فرضت الأحداث المتلاحقة التى وقعت فى حزب التجمع، خلال الأسبوعين الماضيين، نفسها على الساحة السياسية، بعد حدوث انقسامات حادة بين قيادات الحزب وشبابه الذين اتهموا القيادات التاريخية بالخمول والجمود، ووصل الخلاف إلى حد إلقاء زجاجات المولوتوف على مقر الحزب، واعتصام عدد من شباب التجمع داخله.
وفى ظل هذه الأحداث حاورت "اليوم السابع" الدكتور رفعت السعيد، الذى يطالب المعتصمون بتنحيته عن رئاسة الحزب، ودار حديث طويل عن الأوضاع المتفاقمة داخل التجمع، والأحداث العامة التى تشهدها مصر بعد أحداث ماسبيرو، فضلاً عن توقعاته للانتخابات البرلمانية المقبلة.
سألناه: ما سبب تطور الأحداث داخل التجمع لدرجة حدوث مشاجرات بين أعضائه واعتصام شبابه للمطالبة برحيل القيادات الحالية، فضلاً عن فشل انعقاد المؤتمر العام للحزب لأول مرة فى تاريخه؟
أجاب: العنف الذى حدث بين أعضاء الحزب يأتى فى إطار الأخلاقيات السائدة فى المجتمع حاليا، كاعتداء العمال على رئيس مجالس الإدارات، والطلاب على عمداء الكليات، فأعضاء التجمع ليسوا قادمين من الأديرة، وما حدث داخل الحزب نقل حرفى لأسوأ ما فى الشعب المصرى حاليا.
* كيف ترى فشل انعقاد المؤتمر العام لأول مرة فى تاريخ الحزب؟
- كنت أتمنى انعقاد المؤتمر وانتخاب أعضاء هيئات الحزب، وأعتقد بعد إجراء الانتخابات البرلمانية سيعمل كل أطراف الحزب على النهوض به للقيام بدوره التاريخى.
* هل حال الحزب كان أفضل فى ظل رئاسة خالد محيى الدين أم فى ظل رئاستك؟
- الوضع مختلف، فلا أستطيع أن أقارن نفسى بخالد محيى الدين، حيث نشهد اختلافا فى الأوضاع السياسية الحالية، فاليوم هناك اختلال فى القيم السائدة فى المجتمع، كما أن الحزب فى الماضى كان يخوض معركة ضد الرئيس السادات، الأمر الذى ساعد فى إخلاء الحزب من العضويات الهشة.
* يتهمك بعض الأعضاء بالسعى لإفشال المؤتمر للبقاء خلال فترة الانتخابات البرلمانية القادمة.. ما ردك؟
- أنا لا أملك تحريك أعضاء الحزب، كما يدعى البعض، وعيب أن يتصور أحد أن أعضاء الحزب "عيال صغيرة"، يقوم رفعت السعيد بتحريكهم، فأنا لا أملك عصا موسى فى الحزب.
* ما الذى دفع أعضاء من الحزب للهتاف ضدك، بنفس الهتافات التى رددها الشعب المصرى لرحيل مبارك؟
- هذا انسياق من أعضاء الحزب وراء السلوك المألوف الآن فى المجتمع، كما أن الأخطاء التى يقع فيها الحزب تصحح عبر الآليات المتفق عليها وليس بهذه الطريقة.
* أعلنت عدم الترشح مجدداًَ على منصب رئيس الحزب مقابل الترشح لمنصب فى اللجنة الاستشارية بالحزب.. هل هى استقالة من العمل السياسى واكتفاء بدور المتابع، أم إعلان لخصومك أنك لن تترك الحزب؟
- عاهدت نفسى ألا أمارس الأعمال المنوطة برئيس الحزب، بانتهاء مدة رئاستى، كما تنص لائحة الحزب، وقام خالد محيى الدين بترشيح اسمى لمعاونته فى أعمال المجلس الاستشارى بالحزب، وبالنسبة لحزب التجمع هو جزء من كيانى، لذلك لا أستطيع أن أشعر بالسعادة بعيدا عنه.
