محمد فايق: التعذيب استوطن فى منطقتنا العربية

قال السفير محمد فايق، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن التعذيب استوطن فى منطقتنا العربية وأصبح مشكلة مزمنة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تتلازم مع سياسة القمع والقهر التى تمارسها أنظمة الدول العربية، والتى ترى أن الدولة سلطة فوق الجميع فى حين أن العالم ينبذ هذا المفهوم ويجعل السلطة فى قلب المجتمع تتفاعل معه ويتفاعل معها.

وأضاف فايق، خلال وشة عمل نظمها المجلس القومى لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، بعنوان "نحو ثقافة جديدة لمناهضة التعذيب"، أن حالات التعذيب التى رصدها المجلس ومنظمات حقوق الإنسان فى مصر تتراوح بين 7 و 20 حالة سنويا، خاصة بلحظات الاعتقال والاستجواب، مضيفا أن التعذيب من أحط الجرائم لأنها تهدر كرامة الإنسان وبداية لمسلسل عنف من جانب الدولة يولد عنفا مضادا وسلسلة لا تنتهى.

وأوضح فايق أن ثورة 25 يثناير وضعت كرامة الإنسان مع الحرية والعدالة الاجتماعية أساسا لها وأصبح لزاما إلغاء هذه الآفة والقضاء عليها نهائيا، مضيفا أن قضية خالد سعيد توضح منهجية التعذيب فى مصر وكيف ساندت السلطة العليا للأمن هذه الانتهاكات عندما أصدرت بيانا عجيبا لم يهتم بالرأى العام، كما كشف التواطؤ بين السلطة مع الطب الشرعى لإخفاء الحقائق.

وكشف، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أن المجلس وضع قضية هامة هى مناهضة التعذيب على أوليات خطته الإستراتيجية خصوصا مقترح استبدال تعريف جريمة التعذيب المنصوص عليها فى القانون الجنائى بالأمم المتحدة، كما اقترح فايق بأن يتم مفوض خاص لتنفيذ قانون مناهضة التعذيب ووقف الانتهاكات فورا.

من جانبه قال المستشار شريف حافظ، ممثل وزارة العدل، أن قضية حقوق الإنسان هى حجر الزاوية فى إقامة المجتمع المتحضر والحر وأن احترام حقوق الإنسان ورعايتها هو عماد الحكم العادل بالمجتمعات الحديثة والسبيل الوحيد لخلق عالم حر وآمن ومستقر، كما أن جريمة التعذيب بكافة صورها تعد جرما حرمته كافة المواثيق والشرائع السماوية.

وقال إننا فى وزارة العدل نؤكد أننا نسعى لقيام دولة جديدة تحضن الديمقراطية وحقوق الإنسان وتقدر قيم الحرية وتحافظ فى نفس الوقت على احتياجات الأمن القومى.

وقال جورجو كارتشلو ممثل المجلس الدولى لتأهيل ضحايا التعذيب إننا نعمل من خلال شركائنا فى 50 دولة على مستوى العالم لمناهضة التعذيب، إضافة إلى وجود شركاء لنا فى مصر ممثلين فى المجلس القومى لحقوق الإنسان ومركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، ونعمل على تضمين المناهج الدراسية فى الجامعات والمدارس لمنع ظاهرة التعذيب من خلال مشروع تنفذه معنا جامعة بنى سويف.