يقدم اليوم فى مهرجان أبوظبى السينمائى العرض العالمى الأول لفيلم المخرج الإماراتى نواف الجناحى "ظل البحر"، المشارك ضمن مسابقة آفاق جديدة.
الفيلم هو أول شريط إماراتى طويل تنتجه شركة إيمج نيشن أبوظبى.
يأتى الفيلم، الذى يندرج ضمن الأعداد المتزايدة من الأفلام الإماراتية الطويلة، بعد عامين من تحقيق المخرج لفيلمه الروائى الطويل الأول "الدائرة" والذى حاز استقبالاً نقدياً مشجعاً.
وتدور أحداثه فى أحد أحياء رأس الخيمة الشعبية، حيث العادات والتقاليد والثقافة المحلية تجعل من التعبير عن المشاعر بحرية أمراً صعباً، هكذا نتابع قصة المراهقين منصور وكلثم فى رحلتهما لاكتشاف الذات وسط أجواء عائلية وقيم مرتبكة.
ويحمل برنامج اليوم لعشاق الأفلام الوثائقية فرصة التمتع بالفعالية الخاصة "من الثلاجة إلى الأتون" مع منتج وحدة الإنتاج الطبيعى فى الـ "بى بى سى" والمخرج فريدى ديفاس، الذى بعد عمله على "الكوكب المتجلد" لصالح "بى بى سى" لأكثر من ثلاث سنوات، يصور حالياً سلسلة جديدة لصالح "بى بى سى" أيضاً، بعنوان "الجزيرة العربية البرية"، ويناقش اليوم تجاربه فى مناطق القطب الشمالى، والآن فى صحارى الجزيرة العربية، فرصة نادرة لمشاهدة مقاطع من "الكوكب المتجلد"، قبل موعد عرضه رسمياً، الفيلم الذى يقدم بمنظور جديد بعضا من أكثر الحيوانات جاذبية على وجه الأرض.
كما سيناقش فريدى بعض التقنيات الجديدة المستعملة لالتقاط هذه المشاهد، وكيف أن هذه التقنيات الجديدة ستوظف لتصوير الحياة البرية والمشاهد الطبيعية الرائعة فى شبه الجزيرة العربية؟ وتأتى هذه الفعالية بالاشتراك مع "إيمج نيشن" ولجنة أبوظبى للأفلام.
كما يقدم اليوم الأربعاء، العرض الإيطالى المزدوج الذى يجمع بين آخر أفلام المخرج الإيطالى الشهير نانى موريتى "لدينا حبر أعظم"، الذى يتخيل بحسّ كوميدى أزمة تحدث فى الفاتيكان عندما يرفض الكاردينال ملفيل (مايكل بيكولى) قيادة المؤمنين الكاثوليك روحياً، والفيلم القصير "العائلة الكليّة" للمخرج تيرى غيليام، الذى تجرى أحداثه خلال عطلة عائلية فى إيطاليا، ويوظف المخرج فى هذه التحفة الصغيرة كل مفاجآته التخيّلية التى رأيناها فى أفلام مثل "برازيل" و"اثنا عشر قرداً"، مع الدخول فى رحلة أشبه بالحلم إلى أمكنة نابولى السرية ورموزها.
تعليقاً على هذا العرض الإيطالى الخاص يقول البروفيسور أليساندرا بريانتى، الملحق الثقافى لمنطقة الخليج فى السفارة الإيطالية فى أبوظبى: "نانى موريتى" يعبر عن أفضل ما فى السينما الأوروبية، ويقدم قصصاً إيطالية مذهلة مع لمسة شخصية للغاية للجمهور الدولى، إننا نؤمن بقوة بالدور الذى يقوم به مهرجان أبوظبى السينمائى فى المنطقة، عبر إتاحة نافذة هامة للسينمائيين العرب لعرض أعمالهم والاطلاع على أفضل ما فى السينما العالمية فى الوقت ذاته، ونحن بحاجة إلى مثل هذه المناسبات - هنا وفى دبى- لمواصلة احتضان المواهب العربية المتزايدة " كما تنطلق اليوم فعالية "إضاءات على السويد" مع العمل الفنى الرائع للمخرج السويدى الخالد إنغمار بيرغمان "التوت البرى"، ويدور الفيلم حول إسحق بورغ، وهو أرمل فى الثامنة والسبعين من عمره، وأستاذ جامعى أنانى ورجل نكد بارد العواطف، يجد نفسه مجبراً على إعادة تقييم حياته خلال رحلة طويلة بالسيارة فى السويد مع مجموعة من الشباب الذين وافق على توصيلهم، إذ يتسبب هؤلاء بإطلاق أحلام يقظة وكوابيس تعيده إلى ماضيه المضطرب، فى العام 1957، وفى خضم نجاحه المهنى، وترنح حياته الشخصية، أنجز بيرغمان هذا الفيلم الذى أصبح واحداً من أقوى التعبيرات السينمائية حول رجل يتأمل فى حياته وموته.
عروض "مسابقة الأفلام القصيرة "مستمرة لليوم الثانى على التوالى، بينما تقدم كذلك مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة ضمن "مسابقة أفلام الإمارات".