* كيف ترى مصر فى ظل المستجدات على الساحة السياسية وظهور لاعبين جدد على الساحة؟
- الوضع الراهن أشبه بعربة عالقة فى الطين، البعض يدفعها للأمام وآخرون يجذبونها للخلف، والدور الأخير يقوم به الإخوان المسلمون، وهذا التيار المتأسلم لم ينهض بالمصادفة، بل تم دفعهم على الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير.
* كيف نظرت لاثنين محسوبين على التيار الإسلامى فى لجنة التعديلات الدستورية؟
- خطأ كبير، فقد اختار المجلس العسكرى المستشار طارق البشرى والمحامى صبحى صالح من تيار واحد، وكان الأفضل اختيار شخصيات من التيار اليسارى والليبرالى أيضاً، فالتعديلات الدستورية تمت تحت سمع وبصر المجلس العسكرى، تاركين التيار الإسلامى يستخدم الشعارات الدينية وشعار الجنة والنار فى التصويت للتعديلات.
* هل يمكن اعتبار البرلمان القادم برلمان ثورة فى ظل القانون الجديد لمجلسى الشعب والشورى؟
- لا توجد ثورة حتى يكون لها برلمان، فالثورة انتهت وتوفيت، وخرجت عن مسارها، ولكى تنجح يجب أن يكون هناك حرية فى العمل السياسى وحرية إعلام، ولكن بعض تصرفات الإعلامين جعلت الناس "تقرف" من المطالبة بحرية الإعلام.
* كيف رأيت تغطية الإعلام المصرى لأحداث الأحد الدامى فى ماسبيرو؟
- كانت غاية فى السوء، والتحريض ضد الأقباط كان سافرا.
* لماذا لم تطرح الأحزاب ومنها التجمع خيار مقاطعة الانتخابات والإصرار عليه فى حال عدم استجابة المجلس العسكرى لمطالبها؟
- لا أملك إجابة، فقرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية لكى يكون مؤثرا يجب أن يكون بالإجماع بين كل القوى السياسية وليس قرارا منفردا من حزب التجمع، لأنه فى هذه الحالة ستشارك كل الأحزاب وأنا جالس فى مكانى.
* قرابة التسعة أشهر يمسك المجلس العسكرى بمقاليد السلطة، كيف تقيم هذه الفترة؟
- يجب أن نميز بين المجلس العسكرى والجيش، فالجيش المصرى قوة عسكرية مهمته حماية أمن الوطن، والمجلس العسكرى يتولى مسئوليات سياسية، يستحق الاحترام لكنه يخطئ ويصيب كأى مؤسسة، ومشكلة المجلس العسكرى خلال الفترة الماضية أنه يعتمد على حكومة غاية فى الضعف.
* ما رأيك فى حديث البعض أن التاريخ سيعيد نفسه ونشهد من جديد انفراد العسكر بالسلطة كما حدث فى ثورة 52 يوليو؟
- التاريخ يأتى مرة فى صورة دراما ومرة فى صورة مهزلة، وهو ما نشهده الآن، فما يحدث الآن هو ما فعله جمال عبد الناصر عندما تحالف فى بداية ثورة 52 يوليو مع الإخوان ثم انقلبوا عليه، لذا كتبت إلى العسكريين أنبهم بذلك، وأول تمرد للإخوان على قرارات العسكرى، كان من قبيل عتاب المحبين، وبدأ طارق البشرى يكتب عن أن قرارات المجلس العسكرى غير دستورية.
* ماذا عن قانون الغدر السياسى الذى يطالب الكثيرون بتطبيقه الآن؟
- هناك العديد من القوانين سيئة السمعة، جاءت فى عهد جمال عبد الناصر وظلت تحكم مصر فترة طويلة، ومنها قانون الغدر وأرفض تطبيقه فى الوقت الحالى.
