محمد حمدى

50 عاما فى خدمة الرئيس!

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011 09:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشأ التليفزيون المصرى فى الستينيات، لا ليكون تليفزيون الدولة والناس، وإنما ليعبر عن الفكر السياسى القائم، ويمجد الرئيس الحاكم، بداية من عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مروراً بالرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك، ووصولاً إلى مرحلة المشير حسين طنطاوى.

نحو 50 عاماً من التربية على الولاء فقط، هذا هو اختصار مسيرة التليفزيون، الذى سقط فى فخ غياب المهنية فى أحداث ماسبيرو، فبدا نشازاً، ووصل الأمر إلى حد التحريض على أبناء الوطن الواحد من الأقباط ما دعا الكثيرون، وعلى رأسهم الإعلام الخاص من صحافة وفضائيات، إلى محاولة اغتيال التليفزيون، والقضاء عليه تماماً.
لكن الحقيقة التى يجب ألا يغفل عنها الجميع أن هذا التليفزيون مملوك للشعب، أى تليفزيون الدولة بالمعنى الواسع للكلمة ما يقتضى الحفاظ عليه، والعمل على تطويره، وعلى تخليصه من خمسين عاماً من الشمولية، وهى آفة لا يمكن التخلص منها أو القضاء عليها فى وقت وجيز، أو عبر أشهر معدودة.

فى الإعلام يعمل الصحفيون والإعلاميون حسب السياسة العامة للمطبوعة أو المحطة، والتى يحددها المالك إلى حد كبير، سواء كان هذا المالك شخصاً، أو حزباً، أو دولة تختصر فى حكومة، أو حتى وزير إعلام.

وأتذكر جيداً حين كنت أحضر اجتماع مجلس تحرير الأهرام، عن الطبعة الدولية خلال رئاسة الأستاذ إبراهيم نافع لتحرير الصحفية، ومجلس إدارة المؤسسة، أن حضور نافع أو غيابه عن اجتماع التحرير الصباحى، لم يكن يفرق أبداً فى السياسة التحريرية، فمن كان يجلس مكانه، تتلبسه روحه!
كنت من المعجبين بكتابات الكاتب الصحفى الكبير والمحترم الأستاذ سلامة محمد سلامة، وكنت أسعد كثيراً بالجلوس فى اجتماع التحرير الذى يترأسه الأستاذ سلامة فى غياب إبراهيم نافع، لكن الحقيقة، أنه لم يكن هناك فرق، فقد كان الأستاذ سلامة ملكياً أكثر من الملك حين تنتقل إليه صلاحيات رئيس تحرير الأهرام، بينما يختلف الوضع فى مقالاته.

لهذا لا يجب أن نعلق المشانق لرشا مجدى أو غيرها من المذيعين والمعدين والمحررين فى التليفزيون، فكل ما يفعلونه هو التعبير عن نظام حاكم داخل ماسبيرو لم يتغير منذ 50 عاماً، ويحتاج فى هذه اللحظة أن نقف خلفه ونعمل على تطويره، وإعادة بنائه، فهذا إعلامنا ولا يجب أن نضحى به، قبل أن نعلم العاملين به كيف يكون الإعلام الحقيقى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم عبد الله

كلام جميل ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

عناصر تحتاج اليها الشاشة..المصداقية ..الأمانة ..الثفافة ..الحضور الذهنى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة