محمد البحراوى يكتب: ما السبب فى أن نضيع؟

أين أنت فى العيون
ابحث عنك من ألف عام وألف عام
وبكى أكون أو لا أكون
يا حلمى يا صباى يا وجعى وصحوى
ففى حبكى لا فرق بين العقل وبين الجنون
بين الربيع وبين الخريف.. بين الشروق وبين الغيوم
...
تعالى أناديكى
تعالى وعيشى فى عيونى وفى عقلى وفى حياتى
وتعالى واجمعى أجزائى تعالى.. لملى شتاشتى
تعالى واصنعى من حلمى المستحيل
تعالى واقتلى فيا اشتياقى
اقتربى والمسى يداى لم تلمس يدى أبدا يداك
فلم يبقى لنا فى الانتظار وقت فقد نضيع مع اللحظات
ولم يبقى فى عينى غير الدماء جفت كلها على صفحاتى
ولم يبقى لكى حلما سواى
ولم يبقى لى أملا سواكى
.....
نرى الأنهار تجرى أمامنا ولا نعرف أين المصب
نسير معا فى طرق المدينة نتهوه بين درب وألف درب
نفعل ذنبا واحدا ويقيمون علينا ألف ألف حد
وحتى الآن لا ندرى ما السبب ولم نعلم بأى ذنب؟
ما السبب فى أن نضيع ونعذب ونطرد من مدينتنا
ويقتلوا فى قلوبنا أجمل حب
....
أراك فى الأفق البعيد تأتى تقتلى شكى وظنوني
فقد تغيرت ملامح وجهى وانطفأ البريق من عيونى
وأبيض سواد شعرى وأغلقت على ملامحك جفونى
أما حان الوقت لكى تأتى وتذهبى عنى همومى
جاوبينى يا حبيبتى
جاوبينى
أين أنت فى العيون ؟
مهما ابتعدنا فلابد لحبنا من أن يعود
مهما تفارقت عيوننا لابد لحبنا من الخلود
جاءت الليالى أو ذهبت
سهرت عيوننا أو دمعت
نجت السفينة أم غرقت
فقد ظهر لنا الاختيار
أن نحيى حبنا أو نتركه يموت
استيقظى من ثباتك لا تستسلمى أبدا للجمود
فهذه فرصة أتت
بين الهاوية وبين الصعود
بين الحركة وبين الجمود
فقد اخترت لحبنا ابد الخلود
فجاوبينى
ماذا اخترتى أنت يا حبيبتى؟