الأمة المصرية العظيمة لها رموزها وتاريخها الذى يعتز ويفخر بها كل مصرى. ومصر دائما فى قلب العالم ولها سماتها الخاصة والعظيمة لها نيلها الخالد وأرضها الخصبة وطقسها المبهر وابنائها المتميزين فى مناحى الحياة فى أرجاء المعمورة وتاريخها الرائع واثارها التى تدل على عظمة شعبها. هذه هى مصر التى نعيش فيها، بل هى التى تعيش فينا كما قالها البابا شنودة الثالث.
مصر بلد الأزهر العملاق الحاضن للإسلام الوسطى وبلد الكنيسة الأرثوذوكسية التى أسسها القديس مرقس. شعب مصر شعب يعرف معنى الاديان وشعب يقدس الرموز الدينية من كتب سماوية ورسل ودور عبادة، شعب مصر يقدس مبادئ التسامح والتعايش ويكره التمييز والتعصب.
فى الزمن الجميل رفع المصريين الصليب والهلال فى وجه اللاحتلال الإنجليزى واعتلى رجال الدين منابر المساجد والكنائس وهتفوا نموت وتحيا مصر وخرج المصريون من المساجد والكنائس يهتفون الاستقلال التام أو الموت الزؤام. فى حرب اكتوبر كل المصريين هتفوا الله أكبر لم يفرق العدو الصهيونى بينا كلنا مصريون وسالت دماء المصريين واختلطت على أرض الوطن الغالى، فى ثورتنا المباركة فى 25 يناير خرج الصليب والمصحف إلى ميدان التحرير وانبهر العالم عندما راى الانصهار بين ابناء الشعب الواحد،هذه هى مصر شعب واحد بلد واحد انصهار تام يستحيل على أى عدو فى الخارج أو فى الداخل أن يحدث ثقبا مهما كان صغيرا فى جدار وحدتنا الوطنية التى انصهرت وانصهرت وأصبحت شيئا واحدا. على مر السنين عشنا شركاء وتغنينا بشركتنا فى كل شىء فى المدرسة والمستشفى والجامعة والنوادى والبيوت والأرض والماء والهواء والموت فى سبيل الوطن، شعب واحد يعبد اله واحد.
فى أيام الظلم والاستبداد التى ذهبت، وإن شاء الله لن تعود، فعلوا بنا الأفاعيل داسوا على كرامتنا وحرقوا وهدموا كنائسنا ومساجدنا وقتلوا أبناءنا ونهبوا مقدراتنا وحاولوا خلق فتن لتكون فزاعة لشرفاء هذا الشعب وزوروا الانتخابات واهدروا حقوقنا جميعا بلا استثناء.
وبعد الثورة مازالوا يحلمون بالعودة بنا إلى الوراء وربما يفلحون فى هدم كبيسة أو قتل أبنائنا المصريين ولكن أقسم لكم برب العزة وأنا كلى ثقة فى هذا الشعب لن يستطيعوا هم ولا أسيادهم فى الخارج أن يحدثوا ثقبا فى جدار وحدتنا على الإطلاق.
انتهى عهد الاستبداد والاستعباد لأى مصرى مهما كان لونه أو دينه أو عرقه ونحن على أبواب دولتنا المدنية الحرة، دولة القانون والعدل والمساواة والمواطنة وأننا إن شاء الله شنتشارك فى بنائها يدا واحدة. انتهى عصر هضم الحقوق حقوق المصريين جميعا. انتهى عصر التمييز بيننا على أساس الدين أو اللون أو العرق.
وأقولها صريحة لكل متعصب فى الدين أو السياسة لا مكان لكم بيننا مهما طالت الأيام وأقولها انتهى عصر التمييز الذى عانى منه كل المصريين ولا يمكن أن نعيش إلا بمبدأ الانصهار التام فى بلدنا مصر كلنا مصريون كلنا إيد واحدة شعب واحد فى بلد واحد وجيش واحد.
ومن هنا من على هذا المنبر ومن بلدى جميانة التى عشنا فيها مع أجدادنا وآبائنا شعب واحد رجل واحد أحذر من قوى تحاول تصدر المشهد السياسى ليأخذوا الثورة بعيدا عن أهدافها ويبثوا روح الكراهية ويمارسوا أعمالا قريبة من البلطجة والتشكيك فى النوايا وهناك شبهة قوى محركة من الفلول الضالة ومن الخارج وشبهة أموال طائلة لا نعلم من أين تأتى. وأحذر من التشكيك فى نوايا قواتنا المسلحة الشريفة أو محاولات النيل منها أو إهانة أبنائنا فيها أو الاعتداء عليهم فهم الدرع الواقى لهذا الشعب وأطالبهم وأقول لهم يا حماة لا تتركوا البلاد عرضة للانهيار لا تترددوا اضربوا بقوة على يد البلطجية والمفسدين وامضوا بخطى ثابتة نحو تسليم السلطة لمن يختاره الشعب ابعثوا فينا وفى أولادنا الأمل ولا تخضعوا للابتزاز قاوموا وتصدوا وكل الشعب معكم وثقتنا فى شرفكم ونبل أهدافكم ووفائكم بعهودكم لا حدود لها. هيا بنا جميعا نعود إلى روح أكتوبر وروح يناير هيا بنا نعود لروح التحرير السلمية ونعلنها كلنا يد واحدة لنصنع المعجزة وهى مصر الحرة الديمقراطية القوية والصامدة. ولا ننسى أبدا أن الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها.
د. عبدالجواد حجاب يكتب: ارفع راسك فكلنا مصريون
الأربعاء، 19 أكتوبر 2011 03:49 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
ارفع راسى ازاى
ارفع راسى ازاى وانا مهموم ومكروب
عدد الردود 0
بواسطة:
AboMaryam
جميانة