وأنا فى ميدان التحرير فى جمعة «استعادة الثورة».. استعدت من ذاكرتى المثخنة، قصة لطيفة، ذكرها لى منذ أيام أستاذ فى طب العيون وزميل لنا فى حزب الغد الجديد، قال فيها:
«رجل أحول أمسك بعصفور أحول 30 سنة، وعندما أراد أن يدخله فى القفص وضعه خارج القفص (!!) وعندما حاول العصفور أن يجرب أجنحته المعطلة -منذ 30 عاماً- طار فى الاتجاه الخطأ فدخل إلى القفص (!!).
فعندما أراد مبارك أن يحبس مصر التى أمسك برقبتها 30 عاماً، وضعها خطأ خارج القفص، فوفر لها أوسع مساحة حرية، لتطير، وتحلق، بعيداً عن قبضته الخانقة!! لكننا عندما طرنا دخلنا القفص الذى يخطط مبارك أن يحبسنا داخله (!!).
منذ أن تعالت الأصوات فى ميدان التحرير قبل تنحى مبارك مطالبة بنقل السلطة للجيش كان لدى مخاوف مشروعة ليس حول آلية انتقال السلطة من مبارك إلى الجيش، بل حول آلية انتقال السلطة من الجيش للشعب عبر سلطة مدنية منتخبة!!
قصة أخرى قفزت إلى ذهنى أثناء سيرى فى ميدان التحرير فى جمعة «استعادة الثورة» هذه المرة ليست قصة عصفور بل قصة واحد من أشهر قناصى العصافير فى هذا الزمن، إنه «أباتشا» الرئيس النيجيرى السابق.
أباتشا كان يرتدى زياً مدنياً وطنياً، لكنه لم يستطع إخفاء طبيعة حكمه ونظامه العسكرى الذى سيطر على كل شىء فى البلاد، وأشاع مناخاً ديكتاتورياً ضرب به كل الآمال التى عُقدت عليه منذ أن تولى الرئاسة من 1993 حتى 1998.
فى بداية حكمه وعد بأنه لن يحكم طويلاً لكنه خلف هذا الوعد، ووعد أيضاً أنه سيدعو لمؤتمر وطنى لبحث مشاكل نيجيريا، لكن المؤتمر قصره على مجلسه العسكرى ورجاله، كما وعد بأن يكون استمراره حتى الوصول إلى اختيار مرشح مدنى حزبى للرئاسة، وإذ به يقدم نفسه كمرشح مدنى ويحصل على تأييد له مما تبقى من الأحزاب التى اعتبرته المرشح المدنى الوحيد للرئاسة!
وعلى قدر المأساة التى عاشتها نيجيريا فى حياته والمعاناة والقهر والظلم والبطش الذى مارسه أباتشا، على قدر الإثارة والكوميديا التى صاحبت وفاته.
لقد كانت وفاته مفاجئة وغير متوقعة، فقد استقبل الرجل عددا من البغايا الآسيويات اللواتى زرنه فى قصره لقضاء بعض الوقت، فتعاطى الرجل أقراصاً من الفياجرا احتفالاً وترحيباً واستعداداً لهذه الليلة الساخنة.
قلب الرئيس الذى تحمل قتل خصومه وقتل شعبه، وحكمه بالحديد والنار، لم يتحمل تلك الحبة الزرقاء التى تعاطاها فى تلك الليلة الحمراء التى لم تكتمل!
انتفض قلب أباتشا فجأة، وتوقف عن ضخ الدماء فى جثمانه الذى تم دفنه على وجه السرعة فى ذات الليلة ودون تشريح لمعرفة أسباب الوفاة.
شعب نيجيريا لم يحزن لوفاة أباتشا، ولم يكن هذا بالطبع بسبب أنه تعاطى الفياجرا، أو حاول تعاطى الآسيويات، بل لأنه تعاطى الدكتاتورية ورفض أن يتعاطى الإصلاحات الديمقراطية التى وعد بها!
تويت:
عندما تحكم الثورة من غير الثوار تفرغ من مضمونها، وتتجرد من أبعادها الإنسانية وتُحبس أهدافها فى زجاجة ضيقة العنق، ويتحول الثوار إلى كائنات غيبية منفصلة عن لحمها ودمها وارتباطاتها الأرضية، ويتحول الشهداء لمجرد ملائكة مرسومين على سقوف الكنائس الأثرية.
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء زرزور
القفص الصدري
عدد الردود 0
بواسطة:
YASER
انا ســــــــــــــــــــأقول لكم من يحكمنـــــــــــــــــــــــــــا
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن
ماذا تريد ان تقول
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل أبو عامر
أسوء ما فى الشعب المصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
دلال حمدى
اين كانوا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله
ممكن تكون رئيس
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل
قلنا كدة من الاول
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
عايزين احداث معبره شويه
كلامك بعيد عن المواضيع المباشره ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
dr ahmed
أيمن نور
عدد الردود 0
بواسطة:
dr mamdouh
الى رقم 9