أما عروض الهواء الطلق المجانية على شاطئ فيرمونت فتتضمن اليوم إعادة للفيلم الهندى "المعبد" إخراج أوميش فيناياك كولكارنى، الذى عرض بالأمس ضمن برنامج "عروض السينما العالمية"، وضمن القسم نفسه نتابع اليوم مع فيلم "بجوار المدفأة" للمخرج أليخاندرو فيرنانديز ألمندراس، وفيه يمارس دانيال العديد من الوظائف، لكنّ الوظيفة التى تعرفه حقاً هى دوره فى رعاية زوجته أليخاندرا. مع بداية حياتهما الجديدة كمزارعين فى الريف، فإن مرض أليخاندرا يعرض حب زوجها لها وصبره للاختبار، يشكل هذا الفيلم المشاركة الثانية للمخرج فى المهرجان، إذ سبق للمهرجان أن عرض فيلمه "هواتشو" فى دورة العام 2009.
ويعرض أيضاً فيلم "ألبرت نوبز للمخرج "رودريغو غارسيا"، الذى يستعرض الحياة القاسية لامرأة عزباء فى أيرلندا القرن التاسع عشر، والحياة الأقل مشقة لرجل يعمل ساقياً فى أفخم فنادق دبلن، إلا أنه يخفى سراً لا يصدق، وهو أنه امرأة. عاشت طوال عشرين عاماً كرجل فقط لكى تعيل نفسها.
تواصل "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" عروضها اليوم مع الفيلم التونسى "ديما براندو" إخراج رضا الباهى، الذى يتمحور على التغيرات التى تطرأ على شاب تونسى تنقلب حياته بشكل دراماتيكى عندما يكتشف فريق عمل سينمائى أجنبى يحضر لتونس لتصوير مشاهدة أحد الأفلام، الشبه المدهش بين هذا الشاب «أنيس» ومارلون براندو، أسطورة السينما العملاق. كما تتضمن عروض المسابقة لليوم أيضاً الفيلم الأمريكى "المتراس" إخراج أورين موفرمان، الذى يلقى بنظرة ثاقبة على الأزمة التى يمرّ بها أحد رجال شرطة لوس أنجلس فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى، بلغة بصرية حاذقة يعالج أورين موفرمان قصة هذا الشرطى الفاسد الذى يكتشف أنه فات أوان التغيير نحو الأفضل، حكايات من غزة يحملها لنا الفيلم الوثائقى "يوميات" إخراج مى عوده، عبر يوميات ثلاث شابات فلسطينيات من غزة تعكس كلّ التناقضات التى يشهدها الشعب الفلسطينى فى غزة وخارجها، وإن كان يتكثف حضورها فى غزة بفعل الحصار من جهة وبفعل الاستقطاب السياسى والخطاب الدينى والاجتماعى المحافظ من جهة أخرى، وجه آخر للمقاومة وقوة الشخصية، ما يميز حضور الشابات الثلاث. ونتابع ضمن "مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة" حيث يقدم العرض العالمى الأول للفيلم الصينى "بكين محاصرة بالقمامة" إخراج وانغ جيوليانغ، والذى يشارك أيضا فى مسابقة "عالمنا" ويتناول مشكلة التخلص من القمامة التى تكاد تكون مشكلة عالمية، وعلى الرغم من البحث المستمر عن تقنيات ووسائل للتخلص منها بطريقة مناسبة إلا أن الكثير من المدن ترزح تحت وطأتها، وبالتالى فإن بكين تصبح مثالاً عن الكثير من الأماكن المكتظة التى تطمر مشكلات توسعها وازدهارها عبر طمر القمامة فى الأرض وتأجيل جميع الأسئلة المستقبلية المتعلقة بذلك، وفى الموضوع نفسه وضمن مسابقة "عالمنا" نتابع مع فيلم "تذوق الفضلات" إخراج فالنتين ثورن، الذى ربما لم يدر فى خلده لدى بدئه بهذا المشروع، أن الواقع الراهن سيمدّ فيلمه بحجته الأقوى: فى الوقت الذى يموت فيه الملايين فى الصومال جوعاً، نكتشف أن نصف المواد الغذائية التى تنتجها المزارع ينتهى أمرها فى مكبات النفايات. من خلال هذا التحقيق الموسّع والمدعّم بالأرقام والإحصائيات وبالشهادات الحية نرى كيف تقوم البشرية بالتخلص من نصف ما تنتجه من غذاء، ونتعرف على الآليات الإدارية والسياسات والذهنية العامة التى تقف مجتمعة وراء ذلك.
أما برنامج "خرائط الذات" الذى يعنى بالتجريب فى السينما العربية منذ الستينات وحتى اليوم فيقدم فيلم "المدينة" للمخرج يسرى نصرالله، الذى يتتبع فيه مسار شاب يهوى التمثيل، وما يمر به قبل أن يحقق حلمه، وفى استعادة لسينما نجيب محفوظ نتابع اليوم فيلم "اللص والكلاب" إخراج كمال الشيخ، وبطولة شادية وشكرى سرحان، وتعاد اليوم عروض "منهج خطر" و"على الحافة" (روائى طويل)؛ "أفضل النوايا" (آفاق جديدة)، "القوة السوداء: الشرائط الأرشيفية 1967 – 1975" (وثائقى)، "بوبى فيشر ضد العالم" و"بو-ليس" (سينما عالمية)؛ "الجبل الأخير" (عالمنا).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة