ملعونة تلك الحرية التى تبيح لأصحابها ممارسة العداوة والتطاول والحقد والاعتراض دائماً وأبداً سواء بالقول أو بالفعل دون الاستناد إلى أدلة أو قرائن تدعم كل ذلك وتؤكده وتمنحه شرعية وأحقية! وذلك لأهداف مشبوهة وخسيسة تتعدد وتختلف باختلاف المواقف والأمور والتى غالباً ما تكون إما بهدف الشهرة والحصول على منصب معين، وإما لزعزعة أمن واستقرار البلد - إذا كانت هذه الحرية الملعونة متجهة نحو السياسة-!..
للأسف الشديد نحن نعيش فى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وانقلبت الموازين رأسا على عقب، فأصبح الصالح طالحاً والطالح صالحاً، وصارت الحرية والديمقراطية رداء مَن لا رداء له، ونسى أو تناسى الكثيرون المعنى الحقيقى والأصح للحرية وهو ببساطة شديدة: "أنت حر ما لم تضر"،
فلا يجب أن تضر بحريتك أحداً ولا ينبغى أن تجور على حق الآخرين بفرض سطوتك ورأيك عليهم مهما كانت درجة إيمانك واقتناعك به!
ما سبب كل هذا الهجوم الضارى الذى يشنه الكثيرون من الإعلاميين والمعارضين السياسيين وغيرهم على المجلس العسكرى والجيش – بعد الأحداث المؤسفة الأخيرة - سباً وتطاولاً وتشكيكاً سواء على صفحات الجرائد والفضائيات أو على مواقع التواصل الاجتماعى بلا أدلة؟!
لمصلحة من فرض آرائهم على المجتمع المصرى بكل ما لديهم من وسائل ليجذبوا إليهم أكثر عدد ممكن من الغالبية الصامتة ذات الفكر والوعى المحدود، متبعين فى ذلك سياسة:
"خذوهم بالصوت ليغلبوكم"!.. حيث الأداء المستفز والحنجورية والجعجعة الفارغة غير المبررة؟!
أما آن الأوان لكم يا دعاة الحرية والديمقراطية أن تترووا وتهدأوا إلى أن تلتقط مصر أنفاسها وتمر فترة نقاهتها بسلام لتتعافى وتتماثل للشفاء ولو بشكل جزئى ومحدود، وذلك عن طريق منح المجلس العسكرى فرصة لإصلاح بعض الأوضاع التى كان النظام الملعون السابق قد أفسدها وحتى يهيئ ويمهد المناخ المناسب لتسليم السلطة كاملة إلى الرئيس القادم دون التشكيك أو سوء الظن به واتهامه بالطمع فى السلطة والمماطلة والتقاعس وتدبير مكائد ومؤامرات ليزيد من ضعفنا ليؤكد لنا بشكل غير مباشر أنه الأصلح لحكم مصر لقسوة وضراوة الأوضاع؟!
ألم يحم هذا المجلس عن طريق قيادته الحكيمة الوطنية للجيش ثورة يناير - وإن كان هذا واجبه تجاه الوطن - حيث كان لنا الحصن الحصين والدرع الواقى والحضن الآمن الذى احتوانا عندما كنا مروعين ويائسين ومحبطين لقسوة الظروف التى عشناها أثناء الثورة، وذلك بخلاف بعض الدول العربية التى ما زالت شعوبها تقتل وتصاب وتنتهك حقوقها حتى الآن لخيانة وتواطؤ جيوشها مع الأنظمة الفاسدة الحاكمة؟!
هذا المجلس الذى تسلم مصر خرابة محاولاً النهوض بها وإخراجها وانتشالها من كبوتها بسلام ولكن كيف له أن يفعل ذلك وهناك الكثيرون من شياطين الإنس فى الداخل والخارج الذين يجهضون ويدمرون كل شىء ويمحون بكل ما أوتوا من قوة أى بارقة أمل أو طاقة نور تظهر فى وسط كل هذا الظلام الدامس؟!
ساهم المجلس العسكرى أيضاً بشكل لا يجوز إنكاره فى تقديم زبانية النظام السابق إلى المحاكمة التى كانت فى وقت من الأوقات بالنسبة لمعظمنا حلماً يستحيل تحقيقه! إذن فلماذا العجلة وعدم الصبر وتحميل المجلس العسكرى ما لا طاقة له به؟! لماذا تتم محاربته من كل جهة لتسود الفوضى ويعم الخراب على مصر فى كل المجالات لتصبح مصر لقمة سائغة ووليمة مستباحة لأعداء الداخل والخارج الطامعين فى خيرات البلد والكارهين لاستقرار وأمن المصريين؟!
يؤسفنى أن أقول إن استمرار أسلوبكم فى المعارضة من أجل المعارضة فقط دون دراسة أو تمييز ينذر بعواقب وخيمة فى المستقبل ويجعلنا نتوقع أن لا أحدا سترضون به رئيساً لا إسلامياً ولا علمانياً ولا حتى شخص لا ملة له!
أعى تماماً أن كلامى هذا سيغضب ويثير حفيظة البعض ولكن هذا ما يمليه علَى ضميرى، والله أعلم ببواطن الأمور وبما تخفى السرائر.. وأخيراً أوصيكم ونفسى بالحكمة والصبر والدعاء لمصر شعباً وأرضا.
هناء المداح تكتب: المجلس العسكرى وأصحاب الحرية الملعونة!
الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011 02:24 ص
المجلس العسكرى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى صالح
انتهى يا سيدتى عصر الكهانة و القداسة
عدد الردود 0
بواسطة:
رامى محمد زين
مقال جاااااااااااااااااااااااااامد
عدد الردود 0
بواسطة:
رامى محمد زين
مقال جاااااااااااااااااااااااااامد
مقال جميل تحياتى يا أستاذه هناء
عدد الردود 0
بواسطة:
علياء عريشه
ابدعت و اصبت
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف
كلمة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
الاستاذه هناء قواتنا المسلحه بمثابة اسود تحمي البلاد - وحكم البلاد والسياسه شغل تعالب
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
سلمت اناملك .. وصح لسانك .. استاذه / هناء
قصلت القول .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
تصحيح مفهوم
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
انقذوا مستقبل مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
اعداء الداخل والخارج