* قلت إن الإخوان لم ينزلوا إلى الثورة إلا بعدما تأكدوا من نجاحها، أليس هذا غريباً وحزبكم لم يشارك فى الثورة أصلاً، كما أعلنتم أن الاحتجاج يوم 25 يناير تشوية للدور الهام للشرطة؟.
- هذا كذب وغير حقيقى، فالإعلام نقل نصف الحقيقة فيما يتعلق بموقف التجمع من ثورة 25 يناير، وما حدث أنه أثناء اجتماع الحزب اقترح أحد الأعضاء اختيار يوم آخر للاحتجاج لتزامن اليوم مع الذكرى المجيدة لعيد الشرطة، ثم أضفت بخط يدى لبيان التجمع أنه إذا أصر الداعون على ذلك اليوم، فأننا ندعو أعضاء الحزب للمشاركة فى الاحتجاجات.
* وصفت حكومة عصام شرف من قبل أنها حكومة لوقف الأعمال.. هل هى مشكلة عصام شرف فى شخصه أم أن أى رئيس حكومة فى ظل الظروف الحالية سيكون أداؤها مشابهاً؟
- هى حكومة غير قادرة على القيام بأبسط مهامها، مثل توزيع أنابيب البوتجاز ووضع حد أدنى وأقصى للأجور، وتخفيض نفقات الوزارات، فالدكتور حازم الببلاوى ذُهل من وجود مبلغ 40 ألف جنيه فى حسابه بالبنك بعد توليه منصبه بالوزارة.
* مَن فى رأيك من الأصلح لحكم مصر من مرشحى الرئاسة الحاليين؟
- لم أصل لقرار بعد، لأنه من الممكن أن يظهر مرشحون أقوى من الأسماء المطروحة على الساحة السياسية حالياً.
* وهل يمكن أن يحكمنا رئيس عسكرى؟
- لا أعتقد ذلك، وباعتبارى أستاذ تاريخ، فالمعطيات الموجود على الساحة لا تنبئ بأن يحكم مصر عسكرى.
* امتد عملك السياسى منذ ثورة 23 يوليو، وحتى ثورة 25 يناير، ما هى المحطات التى تتوقف عندها وتعتبرها فارقة فى تاريخك السياسى؟
- حصولى على الدكتوراه فى الفلسفة وتاريخ البلدان العربية من المحطات الهامة فى حياتى، وهو الأمر الذى عوضنى عن إحساسى بالتأخر عن زملائى الذين تقلدوا مناصب مرموقة بسبب اعتقالى لفترات طويلة، والمحطة الهامة الأخرى تأسيس حزب التجمع، كمنبر لليسار المصرى.
رفعت السعيد فى حوار نارى لـ"اليوم السابع": الثورة ماتت وانتهت وخرجت عن مسارها.. والعسكر لن يحكموا مصر.. وبعض الوجوه "كرّهت" الناس فى حرية الإعلام.. و"التجمع" سيعود لدوره التاريخى
الأربعاء، 19 أكتوبر 2011 03:40 م
رفعت السعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
هو لسه الراجل ده موجود ؟؟؟؟
مش معلق ولا كاتب حاجه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حنفى
مبلاش انتة ضيعت حزب التجمع اللى كان ملى البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
ابومحمد
صدقت يا استاذ اشرف صاحب التعليق رقم 1
هو لسة فية فاضل من دول
عدد الردود 0
بواسطة:
ashref
خساره فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
ما هو برنامج رفعت السعيد؟..الاجابه (الاخوان يخلطون الدين بالسياسه)
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال ابو شتا
مسكين ، هذا الدكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري اصيل
الحق براقش
عدد الردود 0
بواسطة:
ففففففف
مستغرب
عدد الردود 0
بواسطة:
الناصح رفيع بيه
يامهــــــــــــــــــــلبيه... يا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عزت
خــــــــــذوا ثورتكم - واعيدوا لي بلادي