وائل السمرى يكتب: نكسة 18 أكتوبر للتليفزيون المصرى والتطبيع الثقافى المقيت فى صفقة شاليط
الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011 06:20 م
أسامة هيكل
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وائل السمرى
نعرف أن التليفزيون المصرى يفتقد إلى البصر والبصيرة، كما نعرف أن القائمين عليه جاهزون دوما ليضربوا مثالاً فى الجهل والتسطيح والسطحية، وافتقاد الرؤية والثقافة والوعى الوطنى، لكن أن يصل إلى الحد الذى يستضيف فيه المجند الإسرائيلى جلعاد شاليط، ويستقبله استقبال الفاتحين، فهذا ما لا يحتمل ولا يعقل، وكيف يتناسى التليفزيون المصرى ووزير إعلامه المحسوب على الجماعة الصحفية أن هذا الجلعاد مجند فى جيش الاحتلال، وأنه عدو يحمل السلاح لقتل أطفالنا وإخواننا الفلسطينيين والمصريين على حد سواء، كيف يتناسى هذا الجهاز الخرب أن دماء جنودنا الستة على الحدود المصرية لم تبرد بعد لنقابل هذا العدو بكل هذا الترحاب غير المبرر؟
هل علينا من الآن أن نتناسى مشهد الأسرى الإسرائيليين وهم مذلولون منهارون بعد حرب أكتوبر العظيمة، لنستبدله بمشهد شاليط مبتسما معززا مكرما، أم هل علينا أن نغفر لهم كل جرائمهم لمجرد أن هذا الشاليط جلس أمام التليفزيون مبتسما؟ هل نسى هؤلاء الأمهات أن هذا الجندى كان يحمل السلاح لقتلنا وقتل أخواننا؟ وهل نسوا فيما نسوا أن مقابلة التليفزيون الرسمى لهذا الجندى يعد تطبيعا إعلاميا وثقافيا وصحفيا كامل الأوصاف؟
نعرف أن مقابلة هذا الجندى تعد سبقا صحفيا كبيرا، لكن من قال إن هذا السبق أكبر من فضيلة إعلاء المبادئ الأخلاقية المجيدة، والتى من أبسطها ألا نصافح قتلتنا، وألا نهادن عدونا، وكيف نسينا أن المبادئ لا تختبر إلا بالمغريات، أم أنه ليس هناك مبادئ من الأساس؟
مقدار التفاهة والسطحية فى التليفزيون أصبح لا يحتمل، وهذا ما أكده هذا اللقاء الأجوف، والذى جلست فيه المذيعة ببلاهة كبيرة لتسترجع مع شاليط ذكريات معاناته فى الأسر، وتناقش معه خططه للمستقبل، ليقول لها إنه يحن إلى عائلته وإلى الناس جميعا، رغم أن خطط هذا الشاليط معروفة مسبقا لكل ذى عين وقلب، فسيرجع إلى وحدته ويمارس تدريبه على السلاح، ويقتل أطفالنا فى أقرب فرصة يتاح له ذلك.
هل يتخيل أحد مقدار الرقة المستفزة التى تعاملت معه بها؟ هل خطر على بال أحد أن سيدة عربية من مصر التى لم يبرد دماء جنودها بعد تشفق على أحد قتلتنا، وتحذف سؤالا وتقول بمنتهى الرقة والخذلان "فوت سؤال عشان حاسه أنه تعبان"، معللة بذلك عدم التزامها بالأسئلة الموضوعة سلفا؟ وكنت أظن أن تليفزيون أكبر دولة عربية سيحتفل بعملية تبادل الأسرى بالطريقة اللائقة بمصر وأهلها الكارهين لإسرائيل وجرائمها، كنت أتخيل أن يوما كهذا سيصبح عيداً للاحتفال بالشهيد المقاتل أشرف المعشر الذى أسر شاليط فحرر 1127 بطلا من سجون الاحتلال، واغتالته يد العدوان القذر فى فجر ليلة القدر السابع والعشرين من رمضان فى العام 2006، فكنت أظن أنه سيعد تقريراً عن النساء الفلسطينيات السجينات اللاتى أفرج عنهن، وما تعرضن له من تعذيب لتبرز أهمية صفقة تبادل الأسرى باعتبارها انتصاراً لمصر وجيشها ومخابراتها، لا أن تحتفل بهذا الأسير القاتل بتلك الطريقة المستفزة.
ما لا يغتفر هو الاحتيال والهوان فى هذا اللقاء، فقد تقمصت المذيعة دور مذيعة إسرائيلية، وهى تلقى أسئلتها لتقول لشاليط: ما الذى تغير فى شخصيتك، وما اكتسبته من خبرات فى هذه المحنة، وهل جعلتك هذه التجربة أقوى؟ والاحتيال فى وجهة نظرى أن مترجم التليفزيون المصرى تغافل عن ترجمة هذا الشق الأخير من السؤال، أما الهوان فهو السؤال نفسه، فهل تريد هذه المذيعة السطحية أن يقول لها شاليط: نعم لقد أصبحت أقوى ولم تزدنى تجربة الأسر إلى قوة وعزيمة وأعود إلى الجهاد؟ ما هذا الخبل الرسمى؟
من يريد أن يعرف مدى الهوان الذى أصبحنا عليه، فعليه أن يسترجع صورة مئات الأسرى المصريين، وهم يبادون على يد العدو الصهيونى، ولم نسترجع حقهم إلى الآن، ومن يريد أن يستوضح الصورة أكثر فليراجع صور الأسرى الإسرائيليين فى حرب أكتوبر العظيمة، ويقارنها بصورة شاليط ليعرف ما الذى وصلنا إليه، فقد نسى التليفزيون المصرى أن احتفالنا يجب أن يكون بأسرانا المحررين لا بأسيرهم، كما وضح أن هناك خطأ كبيرا فى هذه المقابلة، وهى أن علم مصر كان يرفرف وراء المذيعة التى أجرت الحوار، فى حين أنه من المفروض أن يرفرف وراءها علم إسرائيل، فلم يكن التليفزيون الإسرائيلى ليحتفل بشاليط أكثر من هذا.
أبى تليفزيون أسامة هيكل أن يتمم فرحتنا بخروج إخواننا الفلسطينيين من سجون الاحتلال الباطشة، وأبى أيضا أن يحافظ على عدم التطبيع الثقافى الرسمى مع إسرائيل لتمثل من وجهة نظرى نكسة للإعلام المصرى، وضربة قاسمة لصمودنا فى وجه التطبيع مع العدو طيلة أيام السادات وحسنى مبارك، وهو ما لا يجب أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يحاكم كل من اشترك فى هذا التدنى التاريخى فى مسيرة الإعلام الوطنى المصرى، كما يجب أن تحاكم نقابة الصحفيين هذا المسمى بأسامة هيكل والمحسوب علينا صحفيا، كما يجب أن يفصل من النقابة جراء هذه الفعلة النكراء.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
والله العظيم حاجه تحزن
عدد الردود 0
بواسطة:
شيري
انا و الله كمان اتصدمت و قلت يمكن انا الى غلط
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد العدلي
ده تصييت للبلد ودورها
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الشلبي
الفاضي يعمل قاضي !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
سارة
طبعا بطل
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير سليم
ليه كدة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
لقاء شاليط
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
انت غلط يا وائل
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيى ابورية
احترم الاخر
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
اللقاء ليه مزايا