام الحالى زيادة بنسبة 45% عن العام الماضى.