من وسط الظلام الدامس برق النهار ومن بين الغمام وعُسرة كنا نحسبها انتهاء تجلت البداية بفرحة أمل جديد.
كان دعائى فى ذلك الصباح حينما أغلقت مصحفى ووضعت به وجهى وبدأت فى التوسل: يارب أين توارت أفراحنا وانقطعت عنا أخبارها؟
يارب قلوبنا قارب رصيد الضوء فيها على النفاذ والعتمة قادمة يارب فرحة تضىء القلوب
يارب فرحة تزيح كل هذا الركام من الحزن
يارب فرحة وفرج بعد كل هذا الضيق
يامن أضحكت فاطمأنت القلوب ، ومن استجبت فتدثرت الأرواح، ومن أفضت علينا برحمتك فتصعدت النفوس الصعداء أنك بالقرب.
فجاءت الاستجابة برداً وسلاما على القلوب الطاهرة استجاب الله لدعاء الصالحين والمكلومين والصابرين القابضين على جمر دينهم وأرسل الفرحة بخروج الأسرى من سجون الاحتلال .فانتفض القلب طربا وراحت الروح ترقص تفرش أمامهم الطرقات بورود ورياحين لتخمد نيران القلب بعد أن أنهكها الحزن وصفعها اليأس مرارا، أتمنى أن تكون هذه الفرحة بابا لا يغلق من الرحمات ، وبشارة خير لأفراح كثيرة لاتنقطع.
ولك الحمد ربى ولك الشكر ولك الثناء كله، ولأهلنا هناك: هنيئا لكم ولتعلموا أن من بين غضبة الرعد وزمجرة الرياح يحل الصفاء وينتشر الضياء، وأن الغيمات وبعد أن نظن أنها قاربت العتمة على موعد لتنفجر أسارير السماء!
فانتظروا البشارة دائما قد تتأخر ولكن بعد العُسر يسرا. فصبرٌ جميلٌ آل فلسطين